الشيخوخة… تستعيد شبابها!

بهاء الزغيّر أبو الحسن (الأنباء)

نعود بالذاكرة إلى بضع سنوات خلت، لنستذكر غابة متوحشة ومافيات تضم كبار الشخصيات والمسؤولين ومستشفيات ومراكز وأطباء ومتخصصين وغيرهم.

نتذكر أننا كمواطنين كان هناك من يقتلنا ببطء يوماً بعد يوم دون رحمة ولا شفقة، يطعمنا الموت بشهية ليجعلنا نزحف إلى طبيب بلا ضمير، ليرسلنا بدوره إلى صيدلية لا يتحمل عبؤها كاهل المواطن، هذا في حال لم نمت على باب مستشفى لا نملك ثمناً لإستقبالها الباهظ.

كل هذا في وطني الذي لا زال يدعى الحبيب، ولم نعرج بعد على ملفات الفساد الأخرى، في كل القطاعات، ناهيك عن السرقة وإمتصاص دماء المواطن، وماذا أقول عن الكهرباء والمياه، عن النفايات والطرقات، عن جيشي المخطوف في جرود فيها قرود إرهابية، عن وطن المحسوبيات والإدارات العامة الفاسدة، عن فواتير الهاتف والإنترنت والنفط، وعن مئات الآلاف من الملفات لو فتحت لا تنتهي حروفها.

بإختصار، في وطنٍ ممزّق غاب عنه رأس الهرم، وشتت شعبه الطائفية المتعفنة والتناحر السياسي، في وطن حضن كل جنسيات العالم أصبح أبناؤه يعتبرونه غربة، في وطنٍ ماتت فيه كل الآمال، نقف عند رجل نلتقط منه بصيص نور، بعيداً كل البعد عن السياسة لنقول له:
أنت من يطهر لقمة عيشنا بعد أن كنا نقتات مع الفئران،
أنت من يفكر بالفقراء والمحتاجين ولا يميز بين غني وفقير،
أنت من يمنع بعض أولئك الأطباء الذين لا يملكون ضمير أن يتحكموا بصحتنا.

أنت من صاننا وصان أولادنا من الأمراض، نعم ونقولها بكل إعتزاز وثقة  حياتنا أنت منقذها.
أنت الذي لم يعد يذل مواطن أو يهان على باب مستشفى في عهدك.

أنت الذي تشكر في كل مكان وزمان على إقرار قانون السلامة الغذائية وعلى الوصفة الطبية الموحدة وتخفيض أسعار الدواء.

أنت من إسمه يرعش قلوبنا يا معالي الوزير وائل أبو فاعور، وبصدق نقولها، نحن لا نكتب شعراً ولكن للأمانة نقول، إن ما قمت به للبنانيين يحتم علينا وعلى كل شريف وصاحب ضمير أن يتذكر فضلك.

كل هذا وغيرها من الإنجازات التي تتكلم عنك، وما حروفنا هذه إلا تقديراً لك وشكرك على آخر خطوة قمت بها، فأولئك الذين لا سند لهم في الحياة ولا حيلة، الذين يقهرون يومياً ويتعذبون بسبب تقدمهم في السن، ولا من يهتم بهم حتى دولتهم، الذين كانوا يبكون ألماً وذلاً على الأبواب، اليوم يا معالي الوزير يبكون على كتفك فرحاً وامتناناً وذهولاً، اليوم تعيد لهم شبابهم وتنسيهم خوفهم من المجهول، تجعلهم يقفون أعزاء لا يخشون المصير، فمهما قالوا وقلنا من كلمات شكر لا تعبر ولا تفي خوفك على المواطنين، لأن إبن الناس يفكر بالناس.

لا بد لنا ولكل شريف أن يشد على يدك في كل حين، فوحده صاحب المصالح الخاصة الرخيصة يعارض نظافة ما تقوم به، وندعو المجتمع المدني والناس لمواكبتك ودعمك لأن أكثر من 90 بالمئة من اللبنانيين يعلقون عليك آمالاً كثيرة، راجين أن تنتقل عدوى وزارة الصحة إلى بقية الوزراء، عساهم يستفيقون من نعاسهم الطويل.

——————————

() إتحاد جمعيات جبل لبنان ، جمعية لنا الشبابية