الحريري: إيران قررت ان تقاتل دفاعا عن بشار حتى آخر لبناني!

وطنية – أقام الرئيس سعد الحريري، غروب اليوم، مأدبة إفطار رمضانية في بلدة ببنين في عكار، على شرف عائلات من مناطق عكار كافة، في حضور ممثل النائب الأسبق لرئيس مجلس الوزراء عصام فارس سجيع عطية، النواب: معين المرعبي، خالد زهرمان، خضر حبيب، هادي حبيش، نضال طعمة، ورياض رحال، الوزير والنائب السابق طلال المرعبي، النائبين السابقين مصطفى هاشم وغطاس خوري.

وألقى الرئيس الحريري كلمة خاطب في مستهلها الحضور بالقول: “أهل عكار الغالية، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل رمضان وأنتم وعكار بألف خير. من أين أبدأ الكلام عن عكار؟ كونها خزان الدولة وخزان الجيش وقوى الأمن وكل القوى الأمنية الشرعية؟ او انها خزان العيش المشترك والوحدة الوطنية بين كل أبناء لبنان؟ او ان عكار خزان العروبة والدفاع عن هوية لبنان الوطنية والقومية؟ او كونها خزان الشهامة والكرم لاستقبالها إخواننا النازحين من جحيم بشار الأسد وحلفائه المجرمين في سوريا؟”، مضيفا “وهنا اسمحوا لي ان اوجه تحية خاصة لكل أبناء وادي خالد واكروم، الذين فتحوا بيوتهم للاخوة النازحين، منذ اللحظة الاولى، قبل ان يتحرك المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية أو غيرهم”.

وتابع “التحية واجبة لكل ابناء عكار الذين يضحون، في غياب فرص العمل للشباب والشابات في كل لبنان، بسبب الشلل السياسي الذي يصيب البلد والدولة، بعد أكثر من سنتين على الفراغ في رئاسة الجمهورية. هناك اناس في البلد قرروا ان يربطوا مصيرنا بمصير بشار الأسد، وهم بذلك يضعون البلد في الفراغ الرئاسي والمؤسساتي والاقتصادي والمعيشي الى ان يروا ماذا سيحدث في سوريا. وفي الوقت نفسه “بينظرو علينا”، بان تيار المستقبل راهن منذ 5 سنوات على سقوط بشار الأسد ولم يسقط بعد! وان تيار المستقبل يراهن على نظام جديد في سوريا، ليستقوي فيه على شركائه في الوطن” مستطردا “الى هؤلاء الناس اود ان اقول: نعم، ان بشار الأسد سيسقط حتما، غدا او بعد غد او بعد سنة”، سائلا “كيف لقاتل نصف مليون من شعبه ان يكمل بحكم بلده؟ وهو أصلا اليوم لا يحكمها، وبأحسن الأحوال هو المشرف العام على الحرب الأهلية وعلى تدمير سوريا”، مؤكدا أن “للتاريخ منطق، وللعدالة منطق ايضا، فليعطنا احد مثالا واحدا عبر التاريخ عن حاكم سلك هذه الطريق وبقي؟”.

ورأى أن “سوريا الجديدة ستقوم من الركام، ونحن نتمنى بكل لحظة ان يصل الشعب السوري الى الحرية ويتخلص من كماشة الكارثة بفكيها: فك النظام الظالم القاتل وحلفائه وفك الإرهاب القاتل زورا وبهتانا بإسم الدين. أما القول بأننا نحن نراهن على التغيير في سوريا لنستقوي فيه على الداخل، فهذا تزوير وتضليل”، مؤكدا ان “تيار المستقبل لا يسلم القرار الوطني اللبناني لأي إرادة خارجية، عربية أو غير عربية…نحن مش متل حزب الله! المهم ان يكون في سوريا حكم طبيعي، وحاكم طبيعي ونظام يريد التعاون مع لبنان، مش يهيمن عليه”.

