5 مجازر روسية في سوريا

واصلت روسيا حرقها حلب وريفها، وارتكبت الخميس 5 مجازر راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، فيما كانت وزارة دفاعها تعلن ان لديها «اسبابا جدية» تحمل على الاعتقاد بان تركيا تعد «لتدخل عسكري» في سوريا، مشيرة الى منع انقرة الاربعاء طائرة استطلاع حربية روسية من التحليق فوق اراضيها.

وصرح المتحدث باسم الوزارة الجنرال ايغور كوناشينكوف في بيان «لدينا اسباب جدية للاشتباه بان تركيا في مرحلة اعداد مكثفة لعملية عسكرية في اراضي دولة ذات سيادة هي سوريا».

وقال الجنرال كوناشينكوف ان الجيش الروسي «يسجل عددا متزايدا من المؤشرات الى قيام القوات المسلحة التركية بالاعداد سرا لتنفيذ عمليات على الاراضي السورية».

وتابع «اذا كان هناك في انقرة من يعتقد ان منع تحليق طائرة استطلاع روسية سيسمح باخفاء اي شيء، فهو يفتقد للمهنية».

ورفضت وزارة الخارجية التركية الادلاء باي تعليق على الاتهامات الروسية في اتصال اجرته معها وكالة «فرانس برس«. وكانت السلطات التركية اكدت في وقت سابق امس انها منعت «لاسباب امنية» رحلة استطلاع روسية كانت مقررة من 1 الى 5 شباط 2015 من التحليق في اجوائها، لعدم توصل البلدين الى التفاهم على مسارها، وذلك رغم ان الرحلة كانت تندرج في اطار معاهدة «الاجواء المفتوحة» الذي يعد البلدان من الموقعين عليها.

وبحسب الجنرال كوناشينكوف فان الروس كانوا يعتزمون التحليق فوق المناطق الحدودية مع سوريا وفوق المطارات التي تتركز فيها طائرات الحلف الاطلسي.

وتابع المتحدث العسكري ان «وزارة الدفاع الروسية تعتبر اعمال تركيا بمثابة سابقة خطيرة ومحاولة لاخفاء نشاطات عسكرية غير مشروعة قرب الحدود السورية».

ورأى ان «مثل هذه القرارات التي تتخدها دولة عضو في الحلف الاطلسي لا تساهم اطلاقا في تعزيز الامن والثقة في اوروبا» مؤكدا ان هذا الحادث لن يبقى «بدون رد».

كما اكد المتحدث مجددا ان بلاده لديها «ادلة لا يمكن دحضها» عن اطلاق المدفعية التركية النار على بلدات سورية غير مأهولة قريبة من الحدود في شمال محافظة اللاذقية.

واتهم انقرة بارسال اسلحة عبر حدودها الى المجموعات المقاتلة في حلب (شمال شرق سوريا) وادلب (شمال غرب) تحت ستار «قوافل انسانية».

وارتكب الطيران الروسي 5 مجازر في احياء متفرقة من مدينة حلب أمس، راح ضحيتها نحو 37 شهيدا. وقال نشطاء من المدينة ان الطيران الروسي شن غارات جوية كثيفة على احياء حلب مستهدفا الأبنية السكنية، ما ادى لوقوع عشرات الشهداء والجرحى المدنيين موزعين على النحو التالي: 11 شهيدا في حي المشهد وفي طريق الباب وفي الشعار وفي كل من حيي الكلاسة والفردوس، فيما سقط شهيدين في حي بعيدين.

وفي المقابل، أعلن الثوار مقتل ما لا يقل عن سبعة عشر عنصراً من جيش النظام من بينهم ضباط جراء استهداف الثوار براجمات الصواريخ وقذائف الهاون فرع الأمن السياسي في حي السليمانية وحاجز المعري، ومواقع جيش النظام في أحياء الجابرية والعزيزية .

ونقل شهود عيان عن تهدم جزء من مبنى الأمن السياسي وسماع أصوات سيارات الإسعاف لنقل قتلى وجرحى جيش النظام .

وتواصلت الاشتباكات في الريف الجنوبي لحلب بين الثوار وقوات الاسد المدعومة بمشاة من الميليشيات الطائفية الايرانية واللبنانية وبتغطية جوية روسية .

