“الدار التقدّمية” تكشف لـ”الأنباء”: ما لم يُنشر من تراث المعلم أكبر مما نشر!

للدار التقدمية نكهة خاصة عند أهل الفكر والثقافة، فهي واظبت على نشر فكر ومؤلفات المعلم الشهيد كمال جنبلاط منذ عقود ومعها تراث الأمير شكيب أرسلان وشقيق الأمير عادل أرسلان. وتمتلك الدار، التي تتخذ من المختارة مقراً رئيسياً لها، مجموعة كبيرة من الملفات والوثائق التاريخية الهامة فضلاً عن المئات من المقالات والخطب غير المنشورة بعد للمعلم كمال جنبلاط.

“الأنبـاء” تحدثت الى مدير الدار محمود صافي الذي فصّل أبرز أنشطة هذه المؤسسة وتطلعاتها المستقبلية.

 متى تأسّست الدار التقدّمية ولأيّة أهداف؟

بناءً على طلب رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، تأسّست الدار التقدّمية تحت اسم “الدار التقدّمية للنشر والطباعة والترجمة والإعلام والتوزيع” في اللغتين العربية والفرنسية، وذلك بموجب قرار صادر عن وزارة الإعلام (رقم 237) بتاريخ 1981/11/12.

محمود صافي

إنَّ الدار التقدّمية دار نشر تُعنى بجمع ونشر فكر المعلِّم كمال جنبلاط، وتراث أمير البيان الأمير شكيب أرسلان، وشقيقه الأمير عادل أرسلان (أمير السيف والقلم)، ومن هنا كانت رسالتنا، ولا تزال، نشر هذا الفكر في أوساط نخبة هذا الوطن التي من شأنها أن تقف على ما قدّمته رجالات متميّزة في وطننا، شاء لها القدر أن تغادرنا وهي في أوج عطائها الفكري والإنساني، ولكن تراثها يبقى بصمة أكيدة في تاريخنا ومستقبلنا.

 ما هو عدد الكتب التي أصدرتها الدار التقدّمية منذ تأسيسها؟ وفي أيّة مجالات؟

أصدرت الدار التقدّمية منذ تأسيسها 93 مؤلّفًا من مؤلّفات المعلم كمال جنبلاط، و42 مؤلّفًا من مؤلّفات الأمير شكيب أرسلان، و6 كتب للأمير عادل أرسلان، هذا بالإضافة إلى مؤلّفات أخرى متفرّقة لعدد من المؤلّفين.

تنتمي هذه الكتب إلى مجالات وأنواع مختلفة منها: في الفلسفة وحقائق الوجود، الروحانيات، الشعر، الاقتصاد، اليوغا، مباحث الأديان، في مفاهيم التقدّمية الاشتراكية، في الحرّية والديمقراطية، في القومية، والتربية والتعليم… إلخ.

Untitled

هل لا تزال الدار التقدّمية تملك ما لم يُنشر من تراث المعلِّم كمال جنبلاط؟

 إنَّ الدار التقدّمية لا تزال تملك ما لم يُنشر من تراث المعلِّم كمال جنبلاط، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:

  • خطابات المعلِّم كمال جنبلاط في مجلس النواب من عام 1943 ولغاية عام 1977.
  • افتتاحيات المعلِّم كمال جنبلاط في جريدة “الأنباء” وصحف أخرى متفرّقة منذ عام 1951 ولغاية عام 1977 (باللغتين العربية والفرنسية).
  • كتاب تحت عنوان: “حلول تُزيل هموم الشعب وتزرع الأمل”.
  • مراسلات من وإلى المعلِّم كمال جنبلاط باللغة العربية والإنكليزية والفرنسية.
  • استجوابات ومراسلات إلى مجلس الوزراء.
  • مقابلات صحفية.
  • أدبيات الحزب التقدّمي الاشتراكي.

كما تجدر الإشارة، إلى أنَّ الدار لم تنشر بعد تراث المرحومة السيّدة نظيرة جنبلاط، وتراث المرحومة السيّدة مي أرسلان جنبلاط.

الست نظيرة ومي ارسلان

ما هي أبرز نجاحات وإخفاقات الدار التقدّمية؟

إنَّ الدار التقدّمية عملت ولا تزال على نشر المؤلّفات القيّمة للمعلِّم كمال جنبلاط والأمير شكيب أرسلان، وبما أنّ أي عمل أو نشاط بحثي لا يعتبر كاملاً أو ناجحًا ما لم يتمّ نشر نتائجه وإيصاله إلى المستفيدين من تلك النتائج، حرصت الدار على ما يلي:

أ– المشاركة في المعارض:

محلّيًا:

– معرض نادي الكتاب العربي

– معرض أنطلياس

– معرض رشيد كرامي الدولي

– معرض عمر المختار في البقاع

بالإضافة إلى المشاركة في المعارض المتفرّقة التي تقام في المناطق بمناسبة السادس من كانون الأوّل، والسادس عشر من آذار، والأوّل من أيّار.

كمال جنبلاط

عربيًّا:

 في دول الخليج

– السعودية

– الكويت

– الأردن

ب- تنظيم ثلاث مسابقات تتناول المعلِّم كمال جنبلاط، جرى خلالها توزيع جوائز مالية ومجموعات كتب للمعلِّم على الفائزين.

ج- توزيع مجموعات كاملة لمؤلّفات المعلِّم كمال جنبلاط على مكتبات المدارس الرسمية والخاصّة شملت جميع المناطق، والجامعات اللبنانية، والمكتبات العربية، بالإضافة إلى شخصيات سياسية واجتماعية متفرّقة، وفاعليات منطقة الإقليم (بناءً على توجيهات رئيس الحزب وليد جنبلاط).

د- توزيع مجموعات كاملة للأمير شكيب أرسلان على شخصيات سياسية واجتماعية متفرّقة، وفاعليات منطقة الإقليم والبقاع الغربي، والجامعات اللبنانية (بناءً على توجيهات الرئيس وليد جنبلاط).

هـ- تسجيل ريبورتاج عن مؤلّفات الأمير شكيب أرسلان، وذلك من خلال وكالة الأخبار العربية ANA ، وتمّ عرضه عبر أكثر من 20 فضائية عربية.

و- إقامة ندوة ثقافية تحت عنوان: “قراءات في فكر المعلِّم” في مجمّع الشوف السياحي – بعقلين في 21 آذار 2009.

ز- إقامة ندوة تحت عنوان: “الأمير شكيب أرسلان: مقاربة معاصرة” في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب – بيال في شهر كانون الأوّل من العام 2009.(تمّ توزيع 250 نسخة من كتاب “مدوّنة أحداث العالم العربي” كهدايا على الحضور).

ح- تصنيف وتوضيب أرشيف “الدار التقدّمية” ومحفوظاتها:

أرشيف كامل خاصّ بالمعلِّم كمال جنبلاط يتوزّع كالتالي:

  • ميكروفيلم يشمل كل محتويات تراث المعلِّم (وثائق بخط يده، مقتطفات صحفية، أوراق شخصية…).
  • تسجيلات صوتية (72 كاسيت + 72 CDS).
  • 60 فيلم فيديو (تمّ تحويلهم إلى CDS).
  • ألبومات صور للمعلِّم كمال جنبلاط (136 ألبومًا).

جنبلاط

أرشيف خاصّ برئيس الحزب وليد جنبلاط يتوزّع كالتالي:

  • تسجيلات صوتية (119 كاسيت + 119 CDS).
  • 633 فيلم فيديو(تمّ تحويلهم إلى CDS).
  • 238 (CDS)خاصّة بالنائب جنبلاط وعائلته (مناسبات متفرّقة، ومقابلات، وصور).
  • ألبومات صور للرئيس وليد جنبلاط (450 ألبومًا+ 20 ألبومًا قيد التنظيم).
  • 10 أقراص مدمجة (CDs) خاصّة بالسيد تيمور جنبلاط.
  • ألبومات خاصّة بعائلة وليد جنبلاط (48 ألبومًا).
  • أرشيف كامل بالوثائق القديمة الخاصّة بآل جنبلاط.
  • أرشيف صور متفرّقات (الجيش الشعبي، الكشاف التقدّمي، الشرطة الأمنية، الإدارة المدنية، الحرب اللبنانية).

هذا، وتعتبر “الدار التقدّمية” مرجعًا للباحثين الذين يجدون في أرشيفها الوثائق والصور والتسجيلات المطلوبة، وقد كان لنا فخر المساعدة في إطلاق الكثير من البرامج الوثائقية، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: سيّدة القصر (فيلم من إخراج الأستاذ سمير حبشي)، والرفيق كمال بك (ضمن سلسلة تاريخ من تاريخ للإعلامي جورج غانم)، وكمال جنبلاط الشاهد والشهادة (فيلم من إخراج الدكتور هادي زكّاك).

W,V

ما هي الرؤية المستقبلية للدار التقدّمية لا سيّما مع تنامي حركة النشر الإلكتروني عبر الألواح الذكية؟

في ظلّ واقع النشر المتردّي، تزايد الاهتمام في الآونة الأخيرة بحركة النشر الإلكتروني عبر الألواح الذكية، لهذا وجب علينا العمل الجادّ والمستمرّ حتّى يكون لنا دور فعّال، وقدرة عالية لمواجهة هذه الحركة، التي لن يستطيع أن يواجهها إلاّ من يدرك بأنّ الجودة في الأداء هي السبيل الوحيد إلى الاستمرار والتطوّر.

تأتي أهمّية الكتاب في الدرجة الأولى، باعتباره المرجع الوحيد والضروري في أبحاثنا، وسيبقى الكتاب الورقي له مكانته لدى القرّاء، لهذا نتطلّع في المستقبل إلى توسيع آفاق الدار، والعمل على ترجمة كتب المعلِّم كمال جنبلاط إلى اللغة الإنكليزية، هذا بالطبع إذا توفّر الدعم المادّي، لأنّ كلفة هذا المشروع باهظة جدًّا.

كلمة أخيرة

لا بُدّ لنا في النهاية، أن نتمنّى أن يبقى الكتاب قيمة قبل أن يكون سلعة تجارية، وأن يكون مرجعًا دائمًا لمن أراد الرجوع إليه للتحقّق من معلومة معيّنة، أو توثيق مراجع يحتاجها في أبحاثه ومؤلّفاته، وبالتالي فإنّه لا غنى عن الكتاب للعالم والمتعلِّم. كما ستبقى أبواب الدار مشرّعة أمام الباحثين والقرّاء الذين يسعون إلى امتشاق العلم الموضوعي الكامل، والحقيقة المجرّدة، وزادًا للمتعطّشين للثقافة والمعرفة.

—————————————

(*) تحقيق: نادين الغريب