الرئاسة بلغة الممانعة وديمقراطية الإقصاء…

هيثم عربيد

ننظر بعين الأسى والألم على لبنان الوطن والحلم والرسالة، وهو يعاني المشكلات الجمّة في شتّى الحقول الحياتيّة والسياسيّة والإنسانيّة والإقتصاديّة، وبخاصةٍ مشكلة انتخاب رئيسٍ للبلادِ والتي تعتبر الحدّ الأدنى والأساسي لحماية الوطن وانتظام المؤسّسات، لقد أضحى الأمرُ لغةً مبرمجةً للتعطيلِ من قِبَلِ العقولِ الموهومةِ والمتردّيةِ، أي ما يعرفُ بالممانعةِ ومحورِها المتسلِّط. فلقد أتحفَنا أمينُ عامِ حزبِ الله السيد حسن نصر الله بإطلالته الأخيرة حولَ رئاسةِ الجمهوريّة ومرشّحيها، بتعريةِ الوطنِ والإنسانِ فيه من حقوقه البديهيّة بانتخابِ رئيسٍ للجمهوريّة اللبنانيّة وممارسة الحقّ الديمقراطي في هذا المضمار، وأدخلنا بنفقٍ إنحداريٍّ جديدٍ ومتجددٍ دون رئيسٍ يُحاكي الوطن بالمسؤولية، ويخفّف عن كاهل الشّعب الألمَ المتفشي في معظم أروقةِ الدّولةِ ومؤسّساتها..

nasrallah-aoun[1]

وكل ذلك تحتَ عنوانِ الإلتزامِ الأخلاقيّ والأدبيّ والسياسيّ، بتبني انتخاب حليفهم في الثامن من آذار النائب ميشال عون، ممّا جعلَ ويجعلُ الأمرَ أكثر صعوبةً، وكلّ ذلك أتى بعد تبني حزب القوات اللّبنانية ترشيحَ النائبِ ميشال عون، لمنع استفحال أزمة الرّئاسة ولإنشادِ نمطٍ يحاكي الوئامَ والتقاربَ والمصالحةِ، ومن خلال ذلك، وقفَ النزفُ المستمرُّ بتعطيل المؤسَّسات، وقبلَ كلِّ هذا، تمَّ تبني انتخابَ رئيسِ تيّار المردة النائب سليمان فرنجيه من قِبَلِ النائب سعد الحريري رئيس تيّار المستقبل وغيره من القوى التي تبنّت وساعدت وعملت لإنضاج هذا المخرج ولإنقاذ الرئاسة وبالتالي الوطن من أتون التّعطيلِ، وعلى رأسهم رئيسُ الحزب التقدّمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط وغيره، ورغم كلِّ تلك المخارجِ من قبل قوى الرابع عشر من آذار والقوى المعتدلة، لم تستطعْ تلك القوى محاكاةَ الديمقراطيّةِ المنوطةِ بالدستور وروحيّته، عبر التوجُّهِ للمجلسِ النيابيّ وانتخاب رئيسٍ للبلاد، لوقفِ الشّلل المقصود والمبرمج من قِبَلِ قوى التَّسلّط والممانعةِ الموهومةِ، مع العلم أنَّ المرشحان هما من قوى الثّامن من آذار وهذا يثبتُ مدى الحرصِ المتزايد للنائب وليد جنبلاط والنائب سعد الحريري وقوى الرابع عشر من آذار على تخطِّي أزمةِ الرئاسةِ وبالتالي إرساءِ العملِ المؤسَّساتي وحمايةِ لبنانَ من كلِّ الصراعاتِ الاقليميةِ والعربيَّةِ التي تهدِّدُ الكيانَ اللّبناني بأسرهِ…

     من هُنا نرى، أنَّ ما كرَّسه أمينُ عام حزب الله حول الانتخابات الرّئاسية عبرَ مخاطبةِ الأُطر الوجدانيّة والمبدئيّة للأطرافِ المتنافسةِ والمتنازعةِ على الرئاسة، جعلَ الأمورَ أكثر تصلّباً لتفعيل الإستمرار بالشغور في المؤسّسات وعلى رأس هذا الشغور رئاسةُ الجّمهورية، ممّا أحاطَ ملفَّ الرئاسةِ بديمقراطية حزب الله المعهودة على قاعدة أنا أو لا أحد..، والقرار لي..، وإلاّ..!! حتّى داخِلَ الخطّ السياسيّ الواحدِ، وهذا ينمُّ عن رؤيةٍ لا تعرفُ ولا تريدُ الإندماجَ مع النهج الوطنيّ والتوجُّه الديمقراطي، إلاّ بلغةِ الفرضِ والقوّة والتعطيل وضمان النتائج المسبقة في شتّى الملّفات الكبرى، ضمنَ الخطّةَ التنفيذيّةِ لخريطةِ المسار الإيرانيِّ في المنطقة للسيطرة على القرار اللّبنانيِّ بمجمله ومنع تنوّعه الذي يُغني الحياةَ السّياسيّةَ والوطنيّةَ بشكلٍ عام، والعمل لفرض دمجه مع محور الممانعة الّتي دمّرت ولم تزلْ الكثيرَ الكثيرَ من دُوَلِنا العربيَّة، تحتَ عناوينَ مقاومة الإحتلال الصهيونيّ والتكفيرِ بتنوّعه وغير ذلك من رسم الصّور الممكنة للهيمنة والتسلّط والإستكبار، مع العلم أنَّ صناعةَ التكفيرِ هو ناتجٌ من أقبية الموت الأسديّةِ، والدكتاتوريات العربيّة، والصهيونيّة ومصالحها الكبرى، وهذا الأمرُ يعرّي حزبَ الله ونهجهِ المقاومِ أمامَ الرأي العام الّلبنانيّ والعربيّ ويؤكِّدُ هيمنةَ السلاحِ وأربابهِ وارتباطاتهِ على القرارات الوطنيّة والعربيّة بشكلٍ عام، وإثباتِ منطقِ ربطِ لبنان بالمحور الإيرانيّ، وما خلفَ هذا المحورِ من أساطيلَ وقراراتٍ دوليّةٍ ترسمُ خريطة عالمنا العربيّ بلغةِ التقسيمِ وإحياءِ المقسّم منه بمنطلقاتٍ دينيّةٍ ومذهبيّةٍ، وزرعِ بذورِ التّجزئة والتفرقة المستدامةِ، لإكمال إضعاف منطق العروبة والإعتدال برمّته، وإبقاء اللَّهبِ المستعر في معظم الدّول العربيّة، وبالتالي استغلال الثروات والمقدّرات العربيّةِ وجعل لبنان والعالم العربيِّ في محور الهيمنة الروسية الإيرانيّةِ وخلفهما المصالح الأمريكيّة المرسومة بالاتفاقات المبرمة مع إيران والقيصر الروسي والتي تمنعُ خدشَ مشاعرِ ومصالحِ الكيان الصّهيوني الغاصب!!!…

