عندما يلتقي بوتين ونتنياهو!

جليل الهاشم 

ينبغي على الممانعة العربية والإقليمية والمقصود بها طهران ونظام الأسد ومتفرعاتهما أن يشغل بالها قليلاً من التحركات الجارية على خط موسكو هذه الأيام.

لقد إنتظر بنيامين نتنياهو لخطة إجتماع القمة الخليجية في الرياض بحضور الرئيس باراك أوباما ليزور موسكو ويلتقي الرئيس بوتين. إنه إختيار وتوقيت مثيران للأسئلة لقد إنتظر نتنياهو مجموعة من التطورات لتحديد موعد زيارته.

راقب بدقة مسار عملية التفاوض السوري في جنيف وإنتظر إنطلاق التفاوض اليمني في الكويت وتقدم سلطة الحكومة المعترف بها دولياً بليبيا وإستبق زيارته إلى موسكو بعقد إجتماع لحكومته في الجولان ليؤكد أن القرار الذي إتخذته إسرائيل في عام 1981 باعتبار الجولان المحتل جزءاً من أراضيها هو قرار حي وساري المفعول.

يحاول نتنياهو القول عبر زيارته لموسكو أنه طرف أساسي في المعادلة الجديدة في الشرق الأوسط بل وأكثر من ذلك هو يكرس التفاهمات الضمنية بينه وبين بوتين والتي تعتبر أن الأبقاء على الأسد شرط للتسوية في سوريا هو الأمر الذي يستجيب للمصلحة الإسرائيلية والإيرانية والروسية.

بوتين نتتنياهو

كانت الزيارة الأخيرة لنتنياهو إلى موسكو في أيلول الماضي بعد أيام على إنطلاق العمليات الجوية الروسية في سوريا ذهب رئيس الوزراء الإسرائيلي وبرفقته رئيس أركانه غدي إيزنكوت ورئيس الموساد أفراييم هالافي واتفق في تلك الزيارة على ثلاثة أمور أساسية:

1- إقامة خط إتصال للتنسيق العسكري مباشرة بين القيادة الروسية في سوريا والقيادة العسكرية الإسرائيلية بشخص نائب رئيس الأركان.

2- تنسيق العمليات الإسرائيلية الجوية في أجواء سوريا بما يسمح بشن غارات تراها إسرائيل ضرورية على مواقع وقوافل سلاح تعتبرها تهديد لأمنها. والمقصود هنا بشكل خاص قوافل تابعة لحزب الله تنقل سلاحاً من سوريا إلى لبنان.

3- ضمانات قدمها بوتين شخصياً للحكومة الإسرائيلية أن نظام الأسد وحلفاؤه في حزب الله وإيران وغيرهما لن يمسّوا بالوضع القائم في الجولان، وبالتالي لن يشكّلوا أي تهديد لأمن إسرائيل في تكريس للوضع القائم في هذه المنطقة منذ عام 1974.

لقاءات موسكو ستعيد التأكيد على هذه البنود فماذا سيقول “الرفاق” في محور الممانعة؟