جنبلاط : الأسد لن يفرج عن الرئاسة إلا.. لترامب!

رأى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ان ما بعد “الانقلاب الغريب” في تركيا ليس كما قبله، وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدأ سريعاً مرحلة الاستفادة مما حصل لتعزيز نفوذه في الداخل.

وأسف جنبلاط في حديث لـ”السفير” لمشاهدة الجنود وهم يُهانون في الطرق والساحات العامة، ويعتقد أن كسر هيبة الجيش التركي، مع ما يحمله من رمزية تاريخية، لن يكون أمراً يمكن تجاوز مفاعيله قريباً. يقدّر أن تركيا مقبلة على مرحلة من القمع والتشدد في التعامل مع الأوضاع الداخلية من شأنها أن تزيد الأوضاع تأزماً في المستقبل.

وتوقع جنبلاط أن يتغير دور تركيا في المشهد الإقليمي، ربطاً بالتوتر الذي يسود حالياً بينها وبين أميركا وأوروبا، وبدأ يقتنع بأن ذلك سيكون في مصلحة المحور الثاني، أي روسيا وإيران، خصوصا أن الأخيرة كانت الأوضح والأذكى في التعبير عن رفضها للانقلاب العسكري.

اما في ما يتعلق باستحداث مطمر صحي في الكوستابرافا، قال جنبلاط: “المبلغ الذي قدمه العرب مرتفع جداً، وهو ما اعترض عليه مفوض الحكومة لدى مجلس الإنماء والإعمار وليد صافي عند فض العروض، وأدى رفضه الى إلغاء ما أسماها «المناقصة المشبوهة»، لكن النقاش بدا ممنوعاً عند «المستقبل». الحريري أوحى بأن الاعتراض على جهاد العرب وشركته هو تعرّض للسنّة”.

ورأى جنبلاط أن الفراغ مستمر وطويل، لأسباب داخلية وخارجية أبرزها النظام السوري. الرئيس السوري بشار الأسد ليس مستعجلاً التسوية الرئاسية في لبنان. وفي حساباته، فهو، كما والده، لن يقدم على تسهيل الطريق الرئاسية من دون مقابل. ولأن لا أحد في المنطقة أو أوروبا يملك المقابل، فإنه لن يبيعها سوى إلى الأميركيين. وهذا يعني عملياً أن البيعة قد تتأخر إلى الربيع المقبل حداً أدنى، أي ريثما يستقر الرئيس الجديد في البيت الأبيض ويثبت دعائم إدارته.

كما توقف جنبلاط في حديثه عند الوضع السوري، مشيراً الى أن الأمور تتحرك في المنطقة لمصلحة بشار الأسد، وهو يتصرف منذ الآن كمنتصر، “وخير دليل على ذلك اشتراطه مبادلة التعاون الأمني من جانبه مع الأوروبيين بانفتاحهم ديبلوماسيا عليه، ولذلك حصلت زيارات متبادلة مع الإيطاليين وزاره الألمان ووفد الاتحاد الأوروبي والحبل على الجرار.”

من جهة اخرى، أشار جنبلاط إلى أن “جلسات الحوار الوطني المتتالية في مطلع آب المقبل لن تكسر جدار الأزمة. الرئيس نبيه بري متشائم في هذا الخصوص أيضاً. والتقدم في أي من الملفات المطروحة صعباً، ولا سيما قانون الانتخاب، الذي يريد كل طرف ضمان حصوله على الأكثرية من خلاله”.

وعن الأكثريات، قال: “نحن مع «14 آذار» نملك الأكثرية حاليا في مجلس النواب لكننا لا نحكم، واذا حصلت «8 آذار» في أي قانون انتخابي على الأكثرية فلن تتمكن من أن تحكم وحدها «لأن البلد محكوم بالتوافق والتراضي». وفي الانتخابات، بغض النظر عمن يحصل على الأكثرية، فإن قاعدة التوافق ستبقى القاعدة الوحيدة القابلة للتطبيق، في بلد تحكمه حساسيات طائفية وسياسية دقيقة. يأمل جنبلاط تسوية بين الاقتراحين المختلطين تؤمّن نسبية معينة من النسبية مقبولة عند جميع الأطراف”.

مع كل الأبواب المغلقة في السياسة، ما يزال جنبلاط مطمئناً إلى النافذة الأمنية. بالنسبة لجنبلاط، الجهود التي تبذلها القوى الأمنية كافة، وفي مقدمتها الجيش”، مضيفا إلى أن “الأمن تحول إلى المظهر الوحيد الباقي من مظاهر الدولة، ناهيك عن الهيبة التي تتآكل يوماً بعد يوم”.

وردا على سؤال حول الانتخابات الرئاسية الأميركية، يجيب جنبلاط متوقعا أن يفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب. يستند في ذلك الى قراءات ومعطيات وأحداث أبرزها حدث الانفصال البريطاني عن الاتحاد الأوروبي.