بعبدا

    لِذا نرى، أنَّ رئاسةَ الجمهورية ومعها الوطنُ بمجمله، هُم في ثلاجةِ القوى الممانعةِ ومحورها المتنامي، أو بالأحرى في ثلاجةِ حزب الله دون سواه، لأنَّه العمقُ الإيراني المتمدِّدُ، حتّى لو تلاقتْ كل القوى الوطنيّة بمنطق المصالحة وتزكية أياً كان لرئاسةِ الجمهورية، لم تأتِ بثمارها إن لم تَكُن عبرَ المنطق الإيرانيّ المفروض، ومصالِحه المتكاملة مع قوى القرارِ الكبرى ضمنَ خريطةِ التّكامل الإيرانيّ الروسيّ والمباركةِ الضمنيّة الأمريكية، ممّا يجعلُ تمدّدَ النفوذِ الإيرانيّ يأخذُ مجرى المساندة من قبل محوره واتّفاقاته المُبرمة، وبالمقابل المواجهة من قبل المحور المقابل أي السعودية وكلّ من يسانِدَها عربياً ودولياً، وهذا يجدّد لغةَ الصّراع المستمرّ والمستعر والمتوسّع في عالمِنا العربيّ ومحيطه لمدةٍ طويلةٍ، وتحت منطلقاتٍ محوريّةٍ ومذهبيّةٍ وتكفيريّةٍ وغيرها، وكلّ ذلك يأتي لمصلحةِ العدّو الصّهيوني ومن خلفه من القوى الكبرى المتصارعة على الثروات والنفوذ في العمق العربي ومحيطه بشكلٍ عام!!!… وبإختصار، نستنتج بصرخةٍ كبيرةٍ السؤال الذي يطرح نفسه بشكلٍ دائمٍ:

هلْ يُعقَلْ أنْ تبقى لغةُ المقاومةِ والممانعةِ بترابُطِها الإيرانيّ ودفاعها عن نظام الدكتاتوريّة الأسديّة وما ورائها من ارتباطاتٍ ومحاورٍ، تَصُبُّ لمصلحةِ العدّو الصهيونيّ بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشر، وعلى حسابِ وقهقرةِ الشّعب العربيّ بمعظمهِ..!!! وتدّعي الممانعة!!!؟؟؟…

اقرأ أيضاً بقلم هيثم عربيد

نكتبها بالنّور كما تكتِبُنا!؟

 المرأة الإنسان!..

ثقافة السلام الحواريّ.. لا الإستسلام الفئويّ!

الزمان والمكان عانقـا الحقيقة برداء الكمال الإنساني!

متحف ومكتبة الموسيقى العربيّة، حلم الإرادة التصميم المنتصر!

أيّها الشريف! أنت الوعد الأخلاقي للنضال الإنسانيِّ!

الرفيق طارق يأبى الرحيل، وهو باق بأسرة العمر الجميل!

التهديد للوليد لم ينه حلمَهُ البتّه، بوطن السّلام والحياة

 المربي سليم ربح على عرشِ التَّربيةِ والمحبَّةِ والخلود

صرخاتُ الألمِ!!.. بدايةٌ لإدراكِ عالم معلمي الشهيد!!!…

الإنتخابات البلديَّة هي المنطلق لكسرِ حلقة الفساد والإفساد

كيف نعملُ يا كمال؟!.

نسمات محبتك الدائمة.. لم ترحل يا أمّي!.

كمال جنبلاط لم يرحل!

وداعاً نبيل السوقي .. والفكر التقدّميّ سيتوّج حلمكَ بالإنتصار!!!…

معلمي.. ثورة للإنسان والإنسانية.. والحقيقة والحريه…

سمير القنطار… شهيد الوطن المقاوم…

كمال الولادة والشهادة، رسالة فجرٍ دائمة، للحريّة والسعادة!!!…

فؤاد ذبيان.. أرزةُ عشق تربويّةٍ

الحِراك المدَني وخطى النجاح المتلاشية والمهدورة!!!..