النفايات: الى اي جهنم تأخذون البلد؟

محمود الأحمدية

تمترس اللبنانيون الخميس الماضي مساء على سماع “كلام الناس”… وهاجسهم ملف النفايات… وحصيلتها ومن الآخر: ضاع الناس أكثر وكبرت دوامة التساؤل وغطس الجميع في الأرقام… وتخيلنا لوهلة ان الفشل هو بطل المسرحية… وترحم كثيرون على السوكلين والهاجس العام متى سيرتقي هذا البلد وعلى كل الأصعدة الى مستوى وضع الحلول الآنية والطويلة الأمد؟؟ متى سنرى الضمير يتحكم في مصائر الناس؟؟

متى ترى الملفات كافة النور ونعيش كشعب مثل بقية شعوب الارض كافة؟ هي المقالة الرابعة التي اكتبها خلال شهرين عن النفايات والعقل هادينا والمنطق رسالتنا والابتعاد عن الانفعال وسيلتنا ورؤية الصح وتمييزه عن الخطأ هدفنا وتقديم الأهم على المهمّ حلمنا والله يشهد وبالرغم من نضال على الأرض عمره ربع قرن من الزمن وشاهدنا جمعيتنا”طبيعة بلا حدود” عبر 600 قضية بيئية واجهناها وقدمنا كتاباَ اعتبر بكل المقاييس مرجعية بيئية وفيه حلول وضعناها منذ خمسة عشر عاماَ لمسألة النفايات وحضورنا على الأرض لا يستطيع أحد الغاءه ومقالتي هذه بعيدة عن الشخصانية المهم الوطن وليس الأشخاص المهم أن نرتاح جميعاَ من أخطر ملف وبكل أبعاده البيئية … ويحضرني واختصاراَ للكلمات لأن الناس شبعت كلاماَ، أطرح أسئلة بديهة يطرحها كافة الناس لعل الجواب يأتي واضحاَ نظيفاَ قاطعاَ:

1-   هل قرأ المسؤولون والخبراء اتفاقية بازل بكل نقاطها عن شروط ترحيل النفايات؟؟

2-   هل حقيقة أن مطمر الناعمة وكما جاء على لسان أحدهم أنه مثالي نسبة الى خبراء هولنديين؟؟ الحقيقة أن هذا المطمر فاجعة في كل شيء ويكفي الاطلاع على الخطة الطوارئية المتكاملة لحل مشكلة النفايات تثبت كم كان مستوى نسف بنودها بشكل يومي في مطمر الناعمة وكيف تعثرت الخطة بكل تفاصيلها منذ عامها الأول وكان مقدّرا للمطمر أن يستقبل سنوياَ مايتي ألف طن من النفايات فاذا به وعبرالفساد يستقبل مليوني طن!! والفساد لغته الوحيدة… ونحن مستعدون لمناظرة على الوسائل الاعلامية وعلى الناس أن ترى وتحكم…لأن تبرئة مطمر الناعمة بهذه الطريقة تحمل في طياتها ألف سؤال وسؤال؟؟

3-   هل من المعقول أن ترسو مناقصة الترحيل على شركتين وحتى تاريخه لا أحد من اللبنانيين يعلم أي وجهة وأي بلد ستذهب اليه؟ سيراليون كانت فضيحة وكفى!!

4-   على أي أساس وضعت الأسعار والعامل المهم فيها الرحلة البحرية التي تتمايز بأرقام كبرى من حيث المسافة وهل ينسجم هذا مع اعطاء رقم دقيق 193 دولار ووليس 194 مثلا! بما أن البلد غير معروف حتى تاريخه؟؟ وكأنها أحجية أو حزورة؟؟

5-   الكميات الترحيلية 300.000 طن ونحن ومنذ 17/7/2015 حتى تاريخه التراكم الطبيعي لستة شهور اي 180 يوما والكميات اليومية 180×4000 طن= 720000 طن تراكمت على الطرقات وفي الوديان والتلال والانطمار تحت فعل المطر والثلوج (وغيرها) ولا اريد ان اقول ماذا يعني (وغيرها)؟؟ السؤال كيف تمّ نقزيم النفايات الكميات الى 300,000 طن؟؟

