المكتبة الوطنية تطلق مشروع مكننة “الأنباء” الورقية: هذه الحسنات والنتائج…

عدا عن تحولها منذ سنوات إلى مركز ثقافي وعلمي تزدحم فيه الندوات والنشاطات، تعمل المكتبة الوطنية في بعقلين في مختلف الإتجاهات الأخرى، فمن إقتناء الإصدارات الجديدة والقديمة من الكتب والمؤلفات والدوريات إلى إعارتها، إلى إستقبالها المئات من الباحثين والطلاب؛ أطلقت المكتبة  مؤخراً مشروع تحويل أرشيف جريدة “الأنباء” إلى أرشيف إلكتروني الذي من شأنه أن يسهل البحث في مضمون هذه الجريدة التي لطالما لعبت أدواراً هامة في التاريخ الوطني اللبناني المعاصر.

“الأنبـاء” إلتقت مدير المكتبة الوطنية في بعقلين غازي صعب الذي شرح تفاصيل هذه الخطوة والخطوات المستقبلية التي تعمل عليها المكتبة في سياق سعيها الحثيث لمواكبة التقدم التكنولوجي.

غازي صعب

متى إنطلق هذا المشروع وكم تتوقعون أن يستغرق من الوقت؟

فــي إطار خطة  المكتبة الوطنية – بعقلين  لمواكبة  التطور التكنولوجي في عصر الانترنت بدأنا بالتحضير لإحداث تغيير  نوعي في نوعية  ومستوى الخدمات التي تقدمها المكتبة سواء في داخلها أو إلى خارجها من خلال موقعها الإلكتروني الـذي يدخل إليه أحياناً أكثر من 300 الف زائر في الشهر الواحد، من مختلف أنحاء العالم وفق جدول الإحصاء المرفق بالموقع.

من هنا، كانت المهمة الاولى هي الحصول على التجهيزات  اللازمة لمباشرة أعمال مكننة بعض الصحف والمجلات القديمة التي لم تعد تصدر بشكلها الورقي، وتمكنا من تأمين الأجهزة المناسبة واللازمة.

وقررنا البدء بمكننة جريدة “الأنباء”، على الرغم من أنها مهمة ليست باليسيرة نظراً لقدم المجلدات وتعرضها لأضرار من كثرة الاستعمال ونتيجة للتجليد غير المتقن للبعض منها.

أعتقد أن الخطوة الرئيسية بدأت ويمكن أن تنجز هذا المشروع الذي طالما حلمنا بتحقيقه خلال سنة واحدة.

الأنباء3

ما هي أهدافه الأساسية وماذا تتوقعون أن تكون فوائده البحثية؟

الهدف من تحقيق هذا المشروع، هو وضع كل ما نشر في جريدة “الأنباء” بتصرف المواطنين والباحثين بشكل خاص حيث سيطلق إلى كل الناس من خلال برنامج المكننة المتوفر في المكتبة الوطنية – بعقلين  إضافة إلى بعض الصحف القديمة والدوريات المهمة الأخرى وسيصار إلى إتاحة البحث عن مواضيع “الأنباء” وإفتتاحيات المعلم كمال جنبلاط فيها، وأهـم الأحداث والمناسبات التي تحتويها الصحيفة الورقية، ولا شك أن مواكبة التطور التكنولوجي يحتاج إلى إمكانيات كبيرة، نعمل بجهد لكي تكون متوفرة وحاضرة لكي تنقل المكتبة مـن مكتبة عامـة تعتبر حتى الآن المكتبة العامة الأكبر والأغنى مـن حيث إقتناء مصادر المعلومات المختلفة إلى مكتبة الحاضر والمستقبل.

وسيتيح هذا التطور دون شك، إتاحــة خدمات  المكتبة الإلكترونية إلى عدد أكبر من المستفيدين المحتملين، والباحثين منهم  بشكل خاص.

كيف هي التفاصيل التقنية للمشروع؟ وكيف يستطيع الباحث أن يفتش عن العناوين والمواضيع؟

حتى الآن، ولفترة لا تتجاوز الستة أشهر، وكخطوة أولى سيكون البحث عن موضوعات جريدة “الانباء” منذ صدورها، ووفق الأعداد المتوفرة لدينا، من داخل المكتبة في المرحلة الأولى، وبعدها ستتم إتاحة “الأنباء” كاملة عن طريق موقعها الإلكتروني ومن خلال صفحة البحث.

