بمناسبة الأول من أيار وعدٌ وانتظار

بقلم: د. يحيي خميس

أيارُ شهرٌ أنتَ المجدُ و الكِِِبرُ

لكَ الغناءُ ، فيكَ العزُّ والخَفَرُ
تلاقى في أولكَ التاريخُ مجتمعاً
كأنَّ الشهرَ غَدا باليومِ يفتخرُ
فعيدُ عمّالٍ بالطغيانِ قد أشعلوا
ناراً ، ودربَ النورِ قد عبروا
وغرزوا في لحمِ القيودِ أنيابَهم
وحطّموا نعشَ الظلامِ وقبروا
ورفعوا صرخةَ الأحرارِ عاليةً:
للظلم إرحلْ، بالعدلِ قد بشَّروا

فبانَ في وهجِ الضياءِ معلمٌ
في نفسه توقٌ لشرقٍ يُحَرَّرُ
أنارَ في قلبِ هذا الكون شعلةً
فكان حزبٌ وشعبٌ ودربٌ وفِكَرُ
فثورةٌ في دُنَا الإنسانِ رائدُها
أرادهَا ذخراً لزمنٍ يحتضرُ
تعدّى به حدودَ الحرف والكلمة
كأنَّ اليمَّ، فيه، عن شطِّه يُبْحرُ
وللسياسةِ قد سوّى مسالكَها
مشاربُ القومِ أخلاقٌ لها دررُ
وأدبُ الحياةِ للحياةِ زِينَتُها
نشيدُ فرحٍ كعطرِ الوردِ ينتشرُ
وصرخة من أجلِ لبنانَ أطلقها
نكونُ أو لا؟ ذا السؤالُ والخبرُ
وتاريخُ حزبٍ مُشرقٍ كإسمِهِ
أعوام عمرٍ من النضالِ يَختصرُ

وعاد أيّارُ الى آذارَ منتفضاً
فإذا الرماحُ على الدماءِ تنكسرُ
وإذا الرفاقُ على القلوبِ قابضة
وإذا الكمالُ بتاجِ الحقِ يعتمرُ
وإذا الوليدُ دموع العينِ حابسها
كيما الرجالُ تبقى،بالعقل تأتمرُ
وإذا الزمانُ إلى الشهورِ يسألُها
أمات حقّاً ؟ أحقّاً غُيّبَ القمرُ ؟
فقالَ كانونُ : كلّا ! لم يمتْ ابداً
بل هو باقٍ، فينا سوف ينتصرُ
نسعى اليه، ننمو في جراحاته
نرنو الى العلا فاسمَعْنا يا قدرُ
نهواه عشقاً كأن القلبَ ساكنُه
كأنَّه الوعدُ ونحن الوعدَ ننتظرُ
ففي الخريفِ هو الرياحُ عاصفة
وفي الشتاءِ هو الثلوجُ والمطرُ
وفي الربيعِ هو الزهورُ باسمة
وفي أيامِ الصيفِ إنَّه السَمَرُ