النسبية: كلام حق فهل يراد به باطل!

وهيب فياض (الأنباء)

من منا لا بذكر البرنامج المرحلي للحركة الوطنية اللبنانية؟

من منا لا يذكر عشرات الآلاف من الشهداء والقتلى والجرحى والدمار الذي خلفته حروبنا التي كان هذا البرنامج أهم نقاط الاختلاف والاقتتال فيها؟

من منا لا يذكر أن كمال جنبلاط إستشهد من أجله؟

من منا لا يذكر حلم أجيال السبعينات والثمانينات في إصلاح النظام السياسي وتداعيات هذا الحلم واستشهاد قادة الرأي فيه؟

الآن يأتي من يتبنى نقطة من نقاطه معزولة ومنفردة وخالية من نكهة وطعم وعبق البرنامج المرحلي يستعيرها من خارج السياق ويجابه أصحابها بها النسبية الكاملة في الانتخابات!

كلام جميل تلعب في تفاصيله شياطين السياسة!

يقول البرنامج المرحلي أن أساس أي إصلاح هو إلغاء الطائفية السياسية. وبعد أربعين سنة من نحر هذا الشعار، وتغذية غول الطائفية المتوحش يصير مبدأ النسبية وجبة شهية لهذا الوحش ووصفة جاهزة لمنحه القوة والشباب الدائم!

نسبية! نسبية!

أية نسبية تريدون؟

نسبية إقتراح القانون الأرثوذكسي؟

نسبية فيدرالية الطوائف؟

نسبية تعصب اللبنانيين معطوفة على إجتزاء البرنامج المرحلي للحركة الوطنية في النص وفي التطبيق  لدستور الطائف؟

نسبية عصبيات المناطق والمدن والزواريب؟

نسبية سيطرة  الزبائنية والمال والسلاح؟

نسبية الغول الذي يتوالد من ذاته وإن كانت له في كل زمان هوية جديدة دينية أو طائفية أو مالية
نحن أيضا مع النسبية؟

نحن مع أنفسنا وتاريخنا ونضالنا وشهدائنا.

نحن مع نسبية جامعة لا نسبية طاردة!

نحن مع نسبية وطنية لا نسبية طوائفية ومناطقية!

نحن مع نسبية ضمن سياق إلغاء الطائفية السياسية.

النسبية ليست داء بالمطلق ولا دواء بالمطلق.

إذا عادت النسبية إلى سياقها وتسلسل أولويتها كما حددها البرنامج المرحلي فهي بلا شك علاج مطلق.

أما من خارج السياق فهي كلام حق يراد به باطل!