العبدة: حلب تباد وداريا تجوّع ولم يعد مقبولاً من أحد الصمت أو الاكتفاء بالمواساة

طالب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة بعقد مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية اجتماعاً طارئاً لدراسة أسباب عدم تطبيق القرارات الدولية، وإدانة الاحتلال الإيراني الروسي للأراضي السورية، وأضاف إن: “على أصدقاء سورية مغادرة ميدان المناشدات والتحرك تجاه تحمل المسؤوليات السياسية والقانونية والأخلاقية، وعدم التطبيع معه تحت أي ظروف”.

وفي مؤتمر صحفي عقده الائتلاف الوطني للحديث عن آخر التطورات، اليوم الثلاثاء في إسطنبول، قال العبدة إنه “لم يعد مقبولاً من شقيق أو صديق الصمت أو الاكتفاء بالمواساة”.

وأضاف: إن على مجلس الأمن أن “يدرس مصير قراراته حول سورية، وأسباب عدم تطبيقها ومن قام بخرقها ومن رفضها، وما زال يرفض الالتزام بها، ويُسوِّف ويعرقل الانتقال السياسي الذي يضمن قيام هيئة حاكمة انتقالية كاملة الصلاحيات بدون بشار الأسد وزمرته”.

وأضاف إن على الجامعة العربية، في عهد رئاستها الجديدة، أن “تبادر للوقوف إلى جانب الشعب السوري في معاناته، وأن تعقد اجتماعاً لمجلسها الوزاري يدين الاحتلال الإيراني والروسي لأراضي سورية وانتهاك سيادتها، وتورطهما في قتل الشعب السوري، والمطالبة بخروج جميع القوات الأجنبية والميليشيات والمنظمات الإرهابية”.

وأكد على ضرورة أن يغادر أصدقاء الشعب السوري كافة ميادين المناشدات، وأن يتحركوا لما تمليه عليهم مسؤولياتهم السياسية والقانونية والأخلاقية، مشيراً إلى أن على الأصدقاء “ردع نظام الجريمة ومقاطعته وعدم التطبيع معه تحت أي ظرف وبأي مستوى، وأن لا تكون الحرب على الإرهاب ذريعة لذلك، وهم يعلمون أن هذا النظام راعٍ للإرهاب وحاضنٌ له، وأن الشعب السوري وثورتَه الضحيةُ الأولى له”.

وتابع قوله: “بوحشية قلَّ نظيرها، يواصل الاحتلال ومعه بقايا نظام مجرم، حملته على حلب وداريا وكافة مدن وبلدات سورية، مستهدفا السوري الحرِّ الذي خرج ثائراً سلمياً في 2011، وما زال يدافع عن قيمه وحريته كما هي بكل الوسائل المتاحة، ومحاولاً تدمير العمران والحضارة في بلد قدّم للعالم أبجدية الحَرفِ والكلمة قبل آلاف السنين”.

ولفت العبدة إلى أنه من العار على عالمٍ في قرنه الحادي والعشرين أن يشاهد مدينة تمتد جذورها إلى ثمانية آلاف سنة وهي تدمّر على رؤوس ساكنيها وتُقصف بـ 200 غارة يومياً وعشرات البراميل المتفجرة ولا يحرك ساكناً، وأضاف: “كما أنه من العار على كل من يرفع قيم الحرية والعدالة والديمقراطية أن لا يَرِّفَ له جفن وهو يشاهد أطفال سورية يقتلون بهذه الوحشية والدموية”.

وتسائل رئيس الائتلاف الوطني كيف ُيترك أهل داريا بصمودهم وبسالتهم ورمزيتهم في سلمية الثورة منذ بواكيرها نهباً للحصار والجوع سنوات ولا يَهُبُّ العالم لأجلهم؟ ثم يُهال التراب بصمت مريب على كل قرارات مجلس الأمن ولا يُسمح لغذاء أو دواء أن يدخل إلى المحاصرين الجوعى؟.

وأكد على أن حلب تدمر بوحشية، وداريا تحاصر ويُجوَّع أهلها، مشيراً إلى أنهما نموذج صارخ لكل مدينة سورية يُقتل أبناؤها ويُدَمِّر عمرانها، وكل بلدة حوصرت ومُنع عن أطفالها قوت الحياة!.

كما تسائل عن قرارات مجلس الأمن، ومنها القرار 2254 الذي يتحدث عن وقف فوري للقتل وفك الحصار وإدخال المساعدات والإفراج عن المعتقلين، وعن تحركات أصدقاء الشعب السوري، وأفعالهم لوقف آلة الموت والتدمير من أن تواصل جرائمها بوحشية، وعن مخرجات فيينا وميونخ وباريس وجنيف ولم يجفَّ حبرها بعد.

ونوّه إلى أن الائتلاف الوطني وهو الناطق بلسان حال الشعب السوري لا يجد ما يبرر حظر السلاح النوعي أو تقنينه عن الجيش السوري الحر وفصائله المقاتلة، وخاصة السلاح المضاد للطيران، في الوقت الذي يقتل فيه 90٪‏ من السوريين يومياً بالغارات الجوية والبراميل المتفجرة.

كما لفت العبدة في المؤتمر الصحفي إلى أنه لا يوجد مسوغاً لرفض الإدارة الأمريكية إقامة مناطق آمنة تحمي أطفال سورية ونساءها من القصف الوحشي الذي لم يوفر مدرسة أو مشفى أو مِرفقاً خدمياً.

واستنكر الاكتفاء بمهاجمة تنظيم داعش الإرهابي الذي فتك بالسوريين وقوَّض أحلامهم، في حين تُترك منظمات أخرى كحزب الله الإرهابي والحرس الثوري الإيراني وأبو الفضل والزينبيون والفاطميون الإرهابية تعيث خراباً وتدميراً في سورية برعاية رسمية من نظام السفاح.

وشدد العبدة على أن تلكؤ المجتمع الدولي، ومعه الإدارة الأمريكية، في التدخل الفاعل لوقف إجرام النظام وحلفائه، لم يُوفِّر البيئة المناسبة لنجاح مفاوضات جنيف، وتركها عديمة الجدوى، وجعل الحل السياسي بعيد المنال، رغم أنه مطلب السوريين وثورتهم السلمية منذ البداية.

وأشار إلى أن الالتزام بعملية السلام في سورية يقتضي توفير كل مقومات النجاح لها، وفي المقدمة منها وقف القتل والقصف وفك الحصار بشكل كامل والإفراج عن المعتقلين.

وجدد تمسك الائتلاف الوطني المطلق بأهداف الثورة وثوابتها، مؤكداً التزامه بالعمل على بناء سورية الجديدة، الخالية من الاستبداد والجريمة والفساد، والحامية لكل أبنائها بمختلف مكوناتهم، والضامنة لأمنهم وكرامتهم دون تمييز أو إقصاء أو تهميش. المصدر: الائتلاف