جنبلاط من مهرجان التقدمي في بيروت يدعو لأوسع حركة تغيير داخل الحزب

وطى المصيطبة- “الأنباء”

أقامت وكالة الداخلية في الحزب التقدمي الاشتراكي احتفالا بمناسبة عيد العمال والذكرى 67 لتأسيس الحزب، في ساحة الشهداء في وطى المصيطبة في بيروت، في حضور رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، ممثل الرئيس سعد الحريري عدنان الفاكهاني، النائب غازي العريضي، أمين السر العام في الحزب ظافر ناصر، مفوض الاعلام رامي الريس، رئيس النقابات العمالية ياسر نعمة، وعدد من الفاعليات النقابية والحزبية والسياسية.

قدم المهرجان أمين سر وكالة داخلية بيروت أركان بو مجاهد، ثم ألقى وكيل داخلية بيروت باسل العود كلمة، قال فيها: “ليس الإحتفال بذكرى تأسيس الحزب التقدمي الإشتراكي مناسبة عابرة في حياتنا النضالية، لأن تأسيسه قبل تسعة وستين سنة، لم يكن بحد ذاته حدثاً عابراً في تاريخ لبنان السياسي، فهو كان ولا يزال مصنعاً للأحداث الكبيرة يلعب دوراً مقرراً في تطور المسار السياسي والإجتماعي، وصناعة القرار”.

أضاف: “بيروت بالنسبة للحزب التقدمي الإشتراكي لم تكن مجرد شوارع وأبينة، والانتماء إليها مجرد كلمة مسجلة في دوائر النفوس أو على تذكرة الهوية”.

وأشار إلى أنه “منذ إنطلاقة الحزب في بيروت في مهرجان المنارة الشهير عام 1953، وبيروت بالنسبة إليه هي بيروت الوطنية المتمسكة بوحدة لبنان وعروبته وتطوره الديمقراطي، والتي يشهد تاريخها نضالاً مستمراً من أجل كل قضايا العرب القومية من الجزائر إلى فلسطين إلى الوحدة العربية”.

3

تابع: “قاد المعلم الشهيد كمال جنبلاط الشارع الوطني في بيروت ضد حلف بغداد عام 1954، وقاد المعلم الشارع الوطني في بيروت عام 1956 لمؤازرة مصر في معارك التحرر القومي”.

أضاف: “منذ العام 1965 قاد المعلم الشارع الوطني في بيروت بدعمه لحركة الثورة الفلسطينية التي عاش لأجلها واستشهد في سبيلها. أدخل الحزب بإسمه فريد جبران نائباً عن بيروت إلى الندوة البرلمانية وأصبح قطب الدائرة الثانية. من تحالف معه نجح ومن تحالف ضده فشل. وهكذا في كافة الدورات الانتخابية”.

وقال العود: “في الزمن الصعب وبقيادة الرئيس وليد جنبلاط دافع الحزب عن عروبة بيروت وقدم فيها ومن أجلها آلاف الشهداء، ومع أبو عمار والأحزاب الوطنية إنتصرت بيروت على الإحتلال الاسرائيلي. في العام 1989 قمعت المخابرات السورية الحزب التقدمي الإشتراكي في بيروت بالقتل والسجن والتهجير”.

تابع: “في 14 شباط 2005 وقف وليد جنبلاط في قصر قريطم المفجوع، وقاد المسيرة إلى ساحة الشهداء، ولا يزال أذكر أصوات النساء وهن يدعون له بطول العمر ويرمونه بالأرز من على شرفات المنازل، فكانت ثورة الأرز. للحزب التقدمي الاشتراكي وبيروت حكاية نضال لا تنتهي”.

أضاف العود: “أما اليوم، في زمن التعطيل واللامبالات، في زمن  الفساد المستشري، على كافة الأصعدة، في مؤسسات الدولة وإداراتها، وفي شخصية بعض الموظفين. اليوم بات علينا أن نقارب العمل الحزبي في ذهنية جديدة، فلنبعد العمل الحزبي عن المصالح الخاصة والزبائينية، ونتوجه للإعتناء بالقضايا الحياتية اليومية للمواطن في بيروت. فلنتحرك بالتعاون والانفتاح وبمشاركة كافة القوى والفعاليات السياسية والاجتماعية في بيروت من أحزاب وجمعيات ومجتمع مدني ومجلس بلدية ومخاتير في كل ما يعني مصلحة بيروت وأهلها والمواطن فيها”.

تابع: “لا نريدها أبنية شاهقة، باردة لا حياة فيها، نريدها أن تحافظ على ما تبقى فيها من أحياء شعبية بأهلها وناسها وأخبارها، وبأبنيتها القديمة الصغيرة الجميلة”.

وأضاف:” لن نسكت عن إنتهاك الواجهة البحرية، وحرمان المواطن من أي منفذٍ فيها. لن نقبل بأن يبقى المسلخ مقفلاً لأن في ذلك تهجير لعودة لم تكتمل أصلاً”.

26

وتساءل: “ماذا عن أزمة السير الخانقة، وانعدام النقل العام، وعن أزمة مواقف السيارات، وإندثار المساحات العامة، وأزمة الماء والكهرباء؟”.

وقال العود: “الإنتخابات البلدية قادمة، فلتكن محطة ديمقراطية، فسحة للتعبير عن الرأي، ونأمل من المجلس البلدي العتيد أن يلامس كافة القضايا التي تعني مصلحة حديقة بيروت والمواطن فيها، بصدق وأمانة وإصرار”.

