ما بين مقابلة أمين معلوف وهدية الدبابة الروسية للعدو مسافات ضوئية

محمود الاحمدية

أمين معلوف كاتب صخرة طانيوس، الهويات القاتلة، سمرقند، التائهون، الحروب الصليبية كما رآها العرب، اختلال العالم، بدايات، رحلة بلدسار، ليون الأفريقي، سلالم الشرق….

 أمين معلوف القائل: “لأن لهم دينن يظنون انهم معفيّون من ان تكون لهم أخلاق” والقائل: “لا أطلب من الله ان يجنبني المصائب، أطلب إليه فقط ان يجنبني القنوط، إطمئن عندما يتخلى الله عنك بيد يمسكك بالأخرى” والقائل: “لا تعجب لشيء، إن للحقيقة وجهين، وللناس أيضاً والقائل في (سمرقند): “ان كنت لا تعرف الحب، فما يجديك شروق الشمس او غروبها” والقائل في (التائهون): “في بلداننا تقوم الثورات باسم الشعب ويجد الشعب نفسه مطروداً مرمياً على الطرقات” والقائل: “اذا قرأت “قراءة فعلية” اربعين كتابا حقيقيا خلال عشرين عاماً، فبوسعك مواجهة العالم أجمع” وأخيراً القائل: “أنا لم أرحل إلى أي مكان، بل لقد رحل البلد”… قارئي العزيز لقد أطلت في ذكر بعض الحكم التي تختصر جزءاً من فكر هذا المبدع اللبناني الذي نال جائزة غونكور الفرنسية عن كتابه (صخرة طانيوس) اللبناني النكهة والمعاني والمواقع والتاريخ والذي دخل بقوة واقتدار مجمع الخالدين الفرنسي” والذي يضم 26 شخصية فرنسية تركت بصمة خالدة في تاريخ الأمة الفرنسية وممنوع ادخال شخصية جديدة لهذا المجمع قبل رحيل احدهم اي ستة وعشرون شخصية بدون زيادة او نقصان وهكذا كان عندما ارتفعت هامة لبنان بدخول امين معلوف هذا المجمع…

امين معلوف

وكانت المقابلة مع ايفنت ت.ف. الاسرائيلية والتي لم تتعدّ العشر دقائق ورأيت بني عبس يسحبون السيف القاطع ويهددون بالويل وينتقدون إلى حد الخيانة واصبح امين معلوف شخصية مشكوك بها وفي عروبتها واخلاصها لفلسطين، امين معلوف أعطي للبنانيين وللعرب نموذجاً حضارياً مثالياً يقاوم الدعاية السامة للعدو الاسرائيلي…. في مقابلته كان عادلاً ذكياً لم ينبس بكلمة اسرائيل طيلة المقابلة التي لم تتعدَّ العشر دقائق, وكان ذكياً عندما تحدّث بتواضع وبأريحية عن مجمع الخالدين الفرنسي الذي أثار حسد وحقد العدو وارتفع كقامة لبنانية عربية الى ارتقاء ابداعي وشدد على قيمة وامكانية الدماغ اللبناني عبر العالم اجمع، ولم يكن محرجاً والبعض قال من الممكن أن يكون قد أخطأ من حيث المبدأ باجراء المقابلة ولكنهم تناسوا كلماته الحضارية السمحة المعطاء كصورة زاهية ومشرقطة لشخصية العربي المؤمن بوطنه الأول والمقدر لوطنه الثاني… الجالية العربية عامة في فرنسا والمغاربية خاصة شعرت بأن هذا العربي المبدع اقرب إليها من كل الأفكار التكفيرية التي يتبرأ منها كل مسلم عاقل معتدل يؤمن بالقرآن الكريم البعيد عن كل حركاتهم وارهابهم وجاء البعض في لبنان لكي يكمل الصورة المقيتة للوزن بمكيالين…

tank

أخيراً عندما قدّم بوتين الروسي الدبابة إلى نتانياهو هدية وقحة دمّرت آخر ما تبقى من احترام روسي للعرب، كانت الهدية المسمومة اذلالاً لكلّ عربي أبي شريف ناطق بالضاد، وسكت الساكتون عن الدب الروسي ولم ينبسوا بكلمة لان الطيران الروسي يقتل الشعب السوري ليل نهار ولان مستشاريهم الروس يقفون مع الظالم المستبد وحوّلوا اشرف ثورة بلشفية إلى أداة قمع للشعوب, ونسوا او تناسوا تنسيق المخابرات الروسية الاسرائيلية في المعركة السورية ونسوا حدود مدار الطيران الروسي القاتل التي وضعها العدو له….

وأنهي لاقول ما بين مقايلة أمين معلوف وهدية الدبابة الروسية مسافات ضوئية من القهر والتجاهل والظلم والمناقشة والعقلانية بميزان بعض الأقلام العربية المسمومة.

اقرأ أيضاً بقلم محمود الاحمدية

لبنان لن يموت

أكون حيث يكون الحق ولا أبالي

لماذا هذا السقوط العربي المريع؟!

جشع بلا حدود وضمائر ميتة في بلد ينهار!

جاهلية سياسية… بل أكثر!

معرض فندق صوفر الكبير والتاريخ والذاكرة

قال لي: عندما تهاجم الفساد ابتسم بألم!!

إذا أجمع الناس على مديحك سوف أطردك!!

التاريخ لا يرحم… يجب إعادة كتابته

ما هو دوري كوزير جديد؟

مشروع كمّ الأفواه تدمير للبنان الرسالة

الجامعتان اليسوعية والأميركية تنسحبان: التعليم العالي في خطر

السويداء في عين العاصفة

تقريران رسميان متناقضان عن تلوث بحر لبنان

في ذكراها الـ 74 اسمهان: قصصٌ خالدة

طبيعة بلا حدود ربع قرن من النضال البيئي

فريد الأطرش وشوبرت والفن العالمي الخالد

يوم البيئة العالمي: التغلب على تلويث البلاستيك

قطعة الماس في جبل من الزجاج

مسيرة منتدى أصدقاء فريد الأطرش تشع في دار الأوبرا في القاهرة