فوق الـ 50 على مقاعد الدراسة مجدداً: الجامعة الأميركية تطلق “جامعة الكبار”!

بما أن تعليم كبار السن واكمال دراستهم يُعتبر جزءاً مهماً واساسياً في الرسالة التربوية والإجتماعية، وهو مجال متميز عن غيره من أنواع التعليم من عدة نواحي أولها من حيث اسلوب التعليم وكيفية التعامل معهم، لذلك قامت الجامعة الأميركية في بيروت بخطوة هامة ومميزة كانت السبّاقة فيها في لبنان والعالم العربي ككل، وهي انشاء برنامج “جامعة الكبار” لتتُيح الفرصة لمن فاته اكمال دراسته الجامعية بتحقيق حلمه، فيكون إكمال تعليمهم مكملاً لخبرتهم الواسعة في الحياة، ولإبعاد الفئة العمرية الكبيرة عن العزلة.

كيف تبلورت فكرة هذا البرنامج؟ وهل سعت بذلك إلى توفير فرص تعليمية وثقافية لمختلف الأجيال؟ كيف وجد المنتسبون للبرنامج هده التجربة؟ وكيف يرى طلاب الجامعة الأميركية هذا البرنامج؟ وما هي البرامج والمواد الدراسية التي يتم تدريسها؟ أسئلة كثيرة  ناولتها جريدة “الأنباء” مع مديرة برنامج “جامعة الكبار” في الجامعة الأميركية في بيروت ومع مؤسسة البرنامج د.عبلة سباعي وعدد من المنتسبين لهذا المشروع.

في البدء، حدثتنا  منسقة “جامعة الكبار” الأستاذة مايا أبي شاهين قائلة: “البرنامج حين تم اطلاقه سنة 2010 بدأ على أساس تجريبي لأن الفكرة كانت جديدة، وبالتالي في أول سنتين كانتا كفترة تجريبية للبرنامج، ولكن حين لاحظ مؤسسو البرنامج وهما الدكتورة عبلة سباعي ود.سينتيا منتي أن الفكرة نالت الكثير من استحسان الأشخاص الذين عرفوا بها وجربوها، تم تكليفي من قبلهما كمديرة ومنسقة لها البرنامج، ومن هذا المكان اشتغلنا معاً على تطويره بحيث أصبحنا نقدم دروس ومحاضرات أكثر، وأصبحنا قادرين على استقطاب المزيد من الطلبات وتلبية عدد أكبر من المنتسبين”.

ورداً على سؤال حول كيفية الاعلان والتسويق لهذا البرنامج ليكون على علم به أكبر عدد ممكن من الأشخاص من مختلف المناطق اللبنانية، أجابت: “حتى تمكنا من استقطاب منتسبين اكثر للبرنامج، عملنا داخل وخارج الجامعة الأميركية، ونحن داخل الجامعة الأميركية نعلن عن بدأ أي فصل دراسي لجامعة الكبار أو أي نشاط سنقوم به عن طريق الموقع الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي التابع للجامعة الأميركية وليس فقط التابع لجامعة الكبار، وأيضاً تعاونا مع مكتب الخريجين بالجامعة لكي نُعلن عن هذا البرنامج للخريجين القدامى، ومع قسم مكتب الموارد البشرية في الجامعة الدي بدوره يقوم بأرسال رسائل الكترونية للموظفين في الجامعة وفي المستشفى عن بدء دروس البرنامج حتى يكونوا على علم بدلك، وقمنا أيضاً بنشاط مع تلاميد الجامعة كحملة توعية حول برنامج “جامعة الكبار”.

وتابعت أبي شاهين: “في هذا البرنامج نقوم بنشاطات مختلفة ومتنوعة، ندعو فيها اشخاص غير المشتركين والمنتسبين بالبرنامج  بحيث يمكن أن يرافقهم أشخاص من خارج البرنامج حتى يطّلعوا عليه”.

