الجامعة الاميركية منحت الدكتوراه الفخرية للبكي وطالب وزرد وخرجت 510 طالبا

احتفلت الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) بتخريج 510 طالباً من حاملي شهادات الطب والدكتوراه والدراسات العليا، على أن تحتفل غداً بتخريج 1566 طالباً من حاملي شهادات البكالوريوس.

ومنحت الجامعة خلال الإحتفال المخرجة نادين لبكي والكاتب نسيم طالب والعالم الكيميائي الدكتور سمير زرد شهادة الدكتوراه الفخرية  في الإنسانيات نظراً لإنجازاتهم الدولية كل في مجال عمله.

حضر الإحتفال النائب علي بزي ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب ممثلاً رئيس مجلس الوزراء تمام سلام. كما حضر أعضاء مجلس الأمناء في الجامعة وأهل الطلاب وعائلاتهم وبعض من أهل الإعلام ومهتمين.

بعد دخول موكب الخريجين وموكب رئيس الجامعة ووكيل الشؤون الأكاديمية والعمداء وأعضاء مجلس الأمناء بالأثواب الإحتفالية استهل الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني وإفتتح رسمياً ليتكلم بعد ذلك رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري.

كلمة خوري

وتحدث رئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري، وقال:

أصحاب المعالي والسعادة والسيادة، ضيوفنا الكرام، حضرات أعضاء مجلس الأمناء الأجلاء، أهالي وعائلات طلابنا المميزين، أعضاء الهيئة التعليمية والإدارية الرائعين، ونعم، خريجو ال AUB الرائعين والإستثنائيين للعام 2016! إنه لشرفٌ لي أن أرحب بكم أحر ترحيب وأشكركم على وجودكم  هنا في هذه الأمسية الرائعة. تحية لمتخرّجينا الرائعين والاستثنائيين من الجامعة الأميركية في بيروت للعام 2016.

الطريق كانت طويلة، ومتعرّجة، ولا تُنسى. قبل ثلاثة أعوام أو أربعة أو خمسة أو أكثر جئتم هنا محمّلين بالآمال والأحلام والتوقّعات. نأمل أن نكون قد نمّينا وعزّزنا آمالكم وأحلامكم، حتى في خِضمّ الاضطراب العاطفي والاقتصادي والسياسي. تتركون الجامعة اليوم وأنتم مجهّزون بالمعرفة، والقوة، والإيمان بأنه من الممكن إحداث تغيير إيجابي في هذا العالم. لقد اكتسبتم الكثير في الجامعة الأميركية في بيروت. حصلتم على المعرفة والثقة والمرونة وتعلمتم العمل كفريق.

تابع: غداً ستخرجون إلى العالم، وأنتم مدركون أنكم أكثر ثقة، و قدرة، ومرونة، وتصميماً مِمّا كنتم عليه حين ولجتم أبواب الجامعة لتتغيروا إلى الأبد. في صفّكم المتخرّج اليوم أعضاء متقدّمون عليكم في العمر قليلا، ولكنهم أعضاء فاعلون للغاية. وبالإضافة إلى الاحتفال بانجازاتكم، نُكرّم ثلاثة أفراد بارزين تحدّوا العقليات التقليدية فحقّقوا إنجازات مدوّية، ومؤثّرة مجتمعياً. مكرّمو هذا العام هم مخرجة سينمائية وممثلة لبنانية شهيرة، وكاتب معروف عالمياً ومفكّر راديكالي، وعملاقٌ في الكيمياء العضوية. وقد تم اختيار هؤلاء الثلاثة تقديراً لإنجازاتهم على الساحة الدولية.

President-Fadlo-Khuri-DSC_2323

ثم اعطى خوري لمحة عن المكرمين المخرجة نادين لبكي وهي من أكثر السينمائيين في جيلها محطاً للاعجاب في العالم العربي وتفكك بمهارة الصور النمطية ومحرّمات الحياة العصرية في لبنان، خاصة حياة النساء المرموقات، والكاتب نسيم طالب الذي زعزع العالم الحديث بآرائه الرائدة والمستعصية، ولا سيما في كتابه “البجعة السوداء” وعالم الكيمياء الدكتور سمير زرد الرائد المعروف عالميا في مجال الكيمياء الراديكالية و وهو طالب سابق في الجامعة الأميركية في بيروت، قدم اسهامات مهمة في الكيمياء العضوية، وطوّر مع فريقه البحثي العديد من التفاعلات الجديدة التي أصبحت ركنا ثابتا في مجال الكيمياء الاصطناعية.

