51 ديبلوماسياً أميركياً لأوباما: يجب ضرب النظام السوري

وقّع 51 ديبلوماسياً في وزارة الخارجية الأميركية مذكرة داخلية تنتقد بشدة سياسة الولايات المتحدة في سوريا وتطالب بضربات عسكرية لحكومة الرئيس بشار الأسد لوقف انتهاكاتها المتكررة لاتفاق وقف الأعمال العدائية. ورداً على المذكرة حذرت موسكو من أن أي محاولة لإسقاط النظام السوري بالقوة ستؤدي الى تعميم الفوضى في المنطقة بكاملها، بينما نبه الرئيس فلاديمير بوتين الى احتمال انهيار سوريا إذا استمرت الاوضاع كما هي.

وتولى التوقيع مسؤولون من وزارة الخارجية الأميركية من المستوى المتوسط إلى العالي شاركوا في اسداء النصح في شأن السياسة حيال سوريا. وكانت صحيفة “الوول ستريت جورنال” أول من نشرت الأمر.

ونقلت الصحيفة عن نسخ من المذكرة اطلعت عليها أن المذكرة تدعو إلى تنفيذ “ضربات عسكرية موجهة” إلى الحكومة السورية في ضوء الانهيار شبه التام لاتفاق وقف الأعمال العدائية الذي تم التوصل إليه في وقت سابق من هذه السنة.

وستمثل أي ضربات عسكرية لحكومة الأسد تحولاً كبيراً في السياسة التي تنتهجها إدارة أوباما منذ وقت طويل بعدم الإنحياز إلى أي طرف في الحرب الأهلية السورية.

وقال مسؤول أميركي لم يوقع المذكرة لكنه اطلع عليها إن البيت الأبيض لا يزال يعارض أي تدخل عسكري على نحو أعمق في الصراع السوري. وأضاف أن المذكرة لن تغير هذا الموقف على الأرجح ولن تحول تركيز أوباما عن الحرب ضد التهديد المستمر والمتزايد الذي يمثله تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

وأفاد مسؤول ثان طالع المذكرة إنها تعبر عن وجهة نظر المسؤولين الأميركيين الذين يعملون في الملف السوري ويعتقدون أن السياسة التي تنتهجها إدارة أوباما غير فعالة. وقال :”باختصار تود المجموعة طرح خيار عسكري ليضع بعض الضغط …على النظام”.

وتحدثت المذكرة إمكان شن غارات جوية، لكنها لم تشر إلى نشر مزيد من القوات الأميركية على الأرض في سوريا. ومن المعتقد أن للولايات المتحدة نحو 300 رجل من القوات الخاصة في سوريا ينفذون مهمات ضد “داعش” لكنهم لا يستهدفون حكومة الأسد.

وعن المذكرة قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري: “إنه إعلان مهم وأنا أحترم العملية جدا جدا. ستتاح لي… فرصة للاجتماع مع الناس حين أعود”. وأوضح أنه لم يطلع على المذكرة بنفسه.

جدل حول المذكرة
وسارع منتقدو أوباما الى استغلال المذكرة لتي تدعو أيضا الى انتقال سياسي يطيح الأسد من السلطة.

وصرّح دوغ أندريس الناطق باسم بول رايان رئيس مجلس النواب وهو من الحزب الجمهوري: “يؤكد هذا ما يقوله أعضاء مجلس النواب منذ سنوات: ليست لدينا استراتيجية للنصر على داعش… ليس لدى الرئيس أي نية للاستماع الى نواب الشعب المنتخبين… ربما أنصت أكثر الى الديبلوماسيين المحترفين المحيطين به”.

وفي ما وصفه مسؤولون آخرون بأنه محاولة للحد من الأضرار التي سببتها سياسات الرئيس قال مسؤول أميركي بارز إن من الطبيعي “في قضية معقدة كالأزمة السورية أن تكون لدينا آراء متعددة وهذا الخطاب يعكس ذلك”.
وفي المقابل، لفت مسؤولون أميركيون آخرون إلى خلو المذكرة من توقيع أي مسؤول بارز في وزارة الخارجية كوكلاء الوزارة أو مساعديهم أو السفراء.

وقال مسؤول بارز طلب عدم ذكر اسمه إن الكتاب موجه الى كيري وتالياً سيكون عليه التعامل معه وسيكون له القرار في شأن “رفعه” لأوباما ومستشاريه البارزين.

وأقر مساعدو أوباما في أحاديث خاصة بأنه حتى لو قرر الرئيس اتخاذ موقف أكثر حزما ضد الأسد فإنها ستصير عملية أكثر خطورة نظراً الى وجود القوات الروسية وخصوصاً طائراتها الحربية التي تعمل الآن مباشرة على دعم الأسد. ومن شأن هذه الغارات أن تضع الولايات المتحدة في صدام مع روسيا.

ولم تتوقف المعارضة الداخلية على الأقل منذ فاجأ أوباما كيري في آب 2013 – وكذلك وزير الدفاع آنذاك تشاك هيغل ومساعدين بارزين آخرين- بالتراجع عن شن غارات جوية كان قد تعهدها إذا تجاوزت قوات الأسد “خطا أحمر” ضد استخدام الأسلحة الكيميائية. وقبل ذلك بتسعة أيام قتل هجوم بغاز السارين ما يصل إلى 1400 سوري.
وقال مسؤول سابق في وزارة الدفاع شارك في وضع السياسة الخاصة بسوريا: “ذلك القرار دمر أي صدقية للإدارة لدى روسيا أو إيران أو الأسد نفسه. الكلام الهادئ دون امتلاك أي عصا ليس طريقة فعالة للتعامل مع أمثال هؤلاء الأشخاص”.

——————————

(*) رويترز