MayaAbiChahine

أضافت: “أننا حين نضع برنامج الفصل نرسله إلى وسائل الإعلام وهم يُعلنون عن برنامجنا، أضف على ذلك من سنة 2012 لليوم قمنا بأكثر من 35 مقابلة حول برنامجنا، في الصحف والراديو والتلفزيونات في لبنان والمنطقة العربية مع مؤسسي البرنامج والاعضاء المنتسبين له، اضافة الى أن الشخص الذي انتسب للبرنامج ورأى مدى اهميته واستفادته منه بالمعرفة والصداقات والأجواء المفرحة يخبرون معارفهم عنه وهكذا تتم معرفة فكرة البرنامج من شخص إلى شخص آخر”.

وحول عدد المنتسبين الحالي للبرنامج لفتت أبي شاهين إلى أنه “حين بدأ البرنامج في ربيع 2010 كان يوجد 50 منتسباً فقط والآن ربيع 2016 لدينا هذا الفصل 265 منتسب أعمارهم تتراوح بين الخمسين والتسعين سنة يأتون من كافة المناطق اللبنانية”. وأضافت: “بدأنا بمنتسبين يأتون من محيط الجامعة الأميركية أي من بيروت الكبرى، أما الآن يأتي منتسبون من كل المناطق اللبنانية، ومن مختلف الطبقات الإجتماعية، ومن كافة المستويات التعليمية”.

وأشارت الى أن “هذا البرنامج ليس لتوّخي الربح هو برنامج لخدمة الشريحة العمرية من عمر الخمسين وما فوق وبالتالي كلفة الإنتساب للبرنامج هي فقط 150 دولاراً للفصل كله أي ثلاثة شهور، وهذا الإنتساب يخوّلهم حضور كل المحاضرات وكل الصفوف وكل النشاطات، ونُعطي ثلث البرنامج باللغة العربية والثلثين بالانكليزية”.

 وفي ردٍ حول ما اذا كان للبرنامج داعمين وممولين قالت : “بما أن المردود لبدل الإنتساب زهيد لا يكفي لتغطية تكاليفنا وبالتالي نحن نقوم أحيانا بنشاطات لجمع الاموال لهذا البرنامج، إلا انه يوجد بعض الأشخاص المؤمنين بهدف البرنامج وبرسالته لذلك يقدمون لنا مساعدات مادية، ونحن نشكرهم على دعمهم”.

وحول ما اذا كان هناك صعوبات تواجههم في هذا البرنامج، أجابت أبي شاهين: “لا يوجد عندنا تحديات كبيرة وإنما الصعوبة الوحيدة التي نواجهها هي مادية لأننا لا نريد ان نزيد بدل الإنتساب، لا نريد أن تنتسب طبقة واحدة معينة لهذا البرنامج، نريده أن يكون للجميع، لا نريد أن نزيد كلفة الإنتساب ولكن في نفس الوقت نقوم بجهود عدة حتى نتمكن تغطية تكاليف البرنامج”.

UniversityforSeniors (3)-resize

ولفتت إلى أن “برامج كل فصل تتغير عن الفصل الاخر، بمعني أنه لا يتم تكرار الدروس والمحاضرات بكل الفصول بل تتغير، وذلك لانه يتسجل اعضاء جدد في كل فصل، وهذه مفارقة بين برنامجنا والجامعة عادة، ففي الجامعة عادة الدروس تبقى ذاتها والتلاميد يتغيرون من فصل لفصل ومن سنة لسنة، وكل فصل عندنا تقريبا خمسين محاضر يقدمون 89 حصة بالفصل، وهؤلاء المحاضرون كلهم متطوعين ونحن لأجل ذلك قادرون أن نُبقي بدل الإنتساب غير مكلف”.