6-  سؤال يطرح نفسه وخذونا على قد عقلاتنا: اذا كانت الشروط تحكم فرز النفايات قبل تصديرها,لماذا ترحيلها طالما هناك مصانع لبنانية تستقبلها؟ وتدفع ثمنها ولماذا الدفع عليها؟

النفايات

7-  في مقالتي السابقة طرحت سؤالاَ محورياَ: طالما الخطة ارتكزت وأعلنت عبر اقامة مطمرين في عكار والبقاع وأُرفقت بمساعدات مائة مليون دولار بعكار ومائة مليون دولار للبقاع!! السؤال البديهي: هل نستطيع وضع الحصان خلف العربة؟ أي هل نستطيع تسمية المناطق قبل أن نتأكد من قبول هذه المناطق بحل المطمر؟؟ واذا كانت الدولة دولة حقيقية فلماذا نستطيع حماية قراراتها وفرض هيبتها في أماكن ولا تستطيع في أماكن أخرى؟؟ أي خطة في العالم تحدد المكان وهي ليست متأكدة من امكانية الحل في هذا المكان؟؟

8-   عندما سمعت في “كلام الناس” رقم 24,000 كونتينر نفايات للترحيل؟؟ يا جماعة أي طرقات وأي بشر وأي امكانيات قادرة على تحمل هذا الرقم الفلكي؟؟

9- وأخيراَ وليس آخراَ:عندما يطرح اسم الشركتين واحد الضيوف يقول حرفياَ: الأولى مركزها بيت متواضع في هولندا…، والثانية في انكلترا لا تملك أي خبرة في هذا المجال!! وترك التساؤل للشعب اللبناني على كل شفة ولسان؟

عندما طرحنا الحل متكاملاَ منذ خمسة عشر عاماَ كان الجواب: هذا حلم وردي والآن وتحت ضغط النفايات عادوا لحلنا الوحيد الأوحد القدري:

– سياسة استراتيجية رسمية لتخفيف النفايات.

– الفرز من المصدر

– تدوير النفايات الصلبة

– تسبيخ النفايات العضوية وتحويلها الى سماد

– حملات توعية مرافقة وعبر كل الاعلام المرئي والمقروء والمسموع والندوات البيئية التوعوية.

هذا ليس اختراعنا ولكن الدول التي سبقتنا طبّقته بخطط استراتيجية واعية وشعوب كثيرة تطبقه حالياَ… الشعب شبع كلاماَ والبدء اليوم قبل الغد…

وأخيرا على الحاشية، بخصوص مقدمة الاعلامي عن الغنم والراعي لقد نسي او تناسى الذئب وصاحب المزرعة… والله ولي القصد.

 ——————————————–

رئيس جمعية طبيعة بلا حدود

اقرأ أيضاً بقلم محمود الأحمدية

القلم الحر والانتصار في زمن القهر

عصام أبو زكي… الرجل الأسطورة… بطل من بلادي

انسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ ونتائجه الكارثية

في الذكرى 43 معلومات جديدة مذهلة عن عالمية فريد الأطرش

كمال جنبلاط البيئي: سابق لعصره

من كمال جنبلاط إلى الربيع الصامت إلى فرنسا

مَنْ أَحقّ من فريد الأطرش بنيل جائزة نوبل للفنون

كمال جنبلاط البيئي سابق لعصره

كيف لوطن أن يشمخ وفيه كل هذا العهر في مسلسلاته

حرش بيروت تحت رحمة اليباس… والتاريخ لن يرحم

مواسم التفاح بين الحاضر والماضي… قصة عزّ وقهر!

مصنع الإسمنت في عين داره ونتائجه الكارثية على البيئة والإنسان

كمال جنبلاط البيئي  وثقافة المواطن الحر والشعب السعيد

أولمبياد الريو والحضارة وعرب ما قبل التاريخ

مصنع الإسمنت في عين دارة: جريمة بيئية موصوفة

هل أحسنت؟ هل أخطأت؟ لا أعرف!!

حكايتي مع كرة القدم وفريق ليستر الانكليزي الذي هز اعتى الامبراطوريات

شكراً مسيو هولاند… أعطيتنا درساً في الحضارة والأخلاق!

غسان سلامة و”اليونسكو” وزواريب السياسة اللبنانية!

أنا علماني ولكني لي ملاحظاتي!