كيف ودعت جريدة “اللواء” الراحلة رحاب أبو الحسن؟

خصصت جريدة “اللواء” في عددها الصادر صباح الاثنين مساحة لوداع الصحافية الراحلة رحاب أبو الحسن، ونشرت مجموعة من المقالات أبرزها التالي:

 

رحاب أبو الحسن / بقلم كمال فضل الله

 

يا كوكباً ما كان أقصر عمره
وكذا تكون كواكب الأسحار
«أبو الحسن التهامي»

يقترب غياب رحاب أبو الحسن من أسبوع، لكنّها تبقى في ذاكرة مَنْ عرفها وعايش نشاطها الإعلامي إلى أمد بعيد نموذجاً في النجاح والهمّة العالية والحركة التي لا تهدأ بحثاً عن الخبر وحقيقة المواقف والتوجّهات في بلد يُعاني من امتداد أزمته قتالاً وخلافاً وفراغاً في سدّة الرئاسة الأولى منذ أكثر من سنة ونصف السنة.
لم تغب يوماً عن متابعة الحدث ومجريات السياسة اللبنانية وتناقض مَنْ يملكون القرار والنفوذ وصولاً إلى الأسباب والمسبّبات مهما تكن المتغيّرات، وما تنطوي عليه التصريحات من بُعد عمّا يعرفه النّاس ويعانون ممّن يتولّون شؤونهم بحكم الموقع، وهذا ما جعلها متفوّقة بين متبتلين في محراب صاحبة الجلالة والإعلام المرئي والمسموع والمكتوب لا سيما نشاطها المميّز في جريدة «اللواء» والوكالة الوطنية للإعلام.
باكراً انطفأ وهج كوكبها بسقوط القلم من يدها، وكم كانت الصلة وثيقة بينها وبينه، لم يمنعها المرض المؤلم من أداء دورها حتى الأيام الأخيرة من صباها الغض وتفانيها في رعاية والدتها المريضة، وظلّت دائمة الحضور متغلّبة على صعوبة الدرب وصولاً إلى الهدف.
وإذ نودّعها على غير انتظار، فإنّها لن تغيب عنّا مهما بعدت المسافة مستشهدين بقول الشاعر:
حكم المنيّة في البريّة جار
ما هذه الدنيا بدار قرار
بنيا يرى الإنسان فيها مخبراً
حتى يرى خبراً من الأخبار

ليس الموت أنْ نفقد غالياً… بل هو حزن يؤلم القلوب / محمد ع. درويش

نامت الصحافية رحاب أبو الحسن قريرة العين في مثواها الأخير، في بلدتها بتخنية، بعدما سكن المرض جسدها، وصبرت عليه وتحمّلت آلامه لأكثر من عام.
هي إبنة عائلة أبو الحسن، المناضلة، العروبية،.. هي كريمة عائلة ربّتها على قول الحقيقة الصادقة، هي إبنة مدرسة كمال جنبلاط، التي آمنت بالوحدة العربية.
العزيزة الراحلة رحاب، ملتزمة بالعمل والتضحية في سبيل تحقيق الأهداف السامية، وتطلّعها إلى مجتمع الأمن والأمان والسلم والسلام والعيش.
الزميلة رحاب إعلامية مناضلة فريدة بعملها وتضحياتها، وصبرها على المشقّات من أجل تأدية رسالتها المهنية والإعلامية الشريفة على أتم وجه.
الزميلة الراحلة بدأت العمل في الوكالة الوطنية منذ العام 1992 كمندوبة ومحرّرة، كما عملت في الفترة نفسها في صحيفة «اللواء» في قسم التحقيقات، ثم قسم المحليات السياسية. وعملت أيضا في إذاعة «صوت الجبل» في مكتب التحرير 1988 – 1994، وتولّت منصب مديرة لمكتب الإذاعة في بيروت منذ العام 1992 لغاية العام 1994، وقدّمت في «صوت الجبل» برامج عدّة منها: برنامج «شخصية ورأي» – سياسي (إعدادا وتقديما)، برنامج «مهنة ومستقبل» (تقديما)، برنامج «المرأة» (إعداداً وتقديماً)، إضافة إلى برامج اقتصادية وثقافية وحلقات بث مباشر.
العزيزة رحاب بإسمك المتجذّر في عمق تراث الأمة ووجدانها لا أقول لكِ وداعاً فأنت حاضرة في رائحة حبر الجرائد كل صباح، ومع كل خبر وتحقيق تحمله لنا الصحف كل يوم وقد كنت رائدة متألقة في دنيا الإعلام.