وعن هدف البرنامج قالت: “البرنامج يرتكز الى هدفين: هدف تربوي وهدف إجتماعي. ومن هنا نعطي دروساً ومحاضرات ونشاطات ثقافية واجتماعية، لان البرنامج هدفه جعل الكبار بالسن ينشطون فكرياً وجسدياً وإجتماعياً، لاننا لا نسعى فقط إلى تشغيل عقولهم، بل ايضا من المهم أن يبنوا روابط اجتماعية ويكوِّنوا صداقات جديدة ويتحاوروا مع الآخرين، فلقد اثبتت الدراسات انه كلما بقي الشخص ناشطاً  فكرياً واجتماعياً كلما تقدم بالسن بطريقة صحيّة أكثر وتجنب الكثير من الأمراض الجسدية والنفسية، وأشير إلى أن الجو العام بيننا وبين المنتسبين جو فرح وأصبحنا كأسرة واحدة نتعامل بمحبة وبهجة”.

أضافت: “البرنامج هو تعلم لمتعة التعلم بدون عبء الفحص والعلامة والنجاح، لا يوجد إمتحانات ولا علامات ولا فروض بالبيت ولا شهادات”.

تابعت: “البرنامج مبني على ثلاثة أسس:

أولاً: التعلم من الأقران، أي الأشخاص يتعلمون من بعضهم أي أن شخص ما عنده خبرة ما بموضوع يعطي محاضرة فيه أو عنده شغف بموضوع ما يقدم درساً تطوعياً فيه، واستاذ عنده اختصاص ما يرغب أن يشارك هده الفئة العمرية خبرته فيقدم محاضرة، والاساتذة ليسوا فقط من اساتذة الجامعة الاميركية بل من خارجها أيضاً، وقد يأتي فنان ويعطي محاضرة عن الفن أو عن المسرح، واحدهم يقدم محاضرة عن فن التصوير، أو عن السياسة أو علم النفس مثلا طبيب عنده شغف السفر ويسافر كثيراً القى محاضرة عن السفر وغيرها الكثير من المواضيع.

ثانيا: بناء الجماعة

ثالثاً: تواصل الأجيال، فنحن نعمل قدر استطاعتنا بأن يتم القيام بنشاطات مختلفة مع تلاميذ الجامعة الأميركية، التلاميد الصغار بالسن، مثلا يقدمون دروساً في صفوف “جامعة الكبار”، وايضاً قمنا برحلة مشتركة بينهم إلى الأندلس، أضافة إلى رحلات داخل لبنان لمختلف المناطق كانت مشتركة بين تلاميذ الجامعة الأميركية وجامعة الكبار”.

من جهتها، الدكتورة عبلة محيو سباعي من مؤسسي البرنامج، شرحت لـ“الأنباء” كيف أنطلقت فكرة برنامج “جامعة الكبار” فقالت:  “جامعة الكبار اطلقتها انا ود. سينيتا سنة الفين وثمانية، لقد اطلقناها كفكرة، فانا كباحثة في الجامعة في كلية الصحة العامة، اهتماماتي هم كبار السن، كل شيء يتعلق بكبار السن والشيخوخة في لبنان، وكما نعرف بأن الدولة تقدم القليل للشعب وتقدم الأقل لكبار السن، ولما كانت توجهاتي واهتماماتي الكبيرة هذه الفئة العمرية ومن خلال دراسات قامت بها د.سينتيا، من خلال مشروع التطلع للجار أي لجيران الجامعة، عملنا دراسة وكانت النتيجة أن عدد كبار السن الذين يعيشون لوحدهم عدد كبير نسبة لهذه الفئة الموجودة في الدول العربية ، والسبب يعود إلى أن معظم الفئات العمرية الأصغر سناً تسافر للعمل في الخارج فيبقى الأهل والأجداد والكبار بالسن لوحدهم”.

