أسوأ الانقلابات العسكرية… سلطة البعث!
منير بركات
9 يوليو 2016
لقد إشتهرت سوريا بالانقلابات العسكرية للوصول إلى الحكم، فبعد إستقلال سوريا سنة ١٩٤٦ وإعلان الجمهورية البرلمانية، دخلت إلى المنطقة العربية ثقافة جديدة إكتسبت من خلالها الإعتماد على مجموعات من الضباط للوصول إلى الحكم.
إن الحركة السياسية التي يقوم بها عسكريون ما هم إلا إحدى أدوات السلطة الحاكمة ومهمتهم القيام بحمايتها. الإنقلاب على الحاكم أساس فالدولة هنا هي الحاكم والحاكم هو الدولة.
لقد وقعت في سوريا ثلاثة انقلابات عسكرية متتالية في في عام واحد بعد ثلاثة سنوات من الاستقلال ففي ٣٠ آذار سنة ١٩٤٩ أطاح رئيس أركان الجيش السوري حسني الزعيم بالسلطة، وفي ١٤ آب وقع انقلاب سامي الحناوي من سلاح المدرعات، وأخيراً، انقلاب أديب الشيشكلي في 9 كانون الأول وكان أطول الانقلابات عمراً في تلك المرحلة إذ إستمر حوالي خمس سنوات وهو من سلاح المدرعات ايضا، حتى تم التخلص منه وعادت الجمهورية البرلمانية مرة أخرى سنة ١٩٥٨ حين دخلت الوحدة السورية- المصرية. وبدأت مرحلة جديدة غنية بالتطورات.
جاء إنقلاب حزب البعث العربي الإشتراكي مسك الختام وكان اطول الإنقلابات وعاش ٥٣ سنة بعد استلامه السلطة سنة ١٩٦٣ من خلال انقلاب عسكري قام به خمسة ضباط ثلاثة منهم علويين من بينهم حافظ الأسد، وواحد اسماعيلي، وآخر درزي، ووضعوا في الواجهة رئيس للجمهورية أمين الحافظ وهو سني المذهب، وبدأ الصراع مع الاخوان المسلمين وازداد بعد الحركة التصحيحية سنة 1970 الذي قادها حافظ الاسد وتخلص من شركائه الضباط، كما ازدادت المعارضة لتطال الإتحاد الاشتراكي العربي جمال الأتاسي وقسم من الشيوعيين رياض الترك بعد اتخاذ قرار بسلطة الحزب الواحد واقامة الحبهة الوطنية الملحقة حيث مورس القمع بشدة وحصلت المجازر الدموية واستمرت وما زالت وصولاً الى الإبادة الجماعية على الشعب السوري ومن نفس الارث السياسي المتمثل ببشار الأسد وشقيقه ماهر الأسد وبطانة النظام بمجمله.
لكن الغريب بأن حافظ الاسد الذي انسحب من الجولان بشكل “كيفي” وأعلن دمشق مدينة مفتوحة وأعلن خط الدفاع الأول في منطقة الثنايا ٢٢ كلم شمالي العاصمة دمشق يتسلم الحكم لأطول فترة زمنية.
هناك كثير من الأسئلة حول وصوله وبقائه في الحكم وهو الذي استلم السلطة بعد تسليم الجولان، وبتزامن مع موت عبد الناصر والمواجهة الفلسطينية الاردنية، ومقتل الملك فيصل لاحقاً بسبب موقفه القومي، مرورا بتغطية دخوله إلى لبنان وبموافقة اسرائيل وتصفية الحركة الوطنية اللبنانية، واغتيال الشهيد كمال جنبلاط ومحاصرة الفلسطينيين ومن ثم التمهيد للإجتياح الاسرائيلي، والعودة مجددا إلى بيروت وتشديد القبضة على الملف اللبناني، وتشويه تطبيق اتفاق الطائف، وتعميق الانقسام الطائفي وصولاً الى اغتيال رفيق الحريري وقافلة من الشهداء، وانسحابه المذل من لبنان تحت ضغط إنتفاضة الاستقلال.
وما زالت سوريا تئن من وحشية النظام لتصل شظاياها الى كل المنطقة مهددة الوضع بمجمله والعدو الإسرائيلي غير بعيد عن إدارة اللعبة.
——————–
(*) رئيس الحركة اليسارية اللبنانية