صوت متمرّد لا يقبل النواح / بقلم مـريـــم هاشـــم

 

 في أيامك الأخيرة، كنتُ ترغبين بالترويح عن نفسك والخروج إلى مدى أوسع.
يئست من الجدران المغلقة ومن المستشفيات، أنتِ التي اعتدت الركض من خبر إلى آخر، ومشاكسة هذا المسؤول وذاك. في المرّة الأخيرة، أعلنت يأسك من تلك الجدران والعلاج، واقترحت الخروج كما سبق وفعلنا وزميلات العمل.
في تلك المشاوير، كنتِ تضحكين سعة صدرك، وتقهقهين فرحة، ثم تعلّقين على نكاتنا بشيء من التحفيز على الاستمرار في الضحك والتواطؤ مع الفرح.
كنتِ تحملين همَّ والدتك المريضة. مرضكِ لم يقف عائقاً أمام الاهتمام بتفاصيل الآخرين ومشاركتهم همومهم. بل كنتِ تبحثين عن ممرّضة لوالدتك لمساعدة أختك «سنية» على تلبية متطلباتها، ولا تتوانين عن السؤال عن أخبارنا وأحوال المرضى.
لا أنسى يوم كنتِ تردّدين لي ولأكثر من مرّة: «ديري بالك على حالك يا ميمو».
تساعدين قدر الإمكان وتفتحين أمام الآخرين آفاق الأمل، وتسعين لتكونين صوتاً لا يقبل النواح، بل مشوباً بالتمرّد والعنفوان، وهو عنفوان استقيتيه من رائحة الجبل وسنديانه الممشوق في الأرض.
رحاب… سأنتبه لنفسي كما أوصيتني وأنتِ «الله معك ويرحمك يا غالية».

إلى رحاب العدالة السماوية  / بقلم صلاح سلام

.. وأخيراً رحلت رحاب وارتاحت.
لم ترتح من عذابات المرض الذي أنهكتها هجماته المتصاعدة في الأشهر الأخيرة، حتى نالت منها.
ولكنها ارتاحت أيضاً من عذابات المعاناة المستمرة في البحث عن وطن افتقدته، عن مجتمع أضاعته، عن طبقة سياسية خذلتها.. وعن عدالة لم تستطع أن تصل إليها.
رفضت أن تستسلم للاستزلام والتبعية، وشجبت شتى أنواع الانتهازية، ولم تستسغ مسالك النفعية، وأصرّت، بعناد المؤمن بقضيته، أن تتمسّك بالمبادئ والقيم التي ترعرعت بين أفكارها، واستمرت في كفاحها اليومي لتحقيق الأهداف والقناعات، التي حفرت في فكرها وسلوكها حتى الرمَق الأخير.
رحلت رحاب، وحملت معها الكثير من معاني الالتزام الأخلاقي، والإخلاص المهني، وعلاقات الود والحب مع الزملاء والزميلات.
إلى جنات الخلد يا زميلة القلم والمعاناة،
إلى رحاب العدالة السماوية، التي تبقى حتماً، أكثر عدالة من هذه الدنيا الفانية.

