اطلاق مشروع تعزيز سبل العيش والأمن الغذائي للمرأة الريفية

أطلقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، بالتعاون مع وزارة الزراعة في لبنان، مشروع “تعزيز سبل العيش والأمن الغذائي للمرأة الريفية من خلال تحسين ممارسات إنتاج الحليب ودعم التصنيع المنزلي للألبان والأجبان”، في فندق غولدن توليب في عاليه اليوم في 27 نيسان 2016. وقد نظم حفل اطلاق المشروع، الممول من الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي برعاية وحضور معالي وزير الزراعة الأستاذ أكرم شهيب، ومدير الوكالة الايطالية، السيد اندريا ساندري، وممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في لبنان الدكتور موريس سعادة، ومدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود وشخصيات رسمية وفعاليات ورؤساء بلديات ومخاتير من كافة المناطق.

 

في كلمته، أشار مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، إلى “إن انتاج الحليب في لبنان لا يكفى حاجة المستهلك اللبناني ويغطي فقط 25 % من الحاجة الوطنية من منتجات الحليب. ولهذا القطاع دور فاعل في الاقتصاد الوطني وذلك على مستوى الامن الغذائي وتثبيت العائلات الريفية في قراهم حيث يشكل دخلاً أساسياً لهذه العائلات إضافة الى اليد العاملة المباشرة وغير المباشرة المعنية في هذا القطاع.”

 

وسلّط ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في لبنان، الدكتور موريس سعادة، الضوء على المشاريع التي نفذتها منظمة الفاو في قطاع الأجبان والألبان في لبنان قائلاً، “بين عامي 2009 و2014، نفذت منظمة الفاو في لبنان ثلاثة مشاريع استهدفت قطاع الألبان في لبنان هدفت إلى دعم صغار المزارعين حيث تمّ استهداف 300 قرية، وأنشئت 34 جمعية للمنتجين، وطوّرت  قدرات 4000 من المستفيدين المباشرين أو غير المباشرين، و تم تدريب 80 ملقحاً (للتلقيح الإصطناعي للأبقار)، وتدريب 350 امرأة على تحسين معاملة الحليب وتصنيعه. بالاضافة الى توزيع آلاف معدات الحليب”. وختم سعادة قائلاً: “نتيجة لذلك ساهم تدخل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بتحسن كمي ونوعي كبير للحليب المنتج في معظم المناطق اللبنانية”.

 

من ناحيته شدّد مدير الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي في لبنان، السيد أندريا ساندري، على الدور الكبير الذي تلعبه المرأة في الأمن الغذائي للأسر المعيشية، والتنوع الغذائي وصحة الطفل. وصرّح السيد ساندري: “نحن حريصون على وجه الخصوص أن يشمل هذا المشروع الى جانب صغار المزارعين، على الأقل نسبة 50٪ من النساء اللواتي يرأسن الأسر العاملة في قطاع الألبان. في إيطاليا، لعبت التعاونيات النسائية دوراً مهما كنموذج للإنتاج خلال هذه الأزمة الاقتصادية الأخيرة، وأتمنى حقا أن تتضافر الجهود بين تعاونيات المزارعين الإيطالية واللبنانية في إطار هذا المشروع “.

 

يهدف هذا المشروع الى مساعدة وتحسين الأوضاع المعيشية لصغار المزراعين من الجنسين في المناطق الريفية الفقيرة وخاصة تلك التي تستضيف أعداداً كبيرة من اللاجئين السوريين. كما يغطي كافة المحافظات اللبنانية ما عدا العاصمة بيروت حيث تمّ إختيار نحو 40 قرية إستناداً لمؤشرات الفقر التي وضعتها وزارة الشؤون الإجتماعية.

يستهدف المشروع 400 مستفيداً من الفئة الأكثر حاجة ونصفهم من النساء اللواتي يعملن في التصنيع المنزلي للأجبان والألبان. وتشمل نشاطات المشروع تدريب المزراعات على تقنيات تصنيع الالبان والاجبان وأصول النظافة والتعقيم، بالاضافة الى تدريب مربي المواشي على العناية بالأبقار وانتاج الحليب بنوعية ومواصفات عالية. ويتم التركيز من خلال المشروع على تحسين الجودة والنظافة واحترام المعايير للحليب ومشتقاته وذلك لحماية المستهلك اللبناني وتحسين اسعار الحليب.

 

وفقاً لتقديرات غير رسمية فإن أكثر من 12000 عائلة يعملون ويعتاشون من تربية المواشي وإنتاج الحليب وتصنيع الألبان والأجبان. تعاني الزراعة عامة وقطاع الألبان والأجبان خاصة من مشاكل وصعوبات عدة منها إرتفاع أسعار المواد العلفية وانخفاض أسعار الواردات من الحليب المجفف والواردات غير المشروعة من منتجات الألبان. وإن صغار المزارعين والنساء العاملات في تربية الأبقار وتصنيع الألبان والأجبان على المستوى المنزلي هم الأكثر عرضة للمعاناة والقهر.

 

تتمتع إيطاليا بشراكة وثيقة مع منظمة الأغذية والزراعة، للأمم المتحدة بعد أن كان البلد المضيف للمقر المنظمة منذ عام 1951. مع تاريخ طويل من التعاون التقني مع منظمة الأغذية والزراعة، تعدّ إيطاليا من أكبر المساهمين في التبرعات لميزانية المنظمة، كما تدعم مجموعة متنوعة من الأنشطة لتحقيق الأمن الغذائي والحد من الفقر.