الحوار لا تنفعه الأفكار المهم النتائج

جليل الهاشم

قد تجبر الأحداث والتطورات المحلية والمحيطة القوى الأساسية خصوصًا تلك المنخرطة في هذه الأحداث على الدخول في تسويات. فتداعيات الحرب في سوريا باتت أكثر إرهاقًا للجميع، للذين يقاتلون في سوريا وللذين يضطرون لاستقبال سيل اللاجئين منها. والتدابير المالية والمصرفية الأميركية التي تستهدف حسابات من تعتبرهم واشنطن مرتبطين بحزب الله وأنصاره لا تهدد هؤلاء فقط بل يمكن أن تطال مجمل النظام المالي والمصرفي اللبناني في وقت لا يحتاج فيه لبنان الى المزيد من المصائب حيث يعاني إقتصاده من شلل مميت في وقت تتراجع فيه الإستثمارات ويعاني قطاع السياحة من شلل قاتل ويعيش اللبنانيون العاملون في الخارج وخصوصًا في دول الخليج العربي انعكاسات الصراع تهديدًا يوميًا لهم في رزقهم يزيده حدة الصعوبات المالية في تلك الدول بسبب انخفاض سعر البترول والأنفاق العسكري المتزايد.

البرلمان اللبناني

كل هذه التفاصيل قد تجبر القوى المعنية بها على السعي الى تسويات وربما يكون الرئيس نبيه بري بوصفه رئيسًا لمجلس النواب ومديرًا لجلسات الحوار الثنائي والوطني، أكثر من اكتشف وتوقع الإحتمالات ومن هنا دخوله الصريح في خطة لحلحلة الأمور تنطلق من العناوين الأساسية التي طرحها أمام المتحاورين منذ البداية، لكنه الآن وخصوصًا في الجلسة الأخيرة لحوار عين التينة يجدد لها ويبلورها ضمن مشاريع محددة.

يطرح بري إجراء انتخابات نيابية كبند أول أي تمديد إضافي لولاية المجلس النيابي الممددة أصلًا  ويسعى الى إنجاز قانون للإنتخاب إلا انه يحذر من أن الإنتخابات ستجري بمقتضى القانون القائم إذا لم يتم الإتفاق على قانون جديد.

بعبدا

ويطرح بري أيضًا التزام الكتل النيابية المسبق بانتخاب رئيس جديد للبلاد فور اكتمال عقد المجلس المنتخب وإذا لم يتم الإتفاق على ذلك يخرج من جعبته اقتراحًا لدورة جديدة تنعقد في لبنان ضمن مهلة محددة لا تنتهي إلا بإقرار سلة كاملة تتضمن الرئاسة والحكومة وقانون الإنتخاب.

لا شك انها محاولة جريئة للخروج من الإنسداد القائم نجاحها يتوقف على اقتناع القوى التي منعت انتخاب رئيس للجمهورية على مدى عامين بأن سياستها فشلت وينبغي تغييرها.

هذه كانت المشكلة قبل عامين وهي كذلك اليوم.