وأضافت: “شعرنا أن هده الفئة عندها طاقة كبيرة للعطاء وهم بدورهم يشعرون بأنهم مهمشون في المجتمع، وأن الدولة لا تلتفت نحوهم والعائلة تشتت نوعاً ما إما بسبب الحرب أو بسبب الأوضاع الاقتصادية التي تُجبر الشباب للعمل في الخارج. من هنا أتت فكرة تأسيس هدا البرنامج، برنامج يُغذي العقل ويغذي الروح وأيضا يغذي العلاقات الاجتماعية لهذه الفئة العمرية، من هنا انطلقنا بفكرة “جامعة الكبار ” والإسم يأتي من التجمع وهو تجمع أشخاص عندهم ذات الهواجس تقريباً، والأفكار والإهتمامات ذاتها”.

UfS-5thanniversary-AblaSibai

واستطردت قائلة: “اطلقنا المشروع وعملنا دراسة جدوى، تحدثنا فيها مع اشخاص من كبار السن من حولنا وسألناهم عن امكانية نجاح الفكرة والمواد التي  يجب تدريسها، أيضاً تحدثنا مع خريجي الجامعة الأميركية تحت خانة كبار السن عمرهم من الخمسين سنة وما فوق وسألناهم أيضاً عن هذا الموضوع، وزرنا جامعات في أوروبا وأميركا تعطي نفس البرنامج تقريبا، وارتأينا أن هذا البرنامج من الممكن جداً أن ينجح”.

وقالت: “بدأنا البرنامج سنة 2010 وقد بدأنا على صعيد  صغير جدا، 3 أو 4 دروس مع عشرين أو ثلاثين منتسب للبرنامج، وبعدها أرتأينا أن التعاطي مع هذا المشروع أكبر مما نحن تصورنا فقد كبُر على نحو لم نعد نستطع أن نتابعه كشخصين فقط بأن ندرس في الجامعة الأميركية وفي جامعة الكبار، لذا كلّفنا الانسة مايا أبي شاهين لتدير البرنامج كمنسقة للمشروع”.

ورداً على سؤال ما اذا هناك من مشاريع وافكار جديدة ستُضاف للبرنامج، لفتت الدكتورة سباعي إلى أن “هناك أفكار لتطبيق المشروع في كافة المناطق اللبنانية، أو خارج لبنان في دول عربية أخرى، لانه يأتينا طلبات من دول مجاورة لكي نساعدهم بان يخلقوا مثل هذا البرنامج عندهم ، ولكن الآن لا توجد الامكانيات لتطبيق هذه الأفكار في الوقت الحاضر”.

من ناحيتها، عبّرت المنتسبة للبرنامج السيدة مرام قبيسي عن تجربتها قائلة: “حين دخلت لـ”جامعة الكبار” تغيرت حياتي كلها كنت قبل ذلك مشغولة بأولادي لكن حين انطلقوا بحياتهم واستقلوا، اصبحت بمفردي وكان البرنامج المنقض للوقت الفراغ والوحدة، وبوجودي فيه أشعر أنني أُنجز شيء خاص بي.

وأضافت: “هذه السنة الخامسة لي في البرنامج وهذا البرنامج يتضمن دروساً ومحاضرات بمختلف المسائل من أدب وفن وتاريخ وجغرافيا وسياسة وغيرها الكثير، عدا عن الجو الممتع مع باقي المنتسبين ومع الأساتذة ومديري البرنامج من الألفة والمحبة والغبطة، كوَّنا صداقات متينة، وبدلاً من ان أعود للمنزل لأتناول الغداء وحدي الان اجلس بالكفيتيريا للغداء في جوعائلي لأن كل الطلاب كأحفادي أفرح بوجودهم ونجد منهم الإهتمام لنا وينظرون لنا كما لو اننا أهلهم”.

وقالت: “في البدء، تعاطى أولادي مع الأمر باستهزاء ولكن بعد ذلك حين لمسوا هذا التبدل في حياتي والسعادة التي أشعر بها أصبحوا  يشجعون الناس الآخرين للانخراط في “جامعة الكبار”.

