تراجع مقلق للبنان في قياس مستوى أداء التلامذة في العلوم

يتطلع المتخصصون في العلوم والرياضيات إلى تصنيف لبنان في دراسة “TIMSS” الدولية لدورة 2015 المولجة قياس مستوى أداء تلامذة الصف الأساسي الثامن في القطاعين الخاص والرسمي في المادتين، لا سيما بعد التراجع “المقلق” لمرتبة لبنان في دراسة دورة 2011.

في نموذج تحصيل العلوم، يشير الموقع الإلكتروني الرسمي لـ “TIMSS” أو “Trends in Math and Sciences Studies”، الى أن لبنان حل في دورة 2011 “في المرتبة 39 من بين 42 دولة عالمية مشاركة وفي المرتبة 10 بين 11 دولة عربية مشاركة في العلوم في الدورة ذاتها، وكان معدل تحصيله 406. وقد حلت سنغافورة في المرتبة الأولى وجاء معدل تحصيلها 590. كما حلت الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الاولى بين الدول العربية المشاركة وفي المرتبة 24 بين الدول المشاركة وجاء معدل تحصيلها 465 وهو أدنى من متوسط سلم القياس 500 المعتمد في “TIMSS”.

ويظهر مقياس التراجع لمرتبة لبنان “دراماتيكياً”في الدراسة الدولية لقياس مستويات العلوم والرياضيات “تيمس”، التي تعدها الجمعية الدولية لتقويم الأداء التربوي، وهي واحدة من أكبر الجمعيات التربوية الدولية التي تعنى بدراسات المقارنة الدولية في مستويات الأداء التربوي بالشركة مع شريك محلي لكل بلد. وفي لمحة تاريخية، بدأ لبنان المشاركة بطلب من المسؤولين الرسميين ومن خلال المركز التربوي للبحوث والإنماء في “TIMSS” منذ دورة 2013 إلى اليوم، علماً أن 55 دولة ومقاطعة تشارك في هذه الدراسة المنتظمة كل أربعة أعوام. وقبل تحديد أسباب تراجع لبنان وتداعياته، لا بد من الإشارة الى أن التراجع قد طال دولة مثل أوستراليا، ما دفع رئيس وزرائها الى عقد مؤتمر صحافي واجتماع وزاري عاجل لدرس أسباب التراجع الـ “خجول” لمرتبة بلاده بعد صدور التقرير، وذلك لوضع خطة لتفادي تكرار هذه النتيجة.

وبالنسبة للبنان، رأى مدير التعليم والتعلم في الجامعة الأميركية في بيروت والاختصاصي في العلوم الدكتور صوما بو جودة، في حديث لـ “النهار”، أن المؤشرات المحلية لقياس مستوى تراجع أو تقدم تلامذة العلوم في لبنان ليست كثيرة لأننا نفتقد إلى بحوث تربوية في هذا الخصوص. واعتبر أن ” مؤشرات “TIMSS” في دورة 2011 أظهرت أن مرتبة لبنان في مستوى العلوم ليست جيدة. ولفت إلى أن هذه الدراسة الدولية تلحظ من خلال تقصيها المعلومات والبيانات مدى تأثير كل من لغة التعليم للمادة والمستوى الاجتماعي على تعليم العلوم، وصولاً إلى تحديد نسبة تفاوت هذا المستوى بين المدارس الرسمية والخاصة”.

ورأى أن المركز التربوي للبحوث والإنماء، الشريك الأساسي لـ “TIMSS” والمسؤول عن إصدار التقرير الوطني لدورة 2011، لم يستكمل الخطوات المطلوبة لمتابعة الخطوات العملية المرتبطة بمؤشرات التقرير نفسه. واعتبر أن تحسين مستوى التربية يعتمد على بحث معمق لأي موضوع يبتعد من النمط العشوائي في معالجة أي خلل ورفض تبني السياسة الايدولوجية في المعالجة والإعتماد الكلي على سياسة تربوية قائمة على بحوث معمقة من تربويين.

وفي ما خص العلوم، شرح أن “المشكلة فيها لا تكمن في مستوى حفظ المادة بل ترتكز على طريقة فهم البيئة المحيطة بها وأساليب التعليم وطرائق تنظيم الإمتحانات الرسمية الخاصة فيها. وبرأيه “يكره التلامذة المادة في حال تم إدراجها ضمن نظم المواد التي تحفظ غيباً”.

وقال بو جودة ان تحديث البرامج يتلازم مع تحديث طرائق تعليم المواد وتنظيم الإمتحانات الرسمية والبحث في نوعية مسابقات لا تتطلب التفكير بعمق وتجمع بين اختبارات نظرية وتطبيقية.

وربط تراجع مرتبة لبنان وفقاً لـ “TIMSS” في الدورة 2011 بصعوبة تفاعل التلامذة مع اللغة الأجنبية لمادة العلوم. ورأى أن “عدداً قليلاً من المدارس يعتمد على المختبرات الخاصة للعلوم لأن بعض المعلمين يفتقدون المؤهلات المطلوبة لإستخدامها، ما يبعد عن التلميذ فرصة التعلم بجو مسل ومفيد”.

—————————–

(*) النهار