وائل أبو فاعور: الأول مع أو بدون تصويت!

يوسف أبو شهلا

سمعت مؤخراً، عن إحصاء أو إستفتاء تقيمه إحدى المحطات التلفزيونية، عبر تصويت المواطنين عبر الموقع الإلكتروني للمحطة لاختيار أفضل وزير في الحكومة اللبنانية …
ليتوج في نهايته الوزير الفائز على أنه أفضل وزير ، حسب رأي المحطة طبعاً.

بعيداً عن رأينا بالمحطة التي نحترم ونقدر وعن مصداقية التصويت وطريقته التي لا نشكك بها… تبادر إلى ذهني سؤال واحد، من يمكن أن يحصل على لقب كهذا: ” أفضل وزير” … كانت النتيجة الطبيعية التي حصلت عليها تبعاً لعواطفي أو مشاعري: “وائل أبو فاعور “، طبعاً فهو الوزير الرفيق، إبن المدرسة التي اليها أنتمي، وأبن الحزب الذي إخترت، وإبن المنظمة التي بها أعمل …

مؤكد إذاً أن إختياري لم يكن موضوعياً، حتماً هو هكذا … قلت لنفسي: تروَّ وأعد النظر ، وقارب الأمور بواقعية وموضوعية أكبر …
فعرضت حينها أمامي صور الوزراء في الحكومة، متأملاً في وجوههم، محاولاً إستذكار أسماء البعض منهم، عارضاً في ذهني إنجازات الحكومة العتيدة “بالجملة وبالمفرق”، وصرت أستذكر ما هو عالق في ذهني منها، إستذكرت حملة سلامة الغذاء، وإستذكرت تخفيض أسعار الدواء، وإقرار الوصفة الطبية الموحدة وإقرار قانون الرعاية الصحية الشاملة، إستذكرت الطفلة إيلّا طنوس، وعشرات الحالات الصحية… ومئات الحالات الاجتماعية! ما هذا! ايعقل كلها إنجازات لوائل أبو فاعور؟

حينها إستدركت لأعلم أن رأيي لم يكن شخصياً أو عاطفياً ، بل أن إنجازات هذا الرجل على صعيد الوطن، قد حجزت له في قلوب الناس مكانة، و في عقولهم مساحة، فصار لسان حالهم يقول :وائل وزير الإنسانية…

عذراً يا معالي الوزير، ربما لا يملك الآلاف من محبيك هاتف جوال، أو حاسوب مجهز بالإنترنت، للتصويت لك في إحصاء تلفزيوني، أنت في قلب كل فقير و محتاج، أنت في قلب كل مواطن كان يعاني الانتظار على أبواب المستشفيات، أنت في قلوب وعقول كل الشرفاء وأصحاب الضمير…

معالي الوزير الرفيق وائل أبو فاعور، كرست نفسك الأحلى ونصبت نفسك الأفضل… في همسات الناس وأحاديثهم وليس في عالم المواقع الالكترونية…

فلك الحب، ولك الاحترام ولك التقدير، يا من تترجم قول معلمنا كمال جنبلاط حين قال: أريد نخبة تستطيع أن تقول للأجيال الطالعة: “لقت قمت بواجبي”…

 

اقرأ أيضاً بقلم يوسف أبو شهلا

الى متى؟

يا لها من صدفة!

الطفل العربي إن حكى…