كفاكم هلوسة… انه وليد جنبلاط

رائد أبو شقرا (الأنباء)

انه ليس سياسي صدفة، ليس منتحل تمثيل وبالطبع لم ولن يكون لقمة سائغة لصائدي الجوائز في الماء العكر والنفايات الطاهرة. انه ابن المعلم الشهيد، انه حفيد امير البيان، انه اكثركم ثقافة ومعرفة، انه احرصكم على الوحدة الوطنية، انه صاحب الزعامة والانتخابات البلدية اكبر برهان.
كعادتكم وعند كل استحقاق، تهبون ابواقاً واجراس، وتعيدون اغنية قديمة، عن الاحجام والتوازنات، عن التمثيل والديمقراطية، وطبعاً عن الاقطاع والسطوة. تصورونه ونحن معه من حملة سيوف القطع ورماح الغدر والطعن في الخاصرة. والحقيقة انكم وابواقكم جاحدون، خاجلون ومقهورون من جمهورٍ اقرفه نهجكم واتعبه فسادكم وارهقه غروركم، من ملفات الانترنت والاتصالات، الكاميرات والبلديات، االاملاك البحرية والبرية وحتى الجوية، ناهيك عن مخدرات من هنا وسلاحٍ من هناك ودعارة متنقلة منها ما هو شرعي ومغطى ومنها ما هو مؤقتاً فاقد للشرعية، واخيراً وليس آخراً الجامعة الوطنية المصادرة، بقرار سياسي من جهة وامرُ واقعٍ مفروض من الجهات الاخرى.
تذكروه جيداً، رقماً صعباً في المعادلة، فمنذ العام 2005 استطاع رغم تخاذل الكل، الى قلب الطاولة على الجميع، فانهى عهد الوصاية الاسدية، تبنى قضيتكم، تزعم حراككم، دفن موتاكم، وقف بجانبكم، ارهق خصومكم، واتعبكم بالجري خلفه، انقذ البلد من مطبات الالعاب البهلوانية، وانتقم للمواطن عبر الوزير الثائر ابو فاعور، من الفاسدين والمفسدين حتى لم يعد بالامكان تجاهل تغريداته، التي اطاحت بهايكل الفساد وزلزلت عروش المنافقين، وجنبنا واياكم كيد التجار الفاجرين، وبرضاه ازاح عن انوفكم روائح نفاياتكم العضوية وغير العضوية، باستبسال الوزير شهيب، وكل ذلك وانتم منغمسون في الحفلات الماجنة وطاولات الحوار الفلكلورية وقت الفراغ.
واتت الانتخابات ومعها تحديد الاحجام والتحالفات، وخاضها جنبلاط الاب والابن من بعيد، لم يتدخل، لم يسمِ، بل سافر الى الخارج لعدم الدخول في السجالات والتأويلات. وانتهى الفرز في مناطقه، ولا شك اصابتكم الخيبة، علقتم الآمال على مدنيين من هنا ومأجورين من هناك حتى وصل بكم الامر الى استعمال القنابل الانتخابية، فانقلب السحر على الساحر، ومن جديد فعلها البيك.
اتت الانتخابات واحجم البيك عن التدخل، ترك الامر للمسؤولين، لم يحرض، لم يخطب، لم يجيّش، لم يقم بجولات، لم يدفع اموالاً، لم يعمد الى التكليف الشرعي، لم يدخل في الاسماء… اهذا هو الاقطاع؟ اهذه هي صفات الاقطاعي؟ سعى الى التوافق، والى عدم الغاء الآخر.
واتى يوم الصناديق، وانفجر قرار الناس، بديمقراطية وسلام، وحدها لوائح الكرامة انتفضت لتقول من هنا الى هناك، من راشيا الى حاصبيا، فالشوف الاعلى والاوسط من المناصف الى اعالي جبل الباروك، الى الجرد والغرب والساحل، الى المتن وعاليه… اتت لتقول لكم وللجميع حيث اردتموها معركة، معركة كانت والفوز لنا. حيث اردتموها توافق، توافق كان. حيث اردتموها الغائية، الغيناكم. وحيث اردناها لكم، لكم كانت ولا داعي للتذكيركم. ودائماً وابداً ديمقراطية حتى النهاية.
اتت لتقول كفى تحاملاً كفى تجنياً، كفى نفاقاً. فهو موجود اليوم كما الامس كما الغد رغم انف الحاسدين وكيد الحقودين، انه باق الى الابد، في النهج والفكر والعقل، في القلب والضمير والنفس، مع الشرفاء والاوفياء واصحاب الكلمة الحرة، مع الابطال والمنضالين السابقين، مع العمال والفلاحين، مع الحق في وجه الباطل كما في السابق والحاضر والتالي، وتستمر المسيرة، مسيرة الحزب التقدمي الاشتراكي، من المعلم الشهيد، الى البيك الوليد وغداً مع تيمور الغد اكيد، مع جيل تقدمي جديد.
واخيراً وبالاذن من الوزير ابو فاعور نقول:” نحن شعبٌ، نحن فكرٌ، نحن حزبٌ، نحن زندٌ، نحن اصبع… فليسمع كل من يريد ان يسمع”… وليصمت كل من لا يريد ان يسمع…