مثلاً: يمكن أن يطلب الباحث أو زائر الموقع موضوعاً أو عنواناً محدداً، فيحصل على النتيجة المطلوبة، وهي عبارة عن صورة الموضوع المطلوب وتفاصيله وتاريخه وتاريخ العدد الذي نشر فيه… وهكذا  دواليك.

الأنباء6

كيف يواكب هذا المشروع تحول “الأنبـاء” من صحيفة ورقية إلى صحيفة إلكترونية؟

ذكرت في حديثي أنها الخطوة الأولى، والتي ستتبعها خطوات أخرى، غير أن الإمكانيات فقط هي التي تؤثر حتمأً في سرعة تحقيق هذا المشروع (مكننة أرشيف وفهارس المكتبة).

ومن نافل القول، أن جريدة “الأنباء” الإلكترونية  التي تشكل عامــلاً بالغ الأهمية فـي تغطيـة أنشطة ومواقف الحزب التقدمي الاشتراكي وهي تتابع بدأب كبير ولافت ما بدأته جريدة “الانباء” الورقية. بالاضافة إلى إستفادة  القارئ أو الطالب أو الباحث من “الأنباء” الالكترونية سيصبح الأمر أكثر متعة وافـادة بالتكامل الذي سيتحقق من خلال مشروع مكننة “الأنباء” الورقية وإمكانية ربـط الماضي بالحاضر والإضاءة على أهم ما نشرته “الأنباء” سابقاً. وهذا الأمر سيغني دون شك الموضوعات والتحليلات والمقالات التي ستنشر في أنباء اليوم في شكلها الحالي أي “الأنباء الإلكترونية”.

ما هي الخطوات المستقبلية بعد إنجاز “الأنبـاء”؟ هل تتجهون لصحف أخرى؟

من المؤكد أننا لن نتوقف هنا، وسنتابع  عملية  التطور قدماً، فمكننة جريدة “الأنبـاء” لــن تكـون المشروع الوحيد، بل يتم الآن وبالوتيرة ذاتها  تطوير مشروع الإتجاه نحو مكننة بعض الكتب المتوفرة في قسم الكتب القديمة في المكتبة، والاتجاه إلى تعزيـز إتاحــة (الكتاب الاكتروني) واكبر عدد ممكن من الكتب الممكننة الكترونياً (PDF) وجمعها  من مختلف المواقع المجانية أو غير المجانية المتاحة على الشبكة العنكبوتية.

الانباء2

من المفيد جداً أن أذكر بأن الامكانات وخاصة المادية وحدها، هي التي  يمكن أن تؤثر في  سير وعمليات تنفيذ هذه المشاريع التي ذكرت. وربما يعتقد الكثير من المواطنين أن المكتبة الوطنية – بعقلين كونها المكتبة العامة الوحيدة التابعة لوزارة الثقافة اللبنانية، قد لا تحتاج الى مساعدة أو تبرع من أحد، إلا أن الأمر في حقيقته يختلف عن الواقع، فليس للمكتبة موازنة ثابتة أو معينة في وزارة الثقافة، وهذا الأمر مؤسف جداً، وهو مــا يضطرنا  لإقامة  العشاء السنوي لجمعية أصدقاء المكتبة الوطنية التي تتألف من نخبة  من اللبنانيين البارزين  في المجتمع والمتطوعين لخدمة المكتبة وتطورها.

وأخيراً، أود الإشارة إلى أن هذا الصرح الثقافي، قد وصل إلى هذا المستوى من الرقي والتطور والعطاء، بفضل الدعم المتواصل الذي لم  ينقطع يوماً من المؤسس، أي الرئيس وليد جنبلاط، وبفضل بعض المؤمنين بأهمية هذه المكتبة ليس لمنطقة  الشوف فحسب بل للبنان بأسره ولكل مواطن  لبناني أو مقيم على الأراضي اللبنانية، والدليل: هو أن الإعارة الخارجية  للكتب قــد بلغت رقماً قياسياً في الأعوام القريبة السابقة والتي  تجاوزت العشرة الآف كتاب سنوياً.