جنبلاط: لا إنتخابات قريباً وقانون الإنتخاب لا يزال عالقاً!

قال رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في حديث للـ”النهار”: “لا آمال فعلية في إنطلاق المفاوضات في جنيف. كان هناك بعض الأمل في العام 2012 حين كان يتقدم الجيش الحر وكان هناك تشكيل وطني سوري. إصطدمتُ برفض أميركي – تركي – بريطاني وقتذاك حين إلتقيت السفير جيفري فيلتمان مع الموفد الأميركي الى سوريا فريد هوف آنذاك وقبل مغادرة فيلتمان الإدارة الأميركية، وإلتقيت وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ من أجل مساعدة المعارضة. ثم بدأت الأمور تتراجع وتولت دول عدة إدارة هذا الملف من دون تنسيق إلى أن دخل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية. وكأنه كان يراد أن تعبر إلى سوريا والعراق أكبر نسبة ممكنة من هؤلاء فتم تسهيل أمورهم للانتقال إليها. هل تفسيري يندرج تحت نظرية المؤامرة؟ هو كذلك، وقد تكون لعبة مزدوجة أتاحت عبور المتشددين من تونس والمغرب وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، وقد إلتقت المصالح الغربية مع مصالح النظام تحت عنوان واحد هو محاربة تنظيم الدولة الإسلامية والتسوية لمصلحة النظام التي كانت تريدها الولايات المتحدة”.

وإعتبر جنبلاط أن “إدارة الرئيس باراك أوباما لا تريد أن تسمع بسوريا، في حين أن روسيا وكذلك إيران كانتا مع النظام. ولا ننسى أن هذا النظام يبقى ضرورة لاسرائيل منذ تسلم حافظ الأسد السلطة رسمياً. حصلت خلافات غير متوقعة في حرب 1982 لكن منذ دخلت سوريا إلى لبنان وحتى خروجها منه كان هناك تنسيق وتناغم بينها وبين إسرائيل. ