هيلين توماس وفضح سياسة تغيير وجه المنطقة

محمود الأحمدية

“المنطقة العربية لن تعود كما كانت،وسوف تزول دول وتتغير حدود دول موجودة”

(جيمس وولسي رئيس الاستخبارات الامريكية السابق)

قبل رحيلها كتبت رئيسة نادي الصحافة الاميركي هيلين توماس مقالة خطيرة وامتنعت كبريات الصحف الامريكية عن نشرها وكانت ردة فعلها الصارخة في مؤتمر صحافي في نادي الصحافة قائلة: “اليهود يسيطرون على اعلامنا وصحافتنا ويسيطرون على البيت الابيض” وتابعت، “انا لن اغير ما لمسته طوال عمري ومؤمنة به الاسرائيليون يحتلون فلسطين، هذه ليست بلادهم، قولوا لهم ارجعوا لبلادكم واتركوا فلسطين لاهلها”هذه الصحافية الحديدية رافقت وعاصرت اهم الرؤساء الاميركيين وكانت مع نيكسون في اول رحلة له للصين عام 1971 ورفضت مرافقة جورج بوش الابن عندما قال انه يحارب في العراق من اجل الله والصليب وقالت بكل جرأة ووضوح: “انها حرب الشيطان وليست حرب الله”

هيلين توماس فضحت الامور على حقيقتها الفجة وارغمت وكشفت من خلال موقعها ومرافقتها للرؤساء الاميركيين كل مستور وكل مؤامرة… والذي يتابع الاحداث يلاحظ من خلال تفجير الطائرة الروسية الى تفجيرات الضاحية الى احتلال ماية الف كيلو متر مربع من ارض العراق خلال اسبوعين تحت انظار الاقمار الصطناعية وقتالها المشكوك به في سوريا حيث شكلت سكينا حقيقيا في ظهر الثورة السورية، وكل الاحداث التي نراها من خلال تحرك داعش اي مراقب عاقل وعادل وموضوعي يلاحظ ان ثورات الربيع العربي التي اسبشرنا بها سقطت في جميع الاراضي العربية واحتضان الولايات المتحدة الامريكية للاخوان في مصر ومراقبتها عن بعد وعن قرب لتحرك داعش يجعلنا على يقين بان الهدف الاساسي هو سياسة الارض المحروقة ويشاركها في هذا التصور تمسك بعض الانظمة العربية بالكرسي ولو على جثث مئات الالوف من شعوبها.

اسطورة-الصحافة-الأميركية-هيلين-توماس

هو مطبخ اميركي بمشاركة استخبارات العدو وبقية دول الغرب اقولها بضمير مرتاح ليست بعيدة عن هذه الحركة التي تريد تغيير حدود وازالة دول ووضع المنطقة العربية كلها من آخر دولة المغرب على المحيط الاطلسي الى اخر دولة في الخليج….هو مقص اميركي ويد اسرائيلية تشرح الخريطة وبسط كل تفاصيل الخطة لن ينجح الا عندما تتحقق خطة افناء حقيقية…. اي عاقل ينظر الى ليبيا والفوضى المرعبة فيها يترحم على القذافي بالرغم من كل مصائبه… اي عاقل ينظر الى العراق وقد تدمر فيه كل شيء وابتعد عن دورة العروبي الذي يخيف اسرائيل، يترحم على صدام حسين، وغني عن القول انه وبجردة بسيطة نلاحظ بدءا من الصومال الى السودان الى ليبيا الى البحرين حيث حرب الطوائف، والاردن حيث تضغط الجغرافيا على التاريخ، الى اليمن المستنقع الذي اغرق جمال عبد الناصر في عز قوته، الى مصر، والخطر الذي يهدد السعودية والخليج، وسوريا حيث الانسان اصبح ظل انسان والقهر يدمر كل شيء وخلال ما ذكرنا نلاحظ وبكل وضوح الكذبة الغربية القائلة: انهم يحاربون الارهاب على نطاق كل العالم العربي وهم في الحقيقة يصنعون هذا الارهاب ويغذونه ويراقبونه ويوجهونه، والاعلام يسوق كل اكاذيبهم لسبب بسيط ان الذي يمتلك هذا الاعلام المسموم هو اسرائيل هذا ما قالته هيلين توماس وتلقفه المخرج الاميركي مايكل مور من خلال فيلم (فهرنهايت 9/11) وفضح فيه كل كل هذه الحقائق.

داعش هذا البعبع المرهوب والذي مارس ارهاب على اوسع نطاق من خلال حوادث باريس الى فظائع ليبيا الى عريش مصر والعراق وليبيا وسوريا من المستحيل ان تقوم لها قائمة بدون مطبخ استخبارات يدرس الامور ويوجهها حتى الرمق الاخير.. داعش ليست سوى كذبة كبرى… ويكفي للدلالة السؤال التالي: لماذا لم توجه داعش رصاصة واحدة نحوالعدو الاسرائيلي؟؟

الصورة سوداوية وبصيص الامل الوحيد هو ان يستفيق العرب قبل ان نخسر الارض والكرامة والتاريخ وقبل ان نصل الى وقت يقال لنا فيه وعلى حدود الدول: ممنوع عليكم دخولها لانكم عرب.

اقرأ أيضاً بقلم محمود الأحمدية

القلم الحر والانتصار في زمن القهر

عصام أبو زكي… الرجل الأسطورة… بطل من بلادي

انسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ ونتائجه الكارثية

في الذكرى 43 معلومات جديدة مذهلة عن عالمية فريد الأطرش

كمال جنبلاط البيئي: سابق لعصره

من كمال جنبلاط إلى الربيع الصامت إلى فرنسا

مَنْ أَحقّ من فريد الأطرش بنيل جائزة نوبل للفنون

كمال جنبلاط البيئي سابق لعصره

كيف لوطن أن يشمخ وفيه كل هذا العهر في مسلسلاته

حرش بيروت تحت رحمة اليباس… والتاريخ لن يرحم

مواسم التفاح بين الحاضر والماضي… قصة عزّ وقهر!

مصنع الإسمنت في عين داره ونتائجه الكارثية على البيئة والإنسان

كمال جنبلاط البيئي  وثقافة المواطن الحر والشعب السعيد

أولمبياد الريو والحضارة وعرب ما قبل التاريخ

مصنع الإسمنت في عين دارة: جريمة بيئية موصوفة

هل أحسنت؟ هل أخطأت؟ لا أعرف!!

حكايتي مع كرة القدم وفريق ليستر الانكليزي الذي هز اعتى الامبراطوريات

شكراً مسيو هولاند… أعطيتنا درساً في الحضارة والأخلاق!

غسان سلامة و”اليونسكو” وزواريب السياسة اللبنانية!

أنا علماني ولكني لي ملاحظاتي!