مصادر سياسية تكشف لـ”الأنباء”: معوقات وصول عون الى بعبدا

خاص – “الأنباء”

بعيداً عن الأضواء وفي المجالس الخاصة، يشير بعض نواب تكتل التغيير والإصلاح الى ثلاث عقد أساسية، من الضروري تذليلها أو تجاوزها بأي شكل، لتصبح الطريق الى قصر بعبدا سالكة ومعبدة، وخالية من المطبات أمام رئيس التكتل العماد ميشال عون.

أولى هذه العقد، استمرار ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، مدعوماً من كتلة المستقبل، ومن الرئيس سعد الحريري بالتحديد، وهذا ما أكده رئيس الكتلة فؤاد السنيورة. وأكثر من ذلك فإنه يعتبر ترشيح عون من قبل جعجع أتى رداً على ترشيح الحريري لـ فرنجية. كما إن فرنجية يحظى بتعاطف وقبول من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط أيضاً، ومن عدد لا يستهان به من النواب المسيحيين المستقلين، ما يعني أن أكثر من نصف عدد النواب قد يصوتون ضده، في حال  إنحسرت المواجهة بينه وبين فرنجية. وهذا بالطبع يبدد كل أحلامه بالوصول الى الرئاسة.

العقدة الثانية، الصمت المطبق الذي يمارسه حزب الله، حيال ترشيح القوات للعماد عون، بطريقة لم تكن متوقعة، ما دفع بجعجع الى القول: سنرى اذا ما كان العماد عون هو مرشح حزب الله بالفعل وليس بالقول، في وقت كان عون ينتظر من حزب الله أن يطلب من فرنجية الإنسحاب، ويطلب ايضاً  من بري أن يدعمه والعدول عن خيار ترك الحرية لنوابه بالتصويت بحسب قناعاتهم ، وذلك حرصاً على تماسك فريق 8 آذار. لكن اي شيء من ذلك لم يحصل حتى الآن وقد لايحصل أبداً.

العقدة الثالثة،  تتمثل بأمرين، الأول: عدم الإكتفاء بما يوليه  البطريرك الماروني بشارة الراعي  من إتصالات في لبنان والفاتيكان، وفي لقآته مع مسؤوليين دوليين، إنما عليه أن يدعو لعقد لقاء نيابي مسيحي موسع في بكركي يضع فيه النواب الذين لبوا الدعوة  أمام مسؤولياتهم وضرورة النزول الى المجلس والإنتخاب لصالح المرشح المسيحي الأقوى إنقاذاً لموقع الرئاسة. وهذا الإقتراح ما زال أيضاً بعيد المنال.

الأمر الثاني رغبة العماد عون وبأي ثمن أن يتخلى النائب وليد جنبلاط عن ترشيح النائب هنري الحلو، حتى لايجد النواب المترددين بالتصويت له فرصة للتخلص من الإحراج الذي أوقعهم به ترشيح عون، وهذا يؤدي الى خسارته عدداً لا بأس به من الأصوات، ما يجعل نسبة الأصوات التي ينالها هزيلة، وهو يريد الحصول على أكبر عدد من المؤيدين، توازي النسب التي ينالها رئيسي المجلس والحكومة في الإستحقاقات التي تخصهم. بما يشير الى أن مشوار الرئاسة ليس سهلاً على عون، وإن المعركة التي انطلقت من معراب والرابية عليها أن تمر في بكركي، وعين التينة، وبيت الوسط،وحارة حريك، وكليمنصو، وبنشعي، وبكفيا بالإضافة الى السعودية وإيران. وكل مرشح للرئاسة يعتقد أنه قوي يعرف ذلك جيداً.

————————————

(*) صبحي الدبيسي