رحاب أغمضت عينيها.. وفلسطين لا تزال بوصلتها / بقلم هيثم زعيتر

تُغمض الزميلة رحاب أبو الحسن عينيها، وترحل…
تعود الى بتخنيه في الجبل الأشم، التي أبصرت فيها النور.. هكذا هو القدر، خطَّ مسيراً بين الولادة والرحيل.. لكن هذا الخطّ يرسم فيه الإنسان شخصيته وصفته، وليس ضرورياً أنْ يكون الإسم الذي اختاره له الأهل مطابقاً..
لكن رحاب أبو الحسن جمعت كل شيء في شخصها، من الإسم، الذي اتصف بالترحاب والاستيعاب واتساع الصدر، لتكون قدوة وعوناً في العمل والحياة..
هي إبنة عائلة أبو الحسن، المناضلة، العروبية، التي زادت من المسؤوليات الجسام على الزميلة رحاب..
هي كريمة عائلة ربّتها على قول الحقيقة الصادقة، حتى لو كانت على أقرب المقرّبين..
هي إبنة مدرسة كمال جنبلاط، التي آمنت بالوحدة العربية، وبوصلتها الأسمى، قضية فلسطين..
العزيزة الراحلة رحاب، رفيقة درب إعلامي طويل يعود إلى ما يقارب الـ3 عقود من الزمن..
كانت البداية في «صوت الجبل» يوم كانت تتولّى التنسيق في إيصال الرسائل بين المناطق والإذاعة في الجبل، لتعذّر الإتصال.
وذات ليلة وفي حفل أقامته «إذاعة صوت الجبل» في الشبانية، قُطِعت طريق الكحالة بفعل الأحداث المتكرّرة، وتقطّعت بنا السُبُل في العودة إلى بيروت، ومنها كل إلى منطقة إقامته، وكانت نخوة الزميلة رحاب أنْ استضافتنا بُعيد منتصف الليل في منزل العائلة العريق في بتخنيه، وهي لم تكن تحمل مفتاح المنزل، لأنها لم تفكّر أنّ السُبُل ستتقطّع بنا ونضطر للمبيت في منزل العائلة، وهي بالأساس لم تكن بحاجة إلى حمل المفتاح، لأنّها ستجده في مكان محدّد عند مدخل المنزل، وهذه هي عادات أهل الكرم.
في تلك الليلة بحضور عدد من الزملاء، جرى تداول واقع الصحافة، وبادرتُ إلى سؤالها عن إمكانية الكتابة في «اللواء»، فوافقت، قبل أنْ أنقل الفكرة إلى رئيس تحرير «اللواء» الأستاذ صلاح سلام، الذي قرّر ضمّ رحاب إلى أسرة «اللواء»، وهكذا كان، وبقيت في «اللواء» إلى أنْ وافتها المنيّة.
عقود مرّت، لم تتغيّر فيها رحاب، منذ أنْ عرفتها، بل بقيت متميّزة في عملها، واثقة من نفسها، صادقة في زمن كَثُر فيه الرياء.. متواضعة في مرحلة أصيب فيها الكثيرون بالغرور.. واقعية في زمن التزوير.. صريحة على الحقيقة، تقول كلمتها من دون خجل أو وجل.. وتُوصل رسالتها بشفافية، تحاور، تُقنع، أو تقتنع، وإن كان التباين، فاختلاف وليس خلافاً..
تلك هي الأخت العزيزة رحاب، التي نفتقد أمثالها في هذا الزمن، الذي زاد من معاناتها التشرذم العربي، وهي التي كانت تنشد الوحدة..
ترحل وعيناها كانتا شاخصتين إلى ذلك المكان الذي عشقته دون أن تولد فيه أو تزوره.. إلى فلسطين، التي ما زالت ترى فيها بارقة الأمل في زمن التجزئة في البلاد العربية..
هناك حيث يُقاوم الأبطال بالحجارة والسكاكين والدهس آلة القتل الصهيوني، فيصنعون مجدّداً فجراً جديداً للأمة..
عندما تُبادر إلى الاطمئنان عن صحّتها، تبادرك للسؤال عن صحتك والعائلة وأرض الرسالات السماوية، التي ناضلت من أجلها، كلمة وموقفاً وقضية..
هكذا هي الأخت العزيزة رحاب، التي تبادرك إلى التحية.. وتودّع بالسلام..
سنبقى نذكر رحابة صدرك ومواقفك المستمدة من قناعاتك الصادقة..
هنيئاً لك أنك ترقدين في الجبل الأشم، وتُحاكين جبل الشيخ والجليل، ومنهما تسمعين دبدبات الصامدين في قدس الأقداس.