اضاف: دانيال بلس العظيم حمل أيضاً هذا الإيمان بأهل الشرق عندما قرّر في وقت مبكر من ولايته أنه سيترك يوماً ما إدارة هذه المؤسسة لسكان المنطقة الأصليين. ونحن نرى في ذلك أمانة في عنقنا، بأنه يوماً ما، لن تكون خلفية الرجل أو المرأة في هذا الجزء من العالم ذات وزن عند اختيارهما لوظيفة بالغة الأهمية، لدور كبير، لمسؤولية جمّة. جيلكم هو الجيل الذي سيضمن أن يتحقق هذا.

وختم: أنتم الآن وإلى الأبد ماضي الجامعة الأميركية في بيروت وحاضرها ومستقبلها. وأنتم الآن سفراء هذه المدينة الشهيرة فوق التلّة. لقرن ونصف علّمت أجيالاً سابقة وعلّمتكم كيف تتجرّأون على الحلم وكيف تحقّقون ما نعلم أنكم قادرون على تحقيقه، وهو أنكم سوف تغيّرون لبنان والعالم العربي، والكون الأوسع، نحو الأفضل. تهانينا لكم، لعائلاتكم وأساتذتكم، يا متخرّجي الجامعة الأميركية في بيروت للعام 2016، عامنا المئة والخمسين. انطلقوا بفخر واعتزاز، وتصميم وتواضع.

كلمة الخرجين

ثم كانت كلمة الخريجين القتها بإسمهم طالبة الطب جنى غلمية التي قالت: أتشرف بحصولي على شهادة الطب البشري من الجامعة الأميركية في بيروت هذه الليلة، كما أشعر بالفخر بوجودي بين دفعة خريجي عام 2016 في الذكرى المائة والخمسين لتأسيس هذه الجامعة.

لم تقدم لنا الجامعة الأميركية في بيروت العلم الذي نملكه اليوم أو الشهادات التي نحملها فحسب، بل إنها كانت المجتمع الذي تولعنا بالانتماء إليه. حيث تعلمنا كيف نتكيف مع مجموعة طلابية متعددة، وهو أمر يصعب العثور عليه في هذا الجزء من العالم الذي نعيش فيه. وبمعاملتها لكافة الطلاب على قدم المساواة، فقد علمتنا العدالة والمساواة. إنها المكان الذي تعلمنا فيه كيفية التواصل بشكل أفضل، ليس فقط مع المرضى، بل مع بعضنا البعض كذلك. وتعلمنا التعاطف مع الآخرين وأن نصبح أعضاء فاعلين في مجتمعاتنا. وهي المكان الذي تعلمنا فيه المثابرة والعمل بجد من أجل تحقيق أهدافنا حتى وإن بدت بعيدة المنال. تعلمنا أنه لكي يكون لنا قيمة حقيقية، لا بد لنا أن نقوم بأكثر مما هو مطلوب منا بكثير.

ثم شكرت غلمية إدارة الجامعة والأساتذة وإدارة المستشفى وتوجهات إلى زملائها بالقول: أتمنى لكم التوفيق! وأنا متأكدة أن كل فرد منكم سيحقق إنجازات بارزة وسيترك أثره الإيجابي على مجتمعه وسيغير هذا العالم بطريقته الخاصة. حافظوا على فضولكم وحافظوا على إخلاصكم والأهم من ذلك حافظوا على عطفكم!

الدكتوراه الفخرية

وأعلن الدكتور فضلو خوري بموجب الصلاحيات الممنوحة له من قبل مجلس أمناء الجامعة، منح كل من المخرجة نادين لبكي والكاتب نسيم طالب وعالم الكيمياء الدكتور سمير زرد الدكتوراه الفخرية في الإنسانيات وتم تسليمهم الشهادة وخلعت عليهم عباءة الشرف من قبل وكيل الشؤون الاكاديمية بالإنابة الدكتور محمد حراجلي.

