الأحزاب والحركات الطلابية والشبابية

د. محمود صافي

على الشباب أن يكونوا في طليعة نفض كلّ ما هو أصبح من الماضي وما زال في الحاضر روتين، وخصوصًا في مؤسّسات الدولة التي تجترّ نفسها، في حين بعض القيّمين عليها يفكّرون في باب الرزق فقط من أيّ مصدر أتى.

الشباب هو الدم الذي يرفد الوطن بالحيوية والنشاط والاستقرار، وهو الذي يتطلّع دائمًا نحو التغيير، ونفض الغبار الذي يعلو كلّ الوجوه المتلوّنة من السياسيين، ليبنوا دولة تعبق بأحلامهم وطموحاتهم. وبنضالهم الواعي والمنظّم يعبّدون الطريق نحو مستقبل أفضل ليكون هو الحاكم وسيّد القرار، والشعب مصدر السلطات.

مظاهرات

وانطلاقًا من المفاهيم العلمانية تأتي أهمّية مواكبة الأحزاب العلمانية للحركات الطلابية في الثانويات والجامعات والمؤسّسات العامّة والخاصّة والمنتديات الشبابية التي بإمكانها إضاءة السبيل بإدراك واع لتبني وليكون الحوار بنّاء، وأن تبتعد وتنأى عن أي أصولية أو تزمّت في الآراء والمواقف. فسيأتي اليوم الذي نرى فيه الشباب، كلّ الشباب، منخرطًا في العمل السياسي المنفتح والاجتماعي والإنساني، يخطو بثبات نحو طروحات متقدّمة، ويحصّن مداركه بالفِعل والعمل، لا بالشعارات الرنّانة التي تدفع بالبعض لخوض صراعات وصدامات عقائدية مضلّلة تُبعد ما بين أبناء الجبل الواحد، والمنطقة الواحدة والحيّ الواحد.

إنَّ الرعاية المتبادلة هي المطلوبة، والوطن هو الغاية والهدف. على المناضل الوقوف على أرض صلبة لا تزعزعها أهواء ونزعات، أو تتلاعب بها عواصف أنانيات المذاهب السياسية، وأحقاد الإقطاع السياسي.

على الشباب التطلّع إلى الحياة بالأحاسيس الوطنية والزرع الطيّب في تربة الوطن. فإنَّ جدلية الحياة هي الاستمرارية بتجدّد الأفكار في كلّ زمان ومكان، فالأوطان تُقرأ من خلال شعبها وحيويته وقوانينه ودساتيره، وكم من مناضلين وقادة في العالم أنتجتهم مواكب الأجيال الصاعدة، كونوا أنتم أداة التغيير، لنخرج من واقع يغطّ الساسة في سبات المراوحة والضياع، والشعب يتألم من واقع أصبحت الحياة فيه صعبة يفتّش فيه على لقمة عيشه، وشفيع يساعده في مرضه.

الكفاح هو شرعة الحياة واستمراريتها، وبكفاح الشباب تنفتح سبل الحياة وتنمو وتزدهر.