جنبلاط: الخطوة البريطانية قد تهدد السلم العالمي

قال رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط لـ”المدن”، تعليقاً على نتائج إستفتاء بريطانيا أن “ما يجري يدخلنا في إعادة النظر بوحدة أوروبا، فالحدث المهم، لا يقتصر على بريطانيا، إنما يحدد مصير أوروبا، والعالم”.

وإعتبر جنبلاط أن “ما جرى هو نكسة كبرى لمشروع سياسي كبير بدأ بناؤه في الخمسينيات، في أعقاب الحرب العالمية الثانية. نشأ الاتحاد برؤية إستشرافية لقادة كبار، من بينهم شارل ديغول، وذلك لتجاوز الحرب وبناء أوروبا الجديدة، القائمة على أساس التعاون الإقتصادي. اليوم، كل ذلك يتداعى، خصوصاً في ضوء تنامي الأصوات القومية والإنعزالية”.

الأمور لن تتوقف عند هذا الحدّ، وفق جنبلاط، بل “سنرى لاحقاً المزد من التفتت”. أما حول إنعكاس “التفتت” الأوروبي على الدول العربية؟ قال جنبلاط: أننا “نتفتت من الداخل، بعد مئة عام على سايكس بيكو. أما أوروبا بعد مئة عام على الحرب العالمية الأولى تسير نحو المجهول”.

وردا على سؤال عن الوضع في لبنان، وأوضاعه وإلى أين تتجه الأمور، وإذا ما كان هناك من حلول في الأفق، قال: “لم أسمع أن ثمة شيئاً جدياً أو جديداً في لبنان. الدوامة نفسها، والأزمة مستمرة، نقف على الهامش متفرجين، وننتظر ما سيجري بدون أدنى حركة أو مبادرة أو تقديم أي طرح جديد. نتلهى غير عالمين بما يجري حولنا”.

أما عن سوريا، والمنطقة، قال جنبلاط: “همّي الأساسي الآن هو أوروبا ومصيرها. ما يشغلني وأفكر فيه، هو المشروع الذي كان مثالياً لدى تأسيس الاتحاد الأوروبي، والذي بني على أفق مفتوحة على إيجابيات متعددة، فتح الحدود، والدول أمام الناس، التعاون الإقتصادي المشترك، وتعزيز التعاون الإنتاجي. هذه كلها الآن قد تسقط. والمؤلم أكثر، أنها تسقط بعد سقوط ما حلمنا به طوال سنوات مديدة، حول إمكانية إسقاط التجربة الأوروبية على الدول العربية. اليوم كل شيء ينهار”.

أما فيما يتعلق بالوضع في سوريا وعما يجري هناك، رفض جنبلاط الدخول في التفاصيل: “الحرب مستمرة بلا هوادة، وعلى ما يبدو أنها طويلة بدون أفق”.

 أضاف: “في وقت يستمرّ التقاتل القبائلي والعشائري في دولنا، أوروبا أيضاً تعود إلى حقبة ما قبل الحربين العالميتين الأولى والثانية، وهي تعود إلى منطق القوميات. هناك إمكانية للعودة إلى لغة التقاتل والحروب. الخطوة البريطانية، قد تهدد السلم العالمي”.