سلام: متمسّكون بالمناصفة

بعدما عادت قضيّة المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في الوظائف العامة إلى الواجهة من جديد، وبعد الإتّهامات المتبادلة بين الوزراء في هذا الشأن، علّق رئيس الحكومة تمام سلام في حديث إلى صحيفة “الشرق الأوسط” على الاتهامات الدائرة بين وزارة المالية وبعض المسيحيين، معتبراً أنها عابرة، قائلا: “الجميع يعلم أننا في لبنان اتفقنا فيما بيننا أن تكون الأمور كلّها مناصفة بين المسيحيين والمسلمين ونحن متمسّكون بهذه المعادلة، وأعتقد أنّ الجميع حريص عليها، وليس من المفيد إثارة هذا الشأن وهو في غير محله”.
واعتبر سلام أنّ “من يثير هذا الشأن هم البعض ممن يعتقدون أن لديهم قضيّة أو قد يكون هذا الموضوع أثير من جراء شعور أحد الموظفين بأنّه ظُلم لا أكثر ولا أقل”، مضيفا: “على كلّ، لا أعتبر أنّ هناك حالة من هذا النوع، وإذا كانت هناك فلا بد من تصحيحها ومن السعي إلى إستيعابها بأسرع وقت”.

 

وأكد في سياق آخر أنه “عندما أخذ تدفق اللاجئين حجماً لم يعد لدينا القدرة على التعامل معه، كان قرار الحكومة واضحاً أنه باستثناء حالات إنسانية خاصة يجب العمل على الحد من المزيد من التدفق، فضلاً عن أن المناطق السورية المتاخمة للبنان كانت قد هُجّرت بأكملها، فلم يعد هناك إلا من يريد الإتيان من مناطق بعيدة”.
ونفى سلام أن يكون هناك برود أميركي تجاه لبنان، على العكس تم إبلاغه “أن حصة لبنان من المساعدات الأميركية تفوق حصة الأردن وحصة تركيا”، قائلا: “إنهم مهتمون كثيراً بلبنان”، مضيفا: “نرحب بأي دولة تريد أن تساعد لبنان وتساهم في مناعته وتعزيزه اقتصادياً وإنتاجياً”.
وأكد رئيس الحكومة ان “علاقة لبنان بالمملكة العربية السعودية علاقة عريقة وتاريخية وعميقة، ليس فقط، إنها ليست مهددة، بل هي دائماً على أفضل وجه وعلى أحسن حال، ومن جهتي لا أوفر مناسبة ألا وأعمل فيها على تعزيز هذه العلاقة. وطبعاً لا أوفر مناسبة إلا وأذكر ما للمملكة على لبنان من أفضال كثيرة، وفي مناسبات ومحطات كثيرة، وفي كل مناسبة نعجز عن شكر المملكة على ذلك. ونتمنى أن تستمر العلاقة وتستمر الصداقة”، مشددا على أن “علاقتنا مع دول الخليج قائمة على قدم وساق، والخميس التقيت مع أمير الكويت، والكويت دولة صديقة للبنان وأفضالها على لبنان وعلى كل العرب كبيرة جداً”.
وفيما استبعد سلام زيارة إيران، نفى أن يكون تجنب لقاء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مؤتمر لندن، معلناً في سياق متصل أنه “عندما يكون الوقت مناسباً سيقوم رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو بزيارة لبنان”.
واعترف بأنه لم يتمكن من حل مشكلة “مشاركة” حزب الله في الحرب في سوريا، “لكن لن نتوقف عن السعي”، مؤكداً في المقابل أن “الجيش اللبناني قادر رغم كل شيء على مواجهة الجهات الإرهابية والقوى المتطرفة “المصممة على إقلاق وضعنا”. وقال: “جيشنا والقوى الأمنية في مواجهة مع الإرهاب ومع أعداء لبنان وفي مقدمها إسرائيل، وأي مساعدة تأتي لجيشنا ولقوانا الأمنية، أيضاً غير مشروطة ومن دون مقابل، نرحب بها إن كانت من إيران أو من غيرها”.
وشدد سلام على أنه “ليس خائفاً من حصول انفكاك في الجيش، فقيادة الجيش تقوم بواجباتها في جمع الكلمة وتوحيد الصفوف، ولم نلمس كما لم يحدث أي أمر، يدل على أنه، لا سمح الله، ستكون هناك انتكاسة أو ضعف داخل صفوف الجيش، بل على العكس كل ما يظهر هو المزيد من الصمود والمناعة والقوة داخل الجيش”.

 

وبشأن إمكان دخول عرسال، شدّد رئيس الحكومة على أن “لا شيء يمنع الجيش من دخول عرسال، ولكن هناك أبناء عرسال”، لافتا إلى أن “دخول عرسال سيكلف أثمانًا باهظة. أما مواجهة “داعش” و”النصرة” فوق التلال المحيطة بعرسال، فرغم التداخل الذي يفرضه وجود 120 ألف لاجئ سوري مقابل 35 ألف لبناني هم أهل عرسال، فإنه رغم كل شيء يقوم الجيش بما عليه القيام منه، ويواجه يومياً وسوف يستمر طالما أن الجهات الإرهابية والقوى المتطرفة مصممة على إقلاق وضعنا على تلك الحدود”.