أيرولت في بيروت

جليل الهاشم

قبل وصوله الى لبنان بايام في زيارة ارجئت قبل ان يعاد التأكيد عليها نسبت صحف بيروتية الى مصادر مطلقة في باريس قولها ان مباحثات وزير الخارجية الفرنسية جان مارك أيرولت مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف اوحت للفرنسيين ان ايران ليست في وارد تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان من دون ان تقبض ثمنا لبنانيا كبيرا وليس فقط ذلك الثمن الاقليمي الذي يتكرر الحديث عنه .

قيل يومها ان الجانب الايراني طرح مع الفرنسيين دعم ميشال عون ليصل الى سدة الرئاسة، وبعدها يتم الاتفاق على رئيس الحكومة والحكومة نفسها من حيث تركيبتها وتوزع القوة فيها ثم يتفق على تسمية قائد للجيش وحاكم للبنك المركزي. لم ينف احد بشكل رسمي ما اوردته تلك الصحف لا على لسان الفرنسيين ولا على لسان الايرانيين ولكن سلوك القوة المحلية المتمسك بعون رئيسا اوحى ان ما ينشر ليس بعيدا عن الواقع خصوصا ان الفرنسيين ابلغوا شخصيات لبنانية ما خلاصته ان لا تقدم في البحث مع ايران فيما يخص الموضوع اللبناني.

 أيرولت في بيروت

مع ذلك جاء ايرو الى لبنان في مهمة تقرأ من عناوينها .

العنوان الاول: شرحته زيارته الى الناطورة ومقر اليونيفل في الذكرى العاشرة لصدور القرار 1701 الذي تسهم فرنسا في تطبيقه عبر اشتراكها بنحو 850 عسكريا في هذه القوات . وكانت فرصة ليؤكد الوزير الفرنسي تمسك بلاده بذلك القرار الذي يضمن حماية دولية لجنوب لبنان من جهة وامنا لاسرائيل من جهة ثانية.

العنوان الثاني: المساعدة في ضمان استقرار الوضع الداخلي بوجود مئات الوف الناذحين السوريين وهذا يتضمن هبة المئة مليون يورو ويأكيد استمرار الدعم الفرنسي للجيش والقوى الامنية اللبنانية .

العنوان الثالث: هو اللازمة في موقف الفرنسي وقوامه التمسك باستقلال لبنان وصيغته السياسية في السياق تدخل الجهود المبذولة من اجل تأمين انتخاب رئيس للجمهورية.

البعض يقول ان العقدة في ايران والبعض الاخر يقول العقدة في السعودية، والبلدان اما هما من اصدقاء فرنسا واوروبا واما على طريق بناء الصداقة معهما. وفرنسا تعرف بالتأكيد ماذا تريده ايران من لبنان وماذا تريده السعودية، والاجدر بها حسب قول احد السياسيين اللبنانيين تجميد انبطاح شركاتها النفطية والصناعية على ابواب ايران او على الاقل تجميد صفقة الايرباص التاريخية ان كانت فعلا تريد دفع ايران الى وقف غطرستها. لكن ذلك لم يحصل ولا يتوقع احد ان تتغير القواعد حتى اشعار اخر ووزير فرنسي اخر .