وداعاً رحاب إلى دنيا الخلد / بقلم ليلى بديع

فقدت جريدة «اللواء» الزميلة رحاب أبو الحسن صاحبة القلم الجريء الباحث عن الحقيقة، كما فقدتها الصحافة اللبنانية والعربية ولكن ماذا؟
يا رحاب الغالية، اجبرتني على قول وداعاً وليس إلى اللقاء، أجبرتنا منذ يوم الخميس الماضي على البكاء بمرارة على حضورك، على أنسك، على لهفتك على جميع الزملاء، كل واحدة وواحد منهم يعتبر ان علاقته خاصة بك، لأنك كنت رسولة البسمة وسماع مشاكل الآخرين وتطييب الخواطر، وأنت بحاجة لمن يطيب خاطرك.
يا رحاب، أيتها الزميلة الناجحة في عملها بل والمتفانية به، ستفتقدك مجدة وستفتقدك صحيفتنا «الغراء»، ما أحوجنا إلى من يبحثون عن الحقيقة لأنهم حقيقيين في أقوالهم وأفعالهم مثلهم، صارعت المهنة حتى صارعك المرض فقضى عليك..
رحاب، يا من كنت أرحب من اسمك وأرحب من قدراتك الفئة الكبيرة في هذا الزمن الردئ، سنفتقد فيك الزميلة والرفيقة والأخت الحبيبة في الملمات. شخصياً لا يمكن أن أنساك لأن روحك ستبقى تسكن في داخلي وتطلب مني أن أصلي وأدعو لها بالصحة، العلي القدير يرزقك العافية في آخرتك ويجعل مسواك الجنة، بعد أن عجز الطب على مساعدتك في الشفاء يا طاهرة القلب والجسد واللسان.
لا أدري ماذا اقول لك وماذا أقول فيك، فقد ضاعت الكلمات على لساني، وتوقف عقلي بفقدانك، كنت غالية غلاوة الروح، وكنت موجودة بيننا نشتاق إليك ونستعجل الوقت الذي نجدك فيه بيننا.
في آخر لقاء بيننا يوم السبت ما قبل الماضي.. فرحت بوصولي، تكلمت غصب عنك، قلت لي إقيني، ادعي لي بالشفاء دعواتك مستجابة، ورغم إنني لمحت فيه ضعف القوة، قلت لك: حبيبتي اشتدي، اقوي، اعرفك قوية، محاربة لا تكل ول تمل، نحن نستعجل الوقت لتكوني بيننا، ضحكت كمن يضحك على نفسه رغم تشبثك بالحياة. وسألت: هل في العمر بقية؟ قلت: الله يُمنى عليكِ بالعافية بإيمانك به في الدنيا وآخرة. قلت آمين وبكيت. أشحت بناظري ولمن أعلق، لكن ضربات قلبي كانت عالية. قلت مللت من المرضى والأطباء والمستشفى، اشتقت إلى الصحة، هي أهم كنز في الحياة.
لا أدري لماذا يكون لي اللقاء الأخير مع الأحبة قبل الرحيل، ولا أدري أيضاً لماذا طمأنتني بعد جلسة الكيماوي يوم الثلاثاء بأنك صحيحة، لكننا كنا بعد كل جلسة نخاف الانتكاسات وقد حصلت وكانت النهاية لك في الحياة التي تصارعت معها من أجل الحقيقة، وربما هذا على رغم شهرتك حال بينك وبين تبوء المركز الذي تستأهلينه في الدنيا، عسى دنياك الثانية تكون أسهل من دنيا الحياة، التي صعبت عليك فلينتها بالرحيل.
إرقدي بسلام برعاية خالقك، أيضاً يا غالية.