واكد نشطاء من المنطقة ان الثوار استطاعوا امس تحقيق تقدم على جبهات بلدة خان طومان، بعد ان سيطروا على عدة مواقع في محيط البلدة.

وتمكن الثوار من تدمير دبابة بمن فيها لقوات الاسد في محيط بلدة خلصة في ذات الريف .

اما في الريف الشمالي فتواصلت الاشتباكات بين الثوار وقوات الأسد والميليشيات وسط غارات جوية روسية بالصواريخ العنقودية التي تستهدف المدنيين بشكل رئيسي ومناطق الاشتباكات، ما ساهم في تقدم طفيف للقوات والميليشيات في على بعض المحاور.

وترافقت الغارات الجوية الروسية على الريف الشمالي مع قصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات الاسد على مدن وبلدات بيانون ورتيان وحيّان وحريتان وعندان ودير جمال وماير والزيارة، ما اسفر عن سقوط 6 شهداء نصفهم من الأطفال في عندان وحريتان، كما سقط عشرات الجرحى في باقي المناطق المستهدفة.

واستهدف الثوار معاقل قوات الاسد في بلدة الزهراء بقذائف الهاون، ما اوقع قتلى وجرحى في صفوف الاخيرة. وصدوا محاولة تقدم جيش النظام والميليشيات المقاتلة من محور الكرم في ريف حلب الشمالي، وأسفر عن مقتل العشرات من جيش النظام وتدمير الثوار دبابة وعربة «بي أم بي» ورشاش «23 ملم» لجيش النظام .

الجدير بالذكر أن حركة نور الدين الزنكي أعلنت النفير العام وتعليق عمل الحواجز داخل مدينة حلب وذلك لدعم جبهات القتال ريف حلب الشمالي .

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس«: «نزح نحو اربعين الف شخص من بلدات ريف حلب الشمالي منذ بدء قوات النظام هجومها في المنطقة الاثنين»، مضيفا ان النازحين «توجهوا نحو مناطق عفرين واعزاز قرب الحدود التركية وريف حلب الغربي».

ودخل جيش النظام والمقاتلون الموالون له امس بلدتي نبل والزهراء اللتين كانتا محاصرتين منذ حوالى ثلاث سنوات، بعد تحقيق تقدم نوعي وقطع طريق الامداد الرئيسية على مقاتلي المعارضة في مدينة حلب.

وتحدثت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» عن «احتفالات حاشدة في ساحات بلدتي نبل والزهراء استقبالا لوحدات الجيش والقوات المسلحة وابتهاجا بفك الحصار عن البلدتين».

وقال مصدر في جيش النظام إن قوات الأسد سيفرض طوقا كاملا على المقاتلين في حلب قريبا فيما يواصل عملياته قرب المدينة بعد أن قطع معظم خطوط الإمداد المهمة عن مقاتلي المعارضة من عند الحدود التركية.

وكان المصدر يتحدث بعد أن اقتحم الجيش والمقاتلون المتحالفون معه بدعم من الضربات الجوية الروسية خطوط المقاتلين الأربعاء عند نبل والزهراء. وذكر المصدر «إذا أكمل الجيش عملياته من اتجاه الزربة غربا وشمالا وأكمل عملياته من اتجاه نبل والزهراء غربا وجنوبا يتم قطع كل طرق الإمداد وهذا الموضوع قريبا«.

وفي ريف إدلب واصلت الطائرات الروسية استهدافها المناطق المحررة في ريف المحافظة، وأفاد مراسل «أورينت «نت« باصابة ثلاثة مدنيين، إثر شن غارات الأبنية السكنية في قرية كفتين ذات الغالبية الدرزية. وهذه أول مرة تستهدف فيها قرية درزية بالغارات الروسية.

وقصف ثوار الساحل أمس بالصواريخ تجمعات لقوات النظام والجيش الروسي في مصيف سلمى وقمة النبي يونس في ريف اللاذقية.

————————–

(*) أ ف ب، رويترز، الهيئة السورية للإعلام، سوريا مباشر، أورينت نت