2400 …”ريس”

جليل الهاشم

هذا الأحد يقفل الموسم الانتخابي الطويل ويعود البلد إلى ما قبل الهم الانتخابي سيتسلى جمهور اللبنانيين أياماً طويلة بتقيمات محلية وقروية لما جرى وسيجدون فرصة لمحاسبة الأهل والأقارب وأبناء الحي المجاور والعائلة الأخرى وكل هذا طبيعي في الموسم البلدي والاختياري، إلا أن رغبتهم في محاسبة القوى السياسية التي تزعم حمل المشاريع الوطنية العظمى سيكون ضيئلاً. لن يتوقفوا عند ما فعله حزبهم بهم في بلدتهم وما قام به في بلدة مجاورة.

لن يسألوا كيف وضعهم في مواجهة جيرانهم في الضيعة ونصب نفسه حامياً ومدافعاً عن مصالح هؤلاء الجيران في الضيعة الأخرى لن يبحثوا طويلاً في حجم الانتهازية التي أسقطت احزاباً كبرى إلى مستوى الجب والفخذ. وكان أشرف لها أن تسمي نفسها جب الاستقلال أو فخذ السيادة أو ساعد الديمقراطية.

كان الأجدى أن لا تعطى خيارات القرى والبلدات والدساكر كل تلك الأبعاد العظمى وأن يترك لأهلها فحص ضمائرهم ومصالحهم مع دور تثقيفي وتوجيهي من جانب الأحزاب والتيارات العظمى إلا أن حصل هو إن هؤلاء العظماء أرادوا لعجزهم وفشلهم في الشأن الوطني الأساسي ركوب سفن الأهالي المتهالكة وبالكاد نجوا سوية من الغرق.

349

نسيت الأحزاب والتيارات العظمى أن البلد مقطوع الرأس وأن دولة المؤسسات والقانون مهددة من جذورها وأن واجبها الأول هو ملء الفراغات بدءاً من رئاسة الجمهورية وأن التسويات الانتهازية التي قامت بها ومارستها بنشاط في كل قرية وبلدة تارة تحت عنوان التحالف وطوراً تحت عنوان التنافس ومرة ثالثة حرية الأهالي والعائلات، كان يمكن القيام بأقل منها من أجل الوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية واستعادة العمل بالدستور والذهاب إلى حكومة جديدة وانتخابات والى استعادة الثقة بالدولة وأجهزتها.

إن شيئاً من ذلك لم يحصل انزلقت الأحزاب والتيارات السياسية العظمى إلى مكان آخر فانتخبت 1200 نائب رئيس بدلاً من حكومة واحدة موحدة أي ما يقارب 2400 “ريس” بدلاً ن 128 نائباً منتخباً بشكل طبيعي وديمقراطي.

مجلس-النواب-فارغ

الآن سيكثر “الرياس”، وكل زعيم تيار أو حزب سيقول أن لديه من “الرياس” ما يكفي وسيحصل في لبنان ما حصل في الضفة الغربية المحتلة عام 1976 عندما أجرت إسرائيل الانتخابات البلدية بهدف الاكثار من “الرياس” بديلاً عن رئيس واحد مطلوب لدولة مستقلة.

السؤال من هي إسرائيل التي تتحكم بحياة هذا البلد؟