وتابعت قبيسي محدثة: “انه حقاً انقلاب كبير جداً في حياتي، وكما انني كنت أعاني من بعض الأمراض، لكن بانخراطي في هذا البرنامج التعليمي تحسنت نفسيتي والعوارض الصحية التي كنت أُعاني منها قد شفيت منها، على سبيل المثال أصابني جلطة في عيني وأهم اطباء العيون قالوا ما من مجال للشفاء، لكن دخولي وانضمامي لصفوف “جامعة الكبار” بسبب تأثير الجو والمناخ العام المريح والمميز المتواجدة بين الجميع كل ذلك جعلني أمتثل للشفاء، كما إنني أُشجع الضمان الإجتماعي والتأمين الصحي عامة بأن يقوموا بدعم وتشجيع ومساعدة هذا البرنامج لانه يخفف عليهم الفاتورة العلاجية، لست لوحدي بل اغلب الموجودين هنا مثلا الذي يعاني من أمراض نفسية وجسدية معينة أصبحوا الآن افضل بكثير”.

aub.beirut.lebanon.03

وبدوره السيد وليد سلهب المنتسب للبرنامج قال: “انا موجود منذ سنتين تقريبا في “جامعة الكبار”، وحين بدأت كنت لا زلت أعمل في وظيفتي فلا استطيع حضور صفوف قبل الظهر، أما الآن انا متقاعد وعندي الكثير من وقت الفراغ  فأحضر كل الصفوف سواء قبل وبعد الظهر. لا شك انها فكرة مميزة وهامة تساعد بأن يبقى الشخص في أجواء العلم بتشغيل فكره بأمور يستفيد منها، وتكوين العلاقات الأجتماعية والتواصل مع الآخرين ويُوسع أُفق المعرفة من خلال المحاضرات التي تتناول مواضيع مختلفة ومتنوعة، في حال عدم توفر وقت للقراءة والمطالعة”.

أما السيدة نجوى دمج كان لها رأيها حول هده التجربة قائلة: “السنة الماضية انتسبت للبرنامج وهذا الفصل الثاني لي، إنها تجربة رائعة ومميزة لانها تُحاكي عقولنا، فنحن مجموعة من الاشخاص في عمر معين، البعض منا لا يزال يعمل والآخر تقاعد ولكن لا زالوا قادرين على العطاء، فجاء هذا البرنامج “جامعة الكبار” ومدهم بالزخم الفكري والمعنوي الذي يحتاجونه”.

وتابعت: “انا خريجة الجامعة الأميركية واولادي يدرسون الآن في هذه الجامعة، وقد توقفت عن العمل فجأة وكان العمل وعائلتي يأخذان حيزاً كبيراً من حياتي، ولكن بعد تركي للعمل صار عندي وقت فراغ ومن الضروري أن أملأه بشكل يرضيني، فكانت فكرة الإنتساب لجامعة الكبار، بحيث اكتسبت صداقات جديدة وشعرت بأنني أستطيع أن أكون عضواً فاعلاً في المجتمع”.

وأضافت: “البرنامج كله مبني على العطاء، الأشخاص  يقدمون المحاضرات بشكل منظم ومدروس من دون أي مقابل، هذا البرنامج لا يوجد مثيل له في المنطقة العربية، أنه يُحاكي عقل الشخص بسن التقاعد، ففي بلادنا الشخص حين يصبح في سن معين يلتزم البيت وتتولى العائلة العناية به وتنعدم فرص مشاركته في المجتمع، بينما هنا في “جامعة الكبار” اتت لتقدم طريقة رائعة لإستقبال سن التقاعد لنا”.

ختاماً، لا شك أن التجربة مميزة وتنفذ في جامعة مميزة!

————————–

(*) عبير ريدان- “الأنباء”