مضايا: 16 ضحية جوعاً بعد إدخال المساعدات

اعلنت منظمة أطباء بلا حدود أمس، أن 16 شخصاً جديداً على الأقل توفوا جوعاً في بلدة مضايا المحاصرة من قوات النظام السوري، منذ دخلتها قوافل المساعدات الإنسانية بعد منتصف الشهر الحالي.

وتزامن إعلان هذه الحصيلة الجديدة مع تأكيد مسؤول في الهلال الاحمر السوري لوكالة «فرانس برس« دخول فرق السبت الى مضايا وبلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من الفصائل المقاتلة في محافظة ادلب (شمال غرب) لتقويم الاحتياجات الانسانية والطبية للسكان.

وافادت منظمة اطباء بلا حدود في بيان إن «16 شخصاً توفوا منذ وصول القوافل الإنسانية في وقت سابق هذا الشهر» الى بلدة مضايا التي تحاصرها قوات النظام بشكل محكم منذ ستة اشهر.

ومع هذه الحصيلة الجديدة، يرتفع عدد الذين توفوا جوعاً في مضايا منذ مطلع كانون الاول الى 46 شخصاً جراء الحصار، وفق المنظمة التي رجحت ان يكون العدد اكبر.

ورجحت المنظمة لـ»فرانس برس» ان «يكون العدد الفعلي بالتأكيد اكبر مع تلقي المنظمة تقارير عن وفاة اشخاص جوعاً داخل منازلهم».

وقدرت المنظمة في بيانها وجود «320 حالة سوء تغذية في البلدة»، محذرة من ان «33 من بين هذه الحالات يعانون سوء تغذية حادة، ما يضعهم تحت خطر الموت في حال لم يتلقوا العلاج السريع والفعال».

وتؤوي مضايا نحو 42 الف شخص، بينهم عشرون الف طفل، وفق الامم المتحدة، يعيشون ظروفاً انسانية صعبة في ظل ندرة المواد الغذائية والطبية جراء الحصار المحكم على البلدة. واثار الوضع الانساني في البلدة خصوصاً بعد رصد حالات وفاة جراء الجوع وعشرات حالات سوء التغذية تنديداً دولياً على مستويات عدة.

وقال مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود بريس دو لافين «من غير المقبول أن يموت الناس من الجوع وأن تبقى الحالات الطبية الحرجة عالقة في البلدة رغم ضرورة نقلها لتلقي العلاج منذ أسابيع عدة».

واكد وجود حاجة ماسة «لتواجد طبي فوري ودائم ومستقل في مضايا بحيث نتوقع أن يتدهور الوضع الطبي بسبب عدم توفير الرعاية الصحية للأشخاص العالقين».

وتشكل مضايا مع الزبداني المجاورة في ريف دمشق والفوعة وكفريا المحاصرتين منذ الصيف الماضي، اربع مناطق تم التوصل فيها الى اتفاق في ايلول بين النظام السوري والفصائل المعارضة. وينص الاتفاق الذي تم برعاية الامم المتحدة على وقف لاطلاق النار وايصال المساعدات واجلاء الجرحى والمقاتلين ويتم تنفيذه على مراحل.

ولكن رغم الاتفاق، لا يزال دخول وكالات الامم المتحدة وغيرها من منظمات الاغاثة محدوداً الى المناطق الاربع التي دخلتها اربع قوافل مساعدات منذ تشرين الاول الماضي.

وطالبت المعارضة السورية التي توجه وفد منها امس للمشاركة في «محادثات» جنيف بعد تأخير لأربعة ايام الامم المتحدة بتطبيق القرار الدولي المطالب برفع الحصار عن مناطق سورية عدة وادخال المساعدات الانسانية، وذلك قبل الشروع في اي عملية تفاوضية مع ممثلين عن الحكومة السورية.

ويعيش نحو عشرين الف شخص في بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من الفصائل المقاتلة والاسلامية منذ الصيف الماضي. ويعاني سكانهما وضعاً انسانياً صعباً ايضاً، إلا انهم كانوا يتلقون مساعدات بشكل متقطع يلقيها النظام بواسطة طائرات مروحية من الجو. واعلن تمام محرز، رئيس العمليات في الهلال الاحمر العربي السوري لـ»فرانس برس«، دخول فرق طبية امس الى مضايا والفوعة وكفريا لإجراء عمليات تقويم للاحتياجات الانسانية.

وقال «دخلت فرقنا اليوم بلدة مضايا في ريف دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا في ريف ادلب، كجزء من الدخول الدوري لتفقد وضع المرضى ومعاينة الحالات الحرجة»، لافتً الى انه لم يتم ادخال اي مساعدات امس.

وبحسب الامم المتحدة، يعيش 486700 سوري تحت الحصار سواء من قبل قوات النظام او الفصائل المقاتلة او تنظيم «داعش».

واعلن ستيفان اوبريان مسؤول العمليات الانسانية في الامم المتحدة الاربعاء امام مجلس الامن ان «الحكومة السورية لم تستجب لنحو 75 في المئة من طلبات» الترخيص لقوافل انسانية بالدخول الى مناطق محاصرة، معتبراً ان ذلك «غير مقبول».

وفي الغوطة الشرقية، ارتفعت نسبة الوفيات منذ بداية الشهر الجاري، إلى سبعة أشخاص، وذلك جراء نقص الأودية الذي تعانيه المنطقة بسبب حصار قوات الأسد والميليشيا الطائفية.

وقال مراسل «الهيئة السورية للإعلام« إن «الوفيات السبع ضمت أخوين وطفلتين وسيدة، وحالتين اخريين، توفوا جميعهم بسبب نقص الدواء والأجهزة والتحاليل الطبية«.

وبحسب تشخيص الأطباء في الغوطة الشرقية، فإن حالات الوفاة من المتوقع أن تكون بسبب إنفلونزا الخنازير او إنفلونزا الطيور، وذلك وفقاً للأعراض التي عاناها المرضى قبل وفاتهم، فقد ظهرت عليهم الحرارة الشديدة، وانتانات صدرية، وقصور تنفسي، وسعال شديد مع خروج دم بالإضافة لفقدان الوعي.

ولم يتسن للأطباء التأكد من تشخيص الحالات بشكل جازم، لعدم توفر الأجهزة الطبية المخصصة لتشخيص هذه الأمراض وعدم توفر التحاليل المخبرية المخصصة وتحاليل الخزعات، وفق ما افاد به مراسل الهيئة.

والجدير بالذكر أن الغوطة الشرقية محاصرة من قوات الاسد والميليشيات الطائفية منذ مطلع العام 2013، وتعاني كغيرها من المناطق والمدن المحاصرة نقصاً في الدواء والغذاء والمعدات الطبية.

(أ ف ب، الهيئة السورية للإعلام)