مونودراما “تفل قهوة” للمخرج د. هشام زين الدين، مسرح عكس التيار!

“تفل قهوة” هو عنوان المسرحية المونودرامية التي كتب نصها المسرحي وأخرجها الدكتور هشام زين الدين عن قصة لهيثم الطفيلي ولعبت الدور التمثيلي الوحيد فيها الممثلة والمخرجة السينمائية مروة قرعوني، وتعرض كل اربعاء وأحد على مسرح “تياترو” فردان.

“الانبـاء” التقت المخرج والاستاذ الجامعي الدكتور هشام زين الدين للحديث عن العرض والاضاءة على بعض تفاصيله.

د. هشام

– العنوان ملفت وغير مباشر، ماذا يعني تفل القهوة؟

تفل القهوة هو ما تبقى لنا من القهوة، غيرنا في الدول المتقدمة ينعم بالحياة السعيدة والامن والاستقرار والحرية ويشرب القهوة ويستمتع بطعمها اللذيذ، ونحن هنا في العالم الثالث نقبع في مستنقع الجهل والتخلف والحرمان ونشرب التفل فقط.

– ما هي ظروف انتاج هذا العمل ولماذا اخترت نوع “المونودراما” دون غيره؟

– اريد ان اعترف ان فكرة اخراج مونودراما كانت تراودني منذ فترة طويلة، وجاء هذا العمل بمبادرة من مروة نفسها وهي منتجة العمل التي جاءتني بنص روائي للكاتب هيثم الطفيلي وطلبت أن نعمل عليه، فوافقت بعد ان اشترطت اعادة كتابة النص بما يتلاءم مع متطلبات الدراما والفعل المسرحي وهكذا كان، فقمت بكتابة نص يصلح للخشبة  بعد أن أضفت إليه مقاطع درامية وأزلت منه عبارات وجمل ومقاطع سردية لا تصلح للتمثيل على الخشبة، طبعاً مع المحافظة على روح النص والافكار الاساسية التي كان يحمله.

مسرح1

– الا تعتقد أن الزمن ليس زمن المسرح الدرامي الجاد والهادف في لبنان حالياً؟

نعم، نحن نسير عكس التيار، الزمن في لبنان وفي المسرح زمن الاستهلاك والترفيه والتسطيح، لكني مع غيري من المخرجين والمسرحيين الجادين نحاول مقاومة هذا التيار المدمر، نعمل بما نؤمن به، نعمل بصعوبة، لكننا مقتنعون بصوابية ما نقوم به فنياً وفكرياً واجتماعياً. هذا هو دور المسرح الاساسي في كل العالم.

مسرح2

– بالعودة الى “تفل قهوة” كيف يستطيع الاخراج تحويل السرد الروائي إلى فعل درامي محسوس ومرئي، اليس في الأمر مخاطرة؟

– هذا هو دور الاخراج، وقد أضفت إلى المسرحية مشهديات حركية ومشاهد تمثيلية بدون نصوص واستخدمت الميديا اي السينما وخيال الظل والاغاني واعتمدت على عنصر السينوغرافيا بالالوان ذات الدلالات الحسية والرمزية وكيقية توظيفها لخدمة افكار المسرحية، كل هذه العناصر تضمنتها الرؤية الاخراجية للعمل بالاضافة طبعاً للعمل على شخصية “مريم” الاساسية في المسرحية اي اعداد الدور المسرحي بكل تفاصيله.

0

– مروة قرعوني مخرجة سينمائية وتخوض تجربة التمثيل لاول مرة، اليست مخاطرة أن تبدأ بمونودراما؟

– اميل إلى تسمية ذلك بالتحدي وليس المخاطرة، مروة شابة فنانة جريئة، أقدمت على التمثيل في المكان الصعب، ولكن من خلال العمل والتدريب والبحث بالتفاصيل تمكنا من إيصالها إلى مستوى اعتبره جيداً، لتقديم مشروعها التمثيلي الأول، هي ممثلة لديها شغف، تهتم بالتفاصيل وتعمل بجد لانجاح مشروعها.

01

– هل يمكن القول أن الاخراج شكل رافعة لنص روائي ولممثلة غير محترفة من خلال المشاهد الاخراجية التي كانت العنصر الابرز في العرض؟

– بصراحة لا أحبذ هذه التصنيفات، لأن كل هذه المشهديات لا قيمة لها بدون الممثلة، هي الاساس هي روح العمل ونبضه، ولولا تمكنها من الامساك بخيط تسلسل الاحداث والفعل الدرامي الداخلي لما كان هناك عرض، نعم دوري كمخرج أن أعمل على كل العناصر وتنظيمها وتقديمها بأسلوب شيق وجميل ومؤثر لكن بالارتكاز على الممثلة أولا وآخرا.

IMG-20160531-WA0005

– كلمة أخيرة حول تصورك للواقع المسرحي في لبنان حالياً.

– اعود لأذكر في كل مناسبة أن مشكلتنا الاساسية والتاريخية هي عدم وجود مسرح وطني وهذا ما يعيق عملنا ويحرمنا من حقنا في التعبير المسرحي وحق الجمهور في مشاهدة اعمال ذات بعد ثقافي، لكي لا نرتمي مجبرين بين أنياب المسارح التجارية التي تنهش لحمنا بدون رحمة وبالتالي تدمر أي امكانية للنهوض بالمسرح الدرامي الهادف.

033

مسرح

03

مسرح9

مسرح5

——————–

(*) خاص- “الأنباء”