الحوار المرتقب

جليل الهاشم

ماذا يمكن أن ينتج عن الخلوة الحوارية المطولة المقررة أيام 2 و 3 و 4 آب المقبل؟

السؤال يطرحه السياسيون قبل المواطنين وتتعدد الأجوبة لكنها تكاد تجمع على القول إنه يصعب توقع نتائج حاسمة تخلص اليها جلسات الحوار تلك .

جدول الأعمال بات معروفاً الرئاسة والحكومة وقانون الانتخاب وهو نفسه تقريباً الجدول التي قامت من أجله طاولة الحوار منذ انطلاقتها بعد منع انتخاب رئيس للجمهورية.

في موضوع الرئاسة لا زالت الأمور تدور وتراوح في المكان نفسه لا انتخاب إلا إذا أجمع النواب على التصويت لمرشح محدد. وهذا المرشح يشيع كما تشيع أوساطه أن المواقف تسير باتجاه النضوج ويذهب البعض إلى القول أن شهر آب سيكون حاسماً لهذه الجهة بحيث لا ينتهي وإلا لا يكون العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية.

هيئة الحوار

غير أن هذه التوقعات لا تجد ما يسندها في أرض الواقع، وقد ظهر ذلك جليا خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان مارك إيرو الأخيرة إلى بيروت حيث تبلغ مواقف مختلف الفرقاء وتبين له أن الكتل الأساسية لا تزال على موقفها فكتلة المستقبل ماضية في دعم ترشيح النائب سليمان فرنجية وكتلة حزب الله متمسكة بعون مرشحاً رئيساً وفي النتيجة خرج الوزير الفرنسي بنصائح وليس بمبادرة خلاصتها ضرورة أن يحب اللبنانيون وطنهم ينتخبوا رئيسا ويعززوا حضور مؤسساتهم.

حتى الآن لم يتيفر الميزان الرئاسي فماذا عن قانون الانتخاب؟

هنا أيضاً تبرز المشكلة فاللجان النيابية المكلّفة مناقشة القانون قدمت شبه استقالة في اجتماعها الأخير وأحالت الموضوع إلى هيئة الحوار وعلى هذه الهيئة تقع الآن على مسؤولية الاختيار بين النسبي والمختلط وبين الدوائر الواسعة والمصغرة وبين الأكثري القديم أو أي أكثري يتم تجديده لكن المشكلة التي يخشى الوقوع فيها لبست فقط بشكل القانون بل في الوصول إلى موعد الانتخابات النيابة من دون انتخاب رئيس للجمهورية. فأي يكن القانون التي ستجري عليه الانتخابات النيابية في حال جرت فإن المشكلة سبتقى قائمة مضافاً إليها عقد جديدة، حيث سيواجه المجلس الجديد حكومة مستقيلة يكون عاجزاً عن تأمين بديلا لها في غياب الرئيس وكل ذلك من دون أن يضمن أحد أن المجلس الجديد سيقوم بواجبه وينتخب رئيساً للدولة، ليس فقط لأن معطلي الجلسات اليوم سيواصلون تعطيلهم بل وهذا احتمال قائم أن فريقا سيجد نفسه مغبوناً فيمارس السياسة نفسها.

في هذه المناخات يصبح الكلام عن شكل الحكومة الجديدة ترفا لا معنى له ويصح القول: مرتا مرتا تنشغلين بأمور كثيرة والمطلوب واحد.