المخرجة نادين لبكي

وقالت المخرجة نادين لبكي في خطاب الشكر: انني فعلاً متأثرة كوني تلقيت هذا الشرف من أرقى جامعة في بلدنا. جامعة لم استطع أن التحق بها كونها لا تقدم دراسات في السينما…

ثم تكلمت لبكي عن تجربتها في الحياة منذ الصغر وعن بلدتها بعبدات وعن صالة السينما القديمة في منزل جدها وعن والدها الذي أراد يوماً ما أن يصبح مخرجاً سينمائياً لكن الظروف المادية حالته دون ذلك… وتكلمت أيضاً عن كل الظروف التي أدت بها إلى إتخاذ القرار لمتابعة دراستها الجامعية في مجال السينما وعن النجاح التي حققته في مهرجانات كان وغيرها.

وختمت لبكي شاكرةً الجامعة مرة أخرى مشاركةً هذا الشرف مع شقيقتها ووالدتها وزوجها وولديها وليد وميرون.

الدكتور سمير زرد

وقال الدكتور سمير زرد في كلمته: اسمحوا لي أولا أن أقول أن هذا التكريم يصيبني بالفخر والامتنان. وأتوجّه بصادق الشكر إلى رئيس وأمناء الجامعة الأميركية في بيروت لمنحي هذا الشرف الأعظم، وإلى زملائي من قسم الكيمياء الذين رشحوني له.

تابع: الجامعة الأميركية في بيروت كانت دائما عزيزة جداً على قلبي، منذ قبولي فيها في العام 1971 كطالب صيفي خاص غير مسجّل لشهادة… بعد ذلك بعامين، التحقت بالجامعة كطالب نظامي، وبدأ تدريبي الجدي ككيميائي محترف كنت مهتماً خاصة بالكيمياء العضوية، وأمتعتني وأفادتني المحاضرات الفائقة الوضوح للراحل البروفيسور كوستاس ايسيدوريديس. وكنت أحياناً أتسلل للاستماع إلى المحاضرات الأسطورية للبروفسور مخلوف حدادين.

أضاف: لا يمكن للمرء أن يسلك درب الحياة من دون الدعم، والتوجيه، والتشجيع من العائلة والأصدقاء، والمربين. لحسن حظّي الفائق،  كنت محاطاً بكَمّ من الناس استثنائي، حوّلوا إلى واقع كلمات كاتب الخيال العلمي هاري هاريسون، الذي قال: «كل يوم يجب أن يُستقبل كهدية يُفتح غلافها». لهم جميعا، أُعرب عن جزيل شكري وامتناني. وخالص الشكر والامتنان أيضا لمعاونيّ، لأنه من دون مواهبهم وعملهم الدؤوب واندفاعهم، لما أمكن إجراء أي بحوث مهمة. بالنسبد لعالِم، قليلة هي الأمور التي تُفرحه أكثر من  إثارة  الاكتشاف ورؤية معاونيه الأصغر سناً وطلابه ينطلقون بمفردهم ويتطوَّرون إلى مفكّرين مبدعين ومستقلين.

وختم: أود الآن أن أختتم كلمتي بتقديم أحرّ التهاني لجميع المتخرجين الشباب من الجامعة الأميركية في بيروت ولأهلهم الفخورين في هذا الاحتفال الخاص جدا، المترافق مع العيد المئة والخمسين لتأسيس الجامعة. يقال أنه لا يمكن وضع رأسٍ هرِمٍ على أكتاف شباب. ومع ذلك، سأهديكم مع التهاني نصيحة حكيمة من السير ونستون تشرشل، الرجل العظيم نفسه، الذي قال: ” المُرشد الوحيد للمرء هو ضميره. والدرع الوحيدة لحماية ذكراه هي استقامة وصدق أفعاله. من التهوّر الشديد أن نمشي في الحياة من دون هذه الدرع. كثيراً ما سيُسخر من فشل آمالنا وتقهقر خططنا. ولكن مع هذه الدرع، ومهما لعبت الأقدار، سنبقى دائما في صفوف الشرف”. وهكذا، أيها المتخرجون الشبّان، ثمّروا على أفضل وجه حياتكم والتعليم الذي حصلتم عليه وسيروا دائما في صفوف الشرف.

الكاتب نسيم طالب

وقال الكاتب نسيم طالب في كلمته: لا بد لي من أن أعرف كيف أحاضر فيكم عن النجاح وأنا لا أشعر أنني ناجح حتى الآن. وهذا ليس تواضعاً زائفاً. لدي تعريف وحيد للنجاح: أن تنظر إلى نفسك في المرآة كل مساء، وتتساءل هل خيّبت الشخص الذي كنته في الثامنة عشرة أو في العشرين من العمر؟ أي قبل بلوغ السن الذي تبدأ فيه الحياة بإفسادك. هذا الشخص هو القاضي الوحيد،  لا سمعتك، ولا ثروتك، ولا مكانتك في المجتمع، ولا الأوسمة على صدر سترتك. إذا لم تشعر بالحياء في مواجهة الشخص الذي كُنتهُ فأنت ناجح. كل التعريفات الأُخرى للنجاح هي تركيبات حديثة؛ تركيبات حديثة هشة.

