الأقنعة تحكم الصراع في سوريا

منير بركات (الأنباء)

بعد ستة اشهر من الثورة السلمية السورية، استخدم النظام السوري كل الوسائل العنفية لقمعها طيلة ستة سنوات وصولاً إلى لإستفادة من دخول كل العوامل بما فيها التيارات الإسلامية المتطرفة لا سيما الاستخدام العلني والواضح بتدخل حزب الله مبرراً في حماية المقدسات  وهادفاً حماية النظام وبتغطية اقليمية ودولية تم التعبير عنها من خلال غرفة عمليات مشتركة، وأشكال مختلفة من التنسيق بين الروس وإسرائيل والحرس الثوري الإيراني وحزب الله وغيرهم ليشرع وجود هذه القوى مجتمعة بمواجهة “الارهاب”.

01

مما جعل من تركيا وبعض الدول العربية الطلب من جبهة “النصرة” كفرع من فروع القاعدة الانسحاب والاستقلالية عنها لإضفاء الشرعية الواقعية بمواجهة الميليشيات الشيعية الايرانية والحفاظ على التوازن وخوض الصراع بالواسطة وتبرير الدعم السياسي والمالي والعسكري واللوجستي. واعتقد بأن الخروج الطوعي من القاعدة ليس بمعزل عن التوافق مع قيادة المنظمة وهذا ما تم التعبير عنه بمواقف مرنة من قيادة “القاعدة” و”النصرة” تؤكد على الوفاء والتوافق بعيداً عن اي خلاف قائم، وتقدير الإحراج عند القوى الداعمة وبالتالي، استبعاد “النصرة” عن صفة الارهاب، لتقتبس اسم جبهة “فتح الشام”.

إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي صنعت الخلل بموازين القوى بالمنطقة  وتصديرها للثورة وتحريك اذرعتها في المشرق العربي مما استنفر المشاعر الاصولية لا سيما التطورات داخل تركيا المرجحة للقضاء على علمنة الدولة وتكريس نظام إسلامي يواجه ويوازن الحضور والقوة الإيرانية بالمنطقة، وليس بعيدا كل ذلك عن الهندسة الاميركية – الاسرائيلية وبتنسيق مع الروسي.

A rebel fighter fires a heavy machine gun during clashes with government forces and pro-regime shabiha militiamen in the outskirts of Syria's northwestern Idlib province on September 18, 2015. AFP PHOTO / OMAR HAJ KADHOUR        (Photo credit should read OMAR HAJ KADOUR/AFP/Getty Images)

على ما يبدو بأن القتال في سوريا يخاض بأقنعة واضحة الانتماء المذهبي والإقليمي والامتدادات الدولية المتحكمة بمسار الحرب وصولاً الى انضاج شروط التسوية وإعادة رسم خريطة التقاسم والتوزيع.

————————–

(*) رئيس الحركة اليسارية اللبنانية