رحاب أبو الحسن في الذاكرة أبداً… / بقلم درويش عمّار

هل تصدّقين يا رحاب، أيتها الزميلة الغالية الراحلة، أنّ الرحيل هو نهاية المطاف لهذه الحياة، وهل تعتقدين أنّ الغياب عن هذه الدنيا يُنسينا الأحبة والزملاء والزميلات والأصدقاء والصديقات، وهل تؤمنين يا رحاب بأنّ الموت، وهو حق علينا جميعاً، من شأنه أنْ يمحو لدينا الذكرى والذكريات.
لن أخفيك سرّاً يا رحاب، أنني عندما قرّرت أن أكتب لكِ وعنكِ، تردّدت كثيراً، وشعرت بالكثير من الخوف والوجل لا لشيء، إلا لأنّ اختياري للحروف والكلمات والصيغ قد لا يليق بشخصك الكريم وبالمزايا الحميدة والخلق الرفيع الذي كنت تتمتعين به حتى الرمق الأخير من حياتك.
من بتخنيه، تلك البلدة الوديعة الآمنة المتكئة على ذاك الجبل الأشم كنتِ دائماً على موعد مع الحياة، وها أنتِ الآن ترقدين بهدوء وسلام واطمئنان في مثواك الأخير بعد أن نشأت وترعرعت في كنف ذاك البيت العريق الأصيل، وتربيت على أيادٍ طاهرة زرعت فيك بذور الخير والمحبة والإخلاص والعطاء، ونقلت تلك العادات الأصيلة والتربية الصالحة على مدى الأيام والسنوات الطويلة التي خضت غمارها بكل تجرّد ووفاء إلى الآخرين من معارفك وإلى الزميلات والزملاء، كما لن أخفيك سراً أيضاً يا رحاب، أنّني عندما بدأت بالكتابة عنك ولك، ارتجفت يدي، وانساب قلمي، وسال حبري، واهتزت ريشتي، لكنها أبت إلا أن تكتب عن خصالك ومزاياك الحميدة والخلق العظيم، وربما بذلك نفيكِ ولو بنذر قليل مما تستحقين بإسم الزمالة والأخوة في ما بيننا.
أيتها الزميلة العزيزة رحاب..
أنت ممن مارسوا مهنة الصحافة والإعلام بكِبَر، ومن أولئك الشرفاء الأوفياء اللواتي كتبن بتجرد ومحبة وإخلاص دون أن تخدشين بقلمك شعور الآخرين أو تجرحين كرامة أحد، وقد تعاملت مع الكل بكِبَر فأحبك الكل، وفرضت احترامك على كل مَنْ تعرّف إليك عن قرب وتعاون معك في مجال الصحافة والإعلام، وأثبت للجميع أن الحياة ميدان رحب فسيح بإمكان أي فرد منا أن يخوض غمارها بعيداً عن المزايدات والمشاحنات وحب الظهور.
رحاب.. أنت الآن ترقدين في تراب بلدتك بتخنيه في سلام واطمئنان وهدوء، وتأكدي أن كل من عرفك وتعاون معك في مهنة المتاعب سيذكرك بالخير، كل الخير، ونحن على يقين بأنك الآن في رحاب الخلد والجنة تنعمين بالسكينة والنعيم بعيداً عن ضجيج هذه الدنيا الفانية ومن فيها ومن عليها خاصة بعض أولئك الذين شوّهوا صورتها على الأرض وقضوا على كل قيم وأخلاق وشيم.
رحاب، أيتها الزميلة الراحلة نحو البعيد البعيد والباقية في العقول والقلوب والذاكرة، كوني على يقين بأنّ ذكراك ستبقى دائماً وأبداً مع كل واحد منا، نحن زملاؤك وزميلاتك الذين عايشناك عن قرب وتعاونا معك في العديد من المراحل، ونهلنا من مزاياك وخصالك وتربيتك المميّزة وسنبقى أوفياء لك في هذا السياق، وسنذكر بالخير رحاب أبو الحسن، التي بات أمثالها قلّة نادرة في هذا المجتمع وفي عالم الصحافة والإعلام.
هنيئاً لك يا رحاب هذا الرصيد الكبير من محبة النّاس لك والذي بات من الصعب أن نجده عند الآخرين.
نامي قريرة العين يا رحاب، وهنيئاً لتراب بلدتك بتخنيه باحتضان جسدك الطاهر، كما هنيئاً لآل أبو الحسن الكرام بإبنتهم رحاب التي كانت دائماً مثلاً ومثالاً يُحتذى به، فهي كانت وستبقى دائماً في الذاكرة من خيرة النّاس.