Nassim-Taleb-DSC_2551

اضاف: الآن قليلٌ من تاريخي الشخصي. لا تخبروا أحدا، ولكن كل الأشياء التي تعتقدون أنها تأتي من التفكير الفلسفي العميق هي متنكّرة. مصدرها هو غريزة راسخة للمجازفة. مثل مقامرٍ يقهره إدمانه ويلعب دور كبير الكهنة.  الناس لا يحبّون أن يصدّقوا لكن تعَلمي جاء من التداول والمخاطرة مع بعض المساعدة من المدرسة.

تابع: كنت محظوظاً لأن لدي خلفية أقرب إلى المتوسطية الكلاسيكية أو الأوروبية القروسطية من خلفية مواطن حديث. وُلدت في مكتبة. والديّ كان لديهم حساب جاري في مكتبة أنطوان في باب ادريس ومكتبة كبيرة. ابتاعا كتباً أكثر مما كانا قادرَين على قراْته. وسُعدا بوجود من يقرأ الكتب عنهما. كذلك فإن والدِي كان يعرف كل فردٍ واسع الثقافة في لبنان، ولا سيما المؤرّخين. لذلك غالباً ما كنا نستضيف الآباء اليسوعيين على مائدة العشاء، وبسبب تعدّد التخصّصات في ثقافتهم، كانوا المثال الوحيد لي. فكرتي عن التعليم هي أن نتناول الطعام مع الأساتذة وأن نطرح الأسئلة عليهم. لذا فضّلت ولا أزال أفضّل سعة الثقافة على الذكاء. كنت أريد في البداية أن آكون كاتبا وفيلسوفاً. ويكفي لذلك أن يقرأ المرء طنّاً من الكتب. من يقتصر علمه على برنامج البكالوريا اللبنانية يكون علمه من دون عزمٍ. لذلك تغيّبت عن المدرسة معظم أيام الأسبوع، وبدءاً من عمر الأربعة عشر عاماً، بدأت المطالعة بنهم. وفي وقت لاحق اكتشفت عدم قدرتي على التركيز على المواضيع التي فرضها عليّ الغير. فَصَلتُ بين التعلم في المدرسة للحصول على وثائق النجاح اللازمة، وبين المطالعة لبناء ذاتي.

ختم: الطمع والخوف معلّمان. كنت مثل المدمنين الذين يقل ذكاؤهم عن مُعَدّل الذكاء العام ولكن لديهم  القدرة على استنباط أكثر الحيل براعة للتحصّل على مخدّراتهم. وحين دخل المال على الخط، ظهر لي فجأة دماغٌ ثانٍ وأصبحت هذه النظريات مثيرة للاهتمام…  لو قُيّض لي أن أعيش حياتي من جديد لاخترت أن أكون أكثر عناداً وأقل هوادة فيها مما كنت عليه.

ينبغي للمرء أن لا يفعل أي شيء من دون أن يكون جِلده على المِحكّ. إذا كنت تعطي المشورة، يجب أن تكون معرّضا للإصابة بخسائر من جرّائها. وهذا امتداد للقاعدة الفضية.  ولذا فإنني سوف أقول لكم ما الحيل التي أستعملها.

الشهادات

وسلم الدكتور فضلو خوري والعمداء بعد ذلك الخريجين شهادتهم وبلغ عددهم 510 يتوزعون على الشكل التالي:

– الطب: 88

-الماستر : 410

-الدكتوراه: 12

وكرر الخريجون تلاوة خطاب القسم الخاص بإختصاصهم، وختم الإحتفال بنشيد الجامعة وأداء خاص مباشر ورمي القبعات في الفضاء إبتهاجاً.

إحتفال السبت

على صعيد آخر دعت الجامعة إلى حفل تخريج طلابها من حاملي شهادة البكالوريوس في تمام الساعة السابعة والنصف من مساء غد السبت علماً أن 1566 طالب سيستلمون شهاداتهم في هذا الإحتفال، على أن تتحدث فيه المخرجة نادين لبكي.