لهذه الأسباب إخترت الحزب التقدمي الإشتراكي! / بقلم شوقي زيدان

ولدت في بلدة رويسة البلوط قضاء بعبدا محافظة جبل لبنان وكبرت وترعرعت وتعلمت فيها ناعما ربي علي بالصحة والعافية وبموهبة شعرية ونثرية متواضعتين.

وعلى ما نعلم، فإنني اكتشفت أن هذه المنطقه بغالبيتها تتبع توجهات الحزب التقدمي الإشتراكي. فسألت نفسي لماذا تتبع هذه المنطقة هذا الحزب؟ فلم اجد جوابا مقنعا لأنني كنت ضعيف الثقافة حول هذا الموضوع. ذهبت اسأل اهلي ومن حولي، فكان ردهم ما لا يزيد عن جملةٍ واحدة وهي “هذا الحزب ناضلنا تحت رايته جميعنا فحمى ارضنا وعرضنا وكرامتنا بفضل قائد جبار”.

فلم اكتفِ بهذا الرد ولا ألومهم عليه، لأَنِّي اعلم ان ثقافتهم قد نهشتها الحروب. قررت المطالعة بدستور هذا الحزب وبغيره من احزاب لبنانية. جلت في المناطق كلها وعاشرت الأطراف كلها وعدت لأعلم عن حزبي. فأول ما حفظته عن كمال جنبلاط هو قوله “إن الحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء”، وقرأت أيضا من أقواله: “طريقنا التحدي فمن رضي به كان منا ومن لا يرضى فليدعنا وشأننا. سنصل الى ما لا تبلغه قدماه” فأصبح لدي ردة فعل سلبيه حول كلمة حزب مبدئيا وحول كلمة تحدي وإنتصار. وسألت نفسي من تتحدون وكيف ولماذا وعلى من تنتصرون؟! وذلك لأننا كنا في عهد الوصاية السورية ولم ار من حولي إلا بنادق ومدافع وعسكر.

 وسألت نفسي أكثر عن مفهوم “تسمية الحزب”، فأكملت المطالعة في كتب المعلم الشهيد كمال جنبلاط، وبعدها دخلت إلى المعهد التقدمي للتمكين وتنمية المهارات إلى أن كونت فكرة في عقلي تجيبني على تساؤلاتي التي طرحتها عندما كنت في ريعان الشباب. فقد اكتشفت أنه في لبنان انتشر مفهوم خاطئ عن تسمية الحزب لأن كتب الدين السماوية قد أصبحت مقسمة لأحزاب، وقسمت البلد إلى أجزاء.

ولاحظت الشرذمة وكثرة تأسيس الأحزاب التي بني  بعضها على أسس تحمل الكثير من الأخطاء بينما يظن أتباعها أنهم على صواب، فيما يستخفون بالأحزاب البناءة وأحقية مواقفها ويعتبرون أتباعها مخطئين، الأمر الذي وضع مفهوما خاطئا وربما سيئا عن مفهوم “الحزب”، وغير نظرة الناس لهذه الكلمة.

اما بموضوع كلمتي “التحدي والإنتصار”، فعلمت بأن التحدي أمامنا كتقدميين هو تحدي كل تفكير يميز إنسان عن إنسان وإنتصارنا هو إنتصار الإنسانية. وأن تحدينا تحدي الباطل وإنتصار الحق،  وتحدي الجهل في سبيل إنتصار العلم، وتحدي البطالة وإنتصار العمل، وتحدي الشر وإنتصار الخير.. وفهمت أن التحدي الذي يمارسه الفرد التقدمي هو مواجهة صعاب الحياة، وإنتصارنا هو انتصار الدولة العلمانية لنحمي الدين من الطائفية والإنسان من التقوقع. عندها علمت ان أعامل الناس بالتساوي دون تمييز بين دين ولون وعرق، وعلمت بأننا اتباع فكر متقدم، ولسنا اتباع عقيدة جامدة.  ولسنا أتباع شخص بل نحن أتباع الإنسان بكل فضائله وعقله المتنور. وتأكدت عندها ان إنتصارنا هو إنتصار العيش المشترك والوحدة الإنسانية، وانتصار الحق والنفس الجميلة فينا، وانتتصار المحبة والإخلاص..

وتوصلت لقناعة بأن إنتصارنا هو إنتصار الحياة التي لا بد فيها من ان يعم الفكر التقدمي في كل اقطار الكون ويبقى مشروع كمال جنبلاط الإنساني فينا وينتصر.