الشاب المعجزة ربيع أبو ضرغم: 20 معادلة رياضية في 20 ثانية!

تفوق جديد يحرزه أحد أبناء لبنان يثبت أن أبناء هذا البلد قادرين على التميّز والنجاح رغم كل ما يعيشه من ظروف صعبة.

ربيع أبو ضرغم شاب يافع لم يبلغ من العمر 14 عاماً من بلدة كفرحيم بقضاء الشوف، فاز بالمرتبة الثانية على مستوى العالم في مسابقة الحساب السريع التي أٌقيمت في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة في 30 كانون الأول 2015، متقدما بذلك على 500 طفل تم ترشيحهم من 26 دولة.

مشرفة برنامج الحساب السريع في منطقة الشوف ومعلمة ربيع في مادة الحساب السريع سينار أبو ذياب في حديثها لـ” الأنباء” تحدثت عن الميزات الذهنية والعقلية التي يتحلى بها ربيع، مقارنة مع أبناء جيله وبأنها التمست من خلال تدريسها له أنه يمتلك قدرات ذهنية كبيرة، وقدرة على التركيز الذهني والبصري والسمعي والخيالي.

وأضافت: “إنه طفلٌ نابغة يستحق كل الدعم المادي والمعنوي من من المعنيين ومن الدولة التي يتوجب عليها احتضان وتبني المتميزين من أمثال ربيع للاستفادة منهم في بناء البلد، بدلاً من تركهم عرضة للضياع ضمن هذه الظروف الطاحنة”.

ومن المفارقة أن يتميز ربيع بمادة الحساب السريع رغم أنه لم يتلق التعليم فيها سوى فصل دراسي واحد قبل أن يضطر للانتقال قبل عامين إلى مدرسة أخرى لا تقدم في منهاجها التعليمي هذا البرنامج. لكن أهل الطفل استمروا بتعليم ابنهم مادة الحساب السريع في دروس خاصة يتلقاها على يد إحدى المعلمات، ما ساعد في متابعته للبرنامج التعليمي وصقل موهبته.

ربيع ابو ضرغم

ويمتاز ربيع أبو ضرغم بقدرته الفائقة على إجراء العمليات الحسابية السريعة، إذ بإمكانه الإجابة عن 20 معادلة رياضية خلال 20 ثانية فقط، وقدرته على حساب أي عملية رياضية مكونة من 12 رقم خلال أقل من 25 ثانية.

بالإضافة لقدرته على معرفة أي يوم من أيام الأسبوع ولد الشخص، من خلال معرفته لتاريخ ميلاده الكامل باليوم والشهر والسنة  وذلك من خلال عمليات حساب خاصة.

وأشارت السيدة ابتسام أبو ضرغم والدة ربيع لـ “الأنباء” إن ابنها تم اختياره من ضمن 12 طفلاً من لبنان، تفوقوا في مسابقة جرت نهاية العام الدراسي الماضي على مستوى لبنان، خاضها 1000 تلميذ من مختلف المدارس، وفاز ربيع فيها بالمرتبة الثانية أيضاً. وتم ترشيح الأطفال الفائزين ليشاركوا بالمسابقة العالمية المقامة في أميركا.

IMG-2

وقالت أبو ضرغم: “لا يختلف ربيع كثيراً عن أبناء جيله فهو طفل يحب اللعب والمرح، لكنه في ذات الوقت يبدو متقدماً من حيث التفكير والوعي”. واعتبرت  الوالدة أن خوض ربيع  تجربة السفر وابتعاده عن أسرته لا يقل تحدياً عن خوضه المسابقة وأصراره على الفوز.

من جهته، قال بسام أبو ضرغم والد ربيع أنهم تنبهوا لذكاء ابنهم منذ صغيره، فكان محباً لاطلاع والاكتشاف، وكثيراً ما كانت أسئلته محرجة لهم وتدفع بهم للبحث عن أجوبة لها.

 وأضاف: “كان من اللافت أن ربيع أتقن القراءة والكتابة يشكل سريع وجيد منذ عمر الأربع سنوات، ومنذ ذلك الحين بدأ بتشكيل عالمه الخاص المبني على حب التعلم من خلال المطالعة. إلا أن موهبته في الحساب السريع اكتشفها أساتذته  في مدرسة La Culture School في قضاء الشوف قبل عامين.

وفي معرض تعليقه على نيل ابنه المركز الثاني في المسابقة العالمية، قال أبو ضرغم: “نحن أسرة فلّاحة محدودة الدخل، لقد عوضنا الله بتميّز وتفوق ابننا، فكان هو ثروتنا. ومن واجبنا أن نعمل على تأمين  فرصة التعليم وكافة المستلزمات الضرورية بهدف إكمال تحصيله العلمي، الذي يأتي في أولية حياتها مهما كلف الأمر”.

IMG-104

يذكر أن تيمور جنبلاط كان قد أوفد وكيل داخلية الشوف في الحزب التقدمي الإشتراكي رضوان نصر على رأس وفد حزبي لتقديم التهنئة لربيع مشجعاً على سلوك درب العلم ومتابعة التحصيل، وذلك إيماناً منه بأهمية المعرفة كأقوى سلاح لمواجهة تحديات الحياة الصعبة.

——————————

(*) أحلام حماد – “الأنباء”