صداقة “المصلحة”: إبتعدوا عنها!

بقلم نيفين بو نصر الدين

أنباء الشباب

في هذا الزمان، تفشت المصالح وطغت على الاخلاق والعلاقات الشخصية واصبح الفرد في المجتمع المادي يفتقر للعلاقة الصادقة، فأنت محبوب ما دمت تقضي حوائج الآخرين بغض النظر عما فيك من عيوب او حسنات ومتى ما قصرت في ذلك حتى ولو كان خارجاً عن نطاق مسؤوليتك اصبحت مذموماً عندهم. وهناك كذلك من يجاملك من اجل مصلحته ولغرض ما ومثل هؤلاء جميعاً يجب الابتعاد عنهم لأن صداقة المصلحة لا تدوم طويلاً وكذلك بعض منهم لغرض التسلية وتضييع وقته ويعيبه المزاجية.
كبرت وعلمت بأنني اعيش في عالم يعتمد على المصالح الشخصية وبقيت اسأل نفسي ما الهدف؟
فكان للهدف جواب واحد.. وهو: “المصلحة الشخصية” البحتة التي دمرتنا وجعلتنا في هذا المستوى من الحضيض.
ولكن هل سألنا أنفسنا..
لماذا نحن في هذا المستنقع من حب الذات والأنانية؟!
01
لماذا لا نكون أخوة متحابين.. تاركين خلفنا وكل ما يدعو إلى التملق والنفاق؟!
هل لا نستطيع ذلك؟! أم أننا رضينا بما نحن فيه؟!
ما هو موقفنا من أولئك الذين طغت أنانيتهم على كل حب؟!
دعونا من كل هذه النزعات اللامنطقية.. واللامُبررة..
وقولوا ما تُمليه عليه ضمائركم…
وإن كنت مُخطئاً فيما كتبت.. فصوبوني.. لأعرف “الصواب أين وما يكون”.
فان الزمان هو زمان لا يتغير ولكن اصحاب الزمان هم الذين يتغيرون وكل جيل يأتي فيه من سابقه صفات وخصال عديدة لأن الله اراد ان تكون الحياة هكذا ولو أراد للناس الخير جميعاً لفعل فله سبحانه ما اراد وما يريد، ان اجناس البشر كثيرة وبمقدور الانسان ان يجد لنفسه من هذه الاجناس من يرتاح لهم ومن يشتركون معه في الصفات والخصال فسبحان الله الذي اعطى الانسان قدرة التمييز ليختار بنفسه الذين يرتاح لهم.
المضحك المبكي حين يأتيك أحدهم لم يكلمك منذ زمن جاء طالب المعونة… المساندة… المساعدة… الدعم، يأتيك ذليلاً وعلى وجهه معالم اليأس وفقدان الامل. وعندما تقرر المساعدة وتحقق له مراده وتعطية فرصة التلذذ بالمناصب والالقاب يصبح عليك سيدا؛ حاكما؛ جابراً؛ يحرض الناس عليك وينسى من هو وكيف وصل إلى ما هو عليه.
لا أبالي ان كنت في جانب والمجتمع في جانب آخر، ولا احزن ان ارتفعت أصواتهم ولمعت سيوفهم، ولا اجزع ان خذلني من يؤمن بما اقول انما يؤرقني اشد الأرق ألا تصل هذه الرسالة الى ما قصدت، فأنا اخاطب أصحاب الرأي لا ارباب المصالح، اخاطب انصار المبدأ لا محترفي المزايدة وقصاد الحق لا طالبي السلطان، وانصار الحكمة لا محبي الحكم لعل الكلام يصل والمقصود يفهم..