قبل النكبة!

عبدالله ملاعب

أنباء الشباب

قبل النكبة، أدرك المثقفون الخطر الصهيوني الذي يحدق بالعرب، فجاء كتاب “يقظة الأمة العربيّة” سنة ١٩٠٥ لكي نستدرك المخطط الهادف لإقامة دولة يهوديّة على أرضٍ عربيّة.

لم تكن تلك التّوعية نابعة من إلهام أو من إمتيازات خُلقيّة خارقة. فإن عدنا للتاريخ نرى أنّه وفي عام ١٧٩٩ خلال الحملة الفرنسيّة على العالم العربي، نشر نابليون بونابرت آنذاك بياناً يدعو فيه إلى إنشاء وطن لليهود في فلسطين تحت حماية فرنسيّة بهدف تعزيز الوجود الفرنسي في منطقتنا.

لم ينجح مخطط نابليون وقتذاك، لكنّه أبداً لم يمت لأنّ بريطانيا ومنذ أواخر القرن التّاسع عشر، تعهدت إحياء هذا المخطط الذي جعلت منه قضية اليهود وحقهم الواجب صونه.

NAPOLEON16-7-15 (1)

حتى الأمم المتحدة كان لها حصة الأسد في التّخاذل على العرب. فبعد فشل الثّورة العربيّة في الإستعمار الإستطاني الصهيوني البريطانيّة والإستعمار الإستطاني الصهيوني، دخلت الأمم المتحدة من الباب العريض مع خطتها الهادفة لتقسيم فلسطين إلى دولتين، فأعطت اليهود شرعيّة بناء دولة على أرض ليست لهم أبداً.

أما في الرابع عشر من أيّار عام ١٩٤٨ وبعد إنسحاب القوات البريطانيّة رسمياً من فلسطين، أُعلن في ذلك اليوم الأسود قيام دولة إسرائيل رسميّاً. فأتى الإعتراف التلقائي بها من الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة. منذ ذلك التاريخ أي منذ ٦٨ عاماً أصبح الفلسطينيون بلا دولة.

quds1-655x330

لكنّ الدول العربيّة أبت إلا ومشاركة فلسطين جرحها، فأين مسيحيي العراق اليوم؟ أين الإيزيديين؟ أين سوريا والسّوريين اليوم؟ فأنا لا أرى إلا نظام أسوء من تنظيم وتنظيم هجّر المسلمين قبل غيرهم! أما لبنان واللبنانيين..أتعلم؟! فلنبقى بمشهد التّناحر على مقاعد المجلس البلدي في هذا العرس الدّيمقراطي وعلينا ألف سلامٍ وسلام !