وختم العود قائلا: “نعاهدكم كقيادة حزبية في بيروت أن نكون جنباً إلى جنب معكم في كل ما يعني المواطن والمدينة. معكم في محاربة الفساد والمفسدين، معكم نحو الاصلاح والمحاسبة. تحية من القلب إلى كل الرفاق الذين بذلوا أقصى الجهود لإنجاح هذا الاحتفال، شكراً لكم وشكراً للحضور الكريم”.

جنبلاط

وألقى جنبلاط كلمة دعا فيها إلى “العودة إلى برنامج الحركة الوطنية، الذي وضعه المعلم كمال جنبلاط، متوجهاً بالتحية إلى الاحزاب الوطنية والاسلامية من حركة أمل إلى حزب الله، إلى الجماعة الإسلامية، وكل الاحزاب التي ناضلت من أجل القضية الفلسطينية، ولبنان الافضل”.

2

وشدد جنبلاط خلال إحتفال نظمته وكالة داخلية بيروت في الحزب التقدمي الإشتراكي، لمناسبة الأول من أيار، على ضرورة العودة إلى “البرنامج الذي وضعه ياسر نعمة، الذي هو بالاساس البرنامج الذي طرحه منذ أكثر من خمسين عاماً كمال جنبلاط  ناضل من أجلها واستشهد، ولا تزال هي هي، لم يتغير شيئا منذ الخمسينات والستينات إلى اليوم”.

1

وأضاف جنبلاط: “لذا ومن أجل اطلالة على المستقبل، وأتحدث هنا عن الحزب التقدمي الاشتراكي، لا بد من إطلالة جديدة، وحركة تغيير في الحزب، لقد آن الاوآن لندخل في حركة تغيير في الحزب، في القيادات الوسطية، وفي القيادات العليا، وربما في رئاسة الحزب، من أجل الاستمرار والتمسك بالبرنامج المرحلي للحركة الوطنية، وبالمطالب الاجتماعية والشعبية والمطلبية المحقة”.

2

3جنبلاط

وتابع: “لقد وبدأنا بالتغيير في الشويفات ونجحنا، وبدأنا بالتغيير في بيروت ونجحنا، وسنستمر بالتغيير في كافة القطاعات، وفي حزيران أو تموز ستعقد جمعية عمومية للحزب سندرس فيها مختلف أوجه التغيير في الحزب، وربما نصل الى تعديل دستوري، لانه لا نستطيع أن نبقى بهذه الحالة من الجمود التي أصابتنا نتيجة الضروف السياسية”.

4

وقال: “نعم عملنا وعملت معكم، كل جهد من أجل الوحدة الوطنية، وتدوير الزوايا، وسأبقى على تدوير الزوايا، لكن المطالب المطروحة اليوم، التي طرحها الحزب الاشتراكي، وطرحها ياسر نعمة هي مطالب الجميع، لا فرق بهذه المطالب لا عند حزب الله، ولا عند الجماعة الاسلامية، ولا الاشتراكي، ولا الشيوعي، ولا المستقبل، كلها مطالب شعبية محقة، وواجب ان نواجه المستقبل بهذه المطالب”.

5

وأوضح جنبلاط: “نحن هنا في بيروت، فليست بيروت ناطحات السحاب، ويجب المحافظة على أهل بيروت، ويجب أن نُبعد عن أهل بيروت شبح تهجير الفقراء من بيروت، وهذا هو مطلبي، ونتمنى على البلدية الجدية، أيّاً كانت، ونحن نلتزم بالبلدية الجديدة، وهناك مرشح من الحزب مع الاستاذ عيتاني، لكن هذا مطلبنا كي تبقى بيروت هذا التنوع، وهذا الخليط، وهذا النسيج الاجتماعي، بعيداً عن التهجير وشح التهجير”.

6

وتوجه جنبلاط بشكر الى وكالة داخلية بيروت، قائلاً شعرت بالعودة الى الأصول حيث ترعرعت، على أمل أن نستمر معكم من أجل الفلاحين والعمال”.

3

نعمة

ثم ألقى رئيس النقابات العمالية ياسر نعمة كلمة باسم الحركة النقابية، لافتا إلى وجود جو من السلبية “عند بعض النواب، فيعرقلون البلد، ويعيقون فيها كل شيء. فأحدهم وهو رئيس لجنة نيابية، عطل ويعطل ميزانية الدولة”.

وأشار إلى أن “لبنان يعاني على امتداد 10452 كيلومتر مربع من الفساد”، لافتا إلى أن “الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين، يعتبر ان القوى السياسية الحاكمة والمتعاقبة على اختلاف مواقعها، هي المسؤولة عن كل ما يتعرض له الوطن من مخاطر جدية”.

25

وقال: “إن الاتحاد وجه الدعوة للعمال وسائر فئات الشعب المغلوبة على أمرها، للنضال من أجل تعزيز عمل الهيئات الرقابية، ومن أجل دعم تحركات المرأة في نضالها وإلغاء كل أشكال التمييز ضدها في القوانين اللبنانية، ومن أجل الحق بالعمل وديمومته ومن أجل تطبيق السلم المتحرك للأجور، ومن أجل إعطاء المرأة حق إعطاء جنسيتها لاولادها”.

يُذكر أن النائب جنبلاط يرافقه النائب غازي العريضي وأمين السر العام ظافر ناصر ومفوض الاعلام رامي الريس ووكيل داخلية بيروت باسل العود كان قد زار المختار رفعت الزهيري في منزله قبل بدء الاحتفال.

7