مجتمعاتنا مريضة جداً! / بقلم وليد جنبلاط

كتب رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في تعليق على المجزرة التي شهدتها مدينة نيس الساحلية الفرنسية:

«لن أغوص في التفسيرات لكي أفهم مغزى المجزرة في نيس.

حتى الادانات التقليدية لم تعد تفيد بشيء.

كل مرة نعيش مأساة رعب جديدة في دورة من العنف لا يمكن تخيّله.

2
غير أني أعرف شيئاً واحداً، وهو أن الشر متأصل في الطبيعة البشرية منذ قايين وهابيل.

وأعرف أيضاً أن كل الأديان، تقريباً، تحمل في طياتها بذوراً من العنف.

وأعرف أيضاً أن كل المجتمعات مريضة أو قابلة للمرض.

الألمان والنازية، الغربيون والاستعمار من بين آخرين.

الأميركيون وثقافة العنف والعنصرية.

3

لكن وبالعودة إلى نيس، فإذا استمرت هذه الدورة العنفية في فرنسا وأوروبا، فهي تهدّد بتقويض أسس الجمهورية العلمانية.

تهدّد بخلق موجة تطرّف يمينية، فاشية، كارهة للأجانب في فرنسا وأوروبا.

تهدّد بإيقاظ جميع شياطين القومية والانتماء الديني.

تهدّد بإيجاد تبرير لحملات صليبية وما قد يترتب عليها من موجات عنف غير متوقع.

5

أجرؤ على القول أن الدعوات إلى الحقد بين المسلمين أقوى بكثير مما هي الدعوات إلى الصلاة، والأمثلة في العراق وسوريا كافية، وأكثر.

6

أجرؤ على القول أن الدعوات إلى الحقد ضد الآخر تفوق كل فهم وإدراك.

7

أجرؤ على القول أن مجتمعاتنا مريضة، ومريضة جداً.

8
(* ) نقلا عن “المستقبل”