“تهمة الثورة”!

نضال شمس الدين

أنباء الشباب

ها هو مجتمعنا، المتحضّر المتطوّر المتمدّن، الذي أصبح يعتبر أن الثورة “تهمة”. وكلّ ثائرٍ أو يساري أو حتّى كلّ فقيرٍ لم يطالب بأكثر من لقمة عيشه وأبسط حقوقه في الحياة يصبح متّهماً!!

يتّهمونه فقط لأنه طالب بحياةٍ أفضل، لأنّه طالب بتحسين مستواه المعيشي!! لأنه قرّر أن يقف بوجه شركاتهم الضخمة التي تهدد عمالها بلقمة عيشهم! يتّهمونه بأنه ثائر لأنه رفض الذل، رفض طأطأة الرأس، رفض الإنصياع لما يسمّونه مجتمع.

رفض التأقلم للعيش من غير كرامة ومن غير شرف! وقف بوجه السلطة عاري الضلوع وتحمّل الضرب والقمع والقنابل المسيّلة للدّموع!!

وقف بوجه نظامٍ نصفه طائفي والنصف الآخر “ميليشياوي”، “مافياوي” ولأنّه قاوم، أصبح المتّهم!

ليكن بعلمكم ليس فقط هذا الشاب هو مقاوم أو ثائر أو كما يحلو لكم وصفه “أزعر”، بل كلّ طالبٍ في الجامعة يقاوم بالعلم هو ثائر، كلّ أرملةٍ تعمل بالحد الأدني لتعيل أولادها هي ثائرة! كلّ قلمٍ حرّ هو ثائر!!

كلّ رجل دينٍ يدعو للإنفتاح هو ثائر! وكلّ جائعٍ يسرق كسرة خبزٍ هو ثائر!! كلّ وزيرٍ يعمل في خدمة الشعب هو ثائر!!

والآن مجتمعكم يرفض الثّوار، ويدفنهم في باطن الأرض لكنّا بذور وكما قال غيفارا “لنجعلها ثورةً من تحت التراب”.