وقال: “الذين يتهموننا باننا راهنا على ان يسقط النظام في السنة الأولى للثورة، هم الذين راهنوا على ان ينهوا الثورة في الأشهر الأولى، وقد مضى عليهم خمس سنوات، وهم اليوم يزجون جحافل من المسلحين في سوريا من لبنان والعراق وإيران وأفغانستان وغيرها. اما نحن، فأقله اننا نجهد لمنع إمتداد النار من سوريا الى لبنان، ولا نرمي بالشباب اللبناني وبمصالح لبنان في النار السورية، فقط لان إيران قررت ان تقاتل دفاعا عن بشار حتى آخر لبناني!”.

أضاف “منذ سنتين، خلال شهر رمضان، طرحت مبادرة لفك الإشتباك بين لبنان والحرب السورية، ودعيت للانسحاب من كل أشكال المشاركة العسكرية في الحرب وتكليف الجيش والقوى الأمنية حماية الحدود وضبط التسلل، وطالبت بإصدار وثيقة وطنية لمكافحة الإرهاب والتطرف. كيف ردوا على هذه المبادرة؟ بالإصرار على المشاركة في الحرب وتوسيع المشاركة إلى دول أخرى حتى وصلنا الى اليمن! واصبح الان القتال في اليمن أشرف من محاربة العدو الإسرائيلي! الله يعينك يا فلسطين!”.

وتابع “وقعوا في دوامة لن يخرجوا منها، إلا بقرار إيراني، وقرار إيران مثل حلم ابليس بالجنة! يعني انه اذا قرر السيد نصرالله الان ان ينسحب من سوريا، وإيران لا تريد ذلك، فالسيد نصرالله لا ينسحب!”.

وأردف “نحن نريد ان نحضر شبابنا للحياة، للعمل، للانتاج، للابداع، وليس للموت والحرب والدمار. نريد ان يكون كل لبنان، وعكار منطقة تضج بالتنمية والمشاريع والحياة، والأمل. لهذا الهدف، وضعنا مخططا توجيهيا إنمائيا شاملا لعكار: للمياه، والكهرباء، والطرقات، والصرف الصحي، والصحة والتربية”.

وتوجه إلى الحضور بالقول: “تعلمون جميعا دور تيار المستقبل الأساسي في تخصيص 100 مليون دولار للتنمية في عكار، صرف منها 33 مليون دولار لغاية الان، واليوم يفرحني ويشرفني ان اعلن أمامكم ان الدفعة الثانية وقيمتها 33 مليون دولار سيتم تحويلها ايضا من وزارة المالية. المائة مليون دولار هذه، تشمل مشاريع أساسية، منها 35 مليون دولار لفرع الجامعة اللبنانية في عكار، و15 مليون دولار لتأهيل الطرقات و20 مليون دولار للمهنيات، ومليونا ونصف مليون دولار لتجهيز مستشفى وادي خالد والباقي لمشاريع بنى تحتية أساسية”.

أضاف “بالإضافة لهذه المشاريع، نحن نتابع المشروع الحيوي، لعكار ولكل الشمال اي أوتوستراد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي صدر مرسوم الإستملاكات المتعلق به منذ سنة ونصف، والان تعمل لجنة الإستملاكات لتبدأ المرحلة الأولى من المحمرة، وصولا الى الكويخات بإذن الله. ونحن لم ننس المشروع الحيوي الاخر أي مطار القليعات، والذي تستمر الان الدراسات الأولية لاستخدامه بمجرد توقف الحرب السورية، وسيكون له دور كبير مثل باقي عكار وكل الشمال في إعادة إعمار سوريا والعراق”.

وتابع “في الوقت نفسه، فقد زادت محطة بيت ملات – العيون الكهربائية 50% من طاقة عكار التحويلية، ويجري الان وضع خطة لتوسعة محطة حلبا الكهربائية مع خطوط النقل. وبما أن المياه ومشاريعها أساسية لمنطقتكم، سيصار الى طرح المناقصة لمشروع مياه سهل عكار خلال شهر ونصف بإذن الله، طبعا بعد ادخال التعديلات، التي طرحها النائب معين المرعبي عليه”.

وختم “وعلى الرغم من انه يجب انتظار الرسالة الرسمية، الا انه يجب ان تعلموا اليوم بان الموافقة المبدئية من الجهات الإيطالية المانحة لتلزيم محطة التكرير في مشمش قد وصلت! لعكار علينا الكثير الكثير، ومهما فعلنا لا نوفيها حقها”.