قائدان ادركا سر الامر قبل وقوعه

فيصل مرعي

لا شك، بأن مسيرة حزبينا التقدمي الاشتراكي، مسيرة مشرقة ومشرّفة، منذ انطلاقتها في بدايات منتصف هذا القرن. بدأت بادئ ذي بدء، بالثورة على الفساد، وعلى عهود ارادت الاستئثار بالسلطة، وعدم المشاركة، والتنازل، ولو بالحد الادنى عن امتيازاتها، فكان ان اطيح بها الواحدة تلو الاخرى، ليس فحسب لكونها فاسدة وعاهرة، بل لكونها كذلك مرتبطة تمام الارتباط بمحاورة خارجية، كادت تذهب بديمقراطيته وعروبته الى حيث لا عودة ولا رجعة.

وما ان بدأ ميثاق 1943، يُترجم ويطبق عملياً، سرعان ما بدأ الفساد ينخر في جسم الدولة، ضارباً اطنابه في كل البنى التحتية والفوقية، من دساتير ومؤسسات.. فترهلت المؤسسات، بل شّلت، وما زالت حتى يومنا هذا في تفكك وانحلال. وكان يومذاك المعلم الشهيد كمال جنبلاط، قد تمكّن من تأسيس الحزب التقدمي الاشتراكي، والذي كان من اهم شعاراته السياسية، بناء دولة العدالة الاجتماعية، والحرية، والديمقراطية الشعبية، والسياسية، والاقتصادية.

المعلم-كمال-جنبلاط2

ومن ثمّ عاد فأسس الجبهات الوطنية، فثار بوجه الذين عاثوا فساداً في البلادـ والذين انحرفوا وارتموا في احضان الغرب، داعياً بالمقابل، الى الالتصاق بالعرب والعروبة، وعدم فك وفصل لبنان عن عروبته، معارضاً كل من حاول مدّ يده للغرب وأذنابه آنذاك، جامعاً اوسع الشرائح ضد مشاريع الاحلاف، لا سيما منها مشروع الحلف التركي- العراقي، (حلف بغداد). وللحفاظ على لبنان العربي، اقام التحالف مع كبار زعماء العرب، لا سيما لجهة قيام الوحدة بين البلاد العربية، داعماً إياهم في تحقيق العدالة الاجتماعية بين الشعوب.

ويوم انتهت ثورة 1958، ووضعت اوزارها، كان قد استخلص العبر والعظات، بشرحه لما عانى لبنان من ازمات متتالية، والعوائق التي حالت دون تحقيق المشروع الوطني فيه. وفي هذا قال: “ان الطائفية في لبنان، هي علّة العلل، ومشكلة المشاكل،جاءت بديمقراطية مشوهة، ودفنت عملية الاصلاح وهي في المهد، بسبب ما ولدته من تقاتل طائفي تارة، وبسبب هذا الاستئثار بكل مقومات الدولة ومؤسساتها تارة اخرى. ولقد حاول من بعد، تطوير الادارة، معتمداً الكفاءة اساساً صالحاً للاصلاح. وعشية اندلاع الحرب واشتداد اوارها، حاول اخمادها في بداياتها، ممتشقاً مشروعاً وطنياً، عرف “بالبرنامج المرحلي للاصلاح السياسي”.

كمال جنبلاط

وامتداداً لمسيرة المعلم الشهيد الذي ادرك سر الامر قبل وقوعه، برؤياه البعيدة المدى والأفق عمق الازمة، محاولاً بكل جرأة وثقة بالنفس قطع دابر المؤامرة في بداياتها، قبل حدوث امر جلل قد يقلب الوضع رأساً على عقب، وهذا ما حصل بالفعل، الا انه وسط المعركة ودوي القنابل اتخذ الحوار عدة للتسوية دون تنازل عبر الالتقاء على قاعدة القضية والمصير، عاملاً على استعادة الوطن من الضياع والشتت، جمعاً للبنان الشتيت، في هذا الزمن الرديء، كما وصفه المعلم القائد، بزمن الطائفية والتعصب، والمصالح الشخصية، والمشاريع الجهنمية.

جنبلاط
واليوم، واستمراراً لنهج المعلم، بقيادة الرئيس وليد جنبلاط، وحكمته، ومواقفه السياسية المشرّفة، واقامته التسويات والمصالحات العادلة، وايمانه بلبنان التنوع، لا لبنان العسف والظلم الاجتماعيين، نهتدي بهديه وبقوله: فلنتمسك بالثوابت، وبالقيم الحزبية، ولنحدّث فكر الحزب، ولنُعد النظر بالوضع التنظيمي، ولنرتب البيت الداخلي، ولندخل دماً جديداً، ولْنعملْ على ابراز الكفاءات، ولنعطي العمال والفلاحين حقوقهم”.

بذلك ، ننتصر ونبين لبنان الغد، لبنان دولة العمل والفلاحين لا غير.

اقرأ أيضاً بقلم فيصل مرعي

المعلم كمال جنبلاط مصباح الديمقراطية المتكاملة..

خطاب القسم وحكومة استعادة الثقة

ارحموا لبنان يرحمكم التاريخ..

فلننقذ لبنان اليوم قبل الغد..

طبّقوا الطائف تنقذوا لبنان

لبنان: ديمقراطية مشوّهة وتخبط سياسي…

الاجماع والتوافق (وأي اجماع وتوافق!)

لا للصفقات ولا للاستئثار بعد اليوم

قادة بحجم الوطن أحسنوا قيادة السفينة

النزوح السوري وقانون التجنيس..

حماية لبنان من اولى اولويات الحكومة..

قانون انتخابي بلا نكهة سياسية

لبنان لا تطبيع ولا علاقات…

النأي بالنفس حاجة وضرورة..

..إذا قلنا: أخطأنا…

تسوية جديدة لا استقالة

سلسلة الرتب والرواتب..

لبنان وازمة النازحين..

قانون بلا نكهة سياسية وقيمة اصلاحية؟!

الدولة وحدها تحمي لبنان…