تحولات توحي بانتخاب رئيس…

فيصل مرعي

فيما الوضع على قاب قوسين، او ادنى من الانهيار، سياسياً، واقتصادياً واجتماعياً. وفيما السلطة السياسية غير قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والاقليمية، فإنه على جميع شرائح الشعب اللبناني، درءْ مخاطر ما هو قادم، وما هو آت، لا سيما وان لبنان لم يعد يتحمل، اكثر مما احتمل، اي اكثر من طاقته، خصوصاً وان استمرار البعض في غيِّهم وظلالهم عن قصد، او عن غير قصد، قد يأخذ الجميع الى ما لا تُحمد عقباه. فما يحصل الآن على الساحة اللبنانية، من فرقة، ومن تجاذبات، ومماحكات، ومشادات سياسية، اصبحت عناوين فارغة، لا قيمة لها في الموازين السياسية الدولية، ولا معنى لها في الحياة السياسية المحلية، ولا في انعاشها، بل في تدميرها، طالما ان هنالك هوة سياسية عميقة تزداد يوماً بعد يوم خصوصاً وان هذه المناكفات تأتي في ظل وضع محلي واقليمي متشابكين. ولتدارك، ما يجري من تخبط سياسي داخلياً، وما يحيط بلبنان من فوضى واضطرابات، ولاتقاء شر رياح إقليمية عاتية، قد تهب عليه بين طرفة عين واغتماضتها، يجب الاسراع في ملْء الفراغ الرئاسي، لا سيما وان هنالك انفراجاً دولياً يوحي بسلة من الحلول الداخلية والاقليمية ترافقاً مع توافق روسي- اميركي. وقد بان ذلك بدفع المفاوضات السورية- السورية الى الامام.

فالرحلات المكوكية، متواصلة الى الدول المعنية بالنزاع الدائر على ارض سوريا، وصولاً للتهدئة، ومن ثَمَّ الى حل سياسي مستدام، وذلك رغم انهيار محادثات جنيف في مؤتمرات سابقة، برعاية الامم المتحدة. وما قد يسهل عملية المفاوضات، ارساءً لقواعد التسوية، ويسرع في البدء بها: المساعدات الانسانية، وتثبيت الهدنة، وان شابها بعض التوترات والاختراقات.

من هنا، يبدو ان كل الاجواء الاقليمية والدولية، تبشر بالتقارب بين دور القرار العربية، وبين روسيا واميركا. وما يريح اكثر فأكثر هو ان هذا التوافق جعل من الاوضاع الداخلية والاقليمية تتناسل من بعضها البعض باتجاه التعاون حلحلةً للاحداث الدائرة على التراب العربي، وبالذات الاحداث في سوريا. فإيران تمد يدها باتجاه السعودية، بعد تطويع الحوثيين لصالح حل ما، وتركيا تتبرأ من الارهاب، بل في حلِّ منه، جاهدة في الوقت نفسه الى تقريب وجهات النظر بين السعودية وإيران، ناهيك عن هذا التلاقي بين انقرة وموسكو بجهد ايراني، وغير ذلك من الاجتراحات التي يقوم بها سعاة دوليون فاعلون وما يستاءل عنه المرء، هل ان هذه التحولات، وان يصياغة ورؤيا ليست بنهائية تؤشر بانتخابات رئاسية في لبنان تنقذه من شر ويلات وكوارث اقليمية قد تطاله بمقوماته ومكوناته؟

جلسة الانتخاب 36

فالواقع ان بعض القوى السياسية تبشر بالتفاؤل، رغم ان وتيرة التوتر بلغت حدها الاقصى، في الآونة الاخيرة بين الخليج وبعض القوى التي ما ان اعلت من لهجتها مسددة سهام النقد والتهجم على السعودية بالذات، سرعان ما اخذت الاخيرة اجراءات، ان نُفذت قد تؤدي الى قطيعة في حال اشتداد النزاع وتفاقمه اكثر فأكثر، وفي وقت الفريق الشاهر خصومته للسعودية، هو المستأثر بمقاليد الدولة، لا سيما منها الانتخابات الرئاسية، مستنداً الى وثيقة التفاهم، ايصالاً لحليفه الى سدة الرئاسة، حاجباً انقعاد جلسة المجلس النيباي، مانعاً نجاح هذا الاستحقاق السياسي بامتياز!

واذا كان هذا البعض، يجاهرفي رايه، حاملاً سيف النقمة على المملكة السعودية، مصنفاً اياها كما يحلو ويطيب له، حتى وصل هذا التصنيف الى حد ان السعودية تساوي.. كنا نأمل ان لا يتفوه هذا الفريق بكلمة واحدة تسيء الى دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، سيما وان ما حققه من انجازات بعد تلقين اسرائيل درساً على ينتسى، اكبر واجل مما يقال، ويصدر من كلام!

كما نأمل لهذا الحزب، عدم اصابته بمكروه نتيجة تواجد عناصره في سوريا، مما يضطره في نهاية الامر والمطاف الى ما يشبه تسوية ما، تنقذه مما يتخبط فيه، حفظاً لماء الوجه. وقد رأينا في الآونة الاخيرة خفض منسوب خطابه، بدعوته الى التلاقي مع معظم القوى السياسية اللبنانية، تجاوزاً لما حصل، لنيصرف الى معالجة كارثة النفايات التي مر عليها شهوراً طوالا. ومما يزيد تعطيلاً في الاستحقاق الرئاسي، هذا الخلاف بين العماد عون وحلفائه، هو هذا التهديد والوعيد بالاستقالة من الحكومة، في حال عدم اعتلائه سدة الرئاسة ترافقاً مع اشمئزاز السعودية من سلوك وزيره، بخروجه من الاجماع العربي، وتغريده خارج السرب العربي.

فالانتخاب الانتخاب لا غير.

اقرأ أيضاً بقلم فيصل مرعي

المعلم كمال جنبلاط مصباح الديمقراطية المتكاملة..

خطاب القسم وحكومة استعادة الثقة

ارحموا لبنان يرحمكم التاريخ..

فلننقذ لبنان اليوم قبل الغد..

طبّقوا الطائف تنقذوا لبنان

لبنان: ديمقراطية مشوّهة وتخبط سياسي…

الاجماع والتوافق (وأي اجماع وتوافق!)

لا للصفقات ولا للاستئثار بعد اليوم

قادة بحجم الوطن أحسنوا قيادة السفينة

النزوح السوري وقانون التجنيس..

حماية لبنان من اولى اولويات الحكومة..

قانون انتخابي بلا نكهة سياسية

لبنان لا تطبيع ولا علاقات…

النأي بالنفس حاجة وضرورة..

..إذا قلنا: أخطأنا…

تسوية جديدة لا استقالة

سلسلة الرتب والرواتب..

لبنان وازمة النازحين..

قانون بلا نكهة سياسية وقيمة اصلاحية؟!

الدولة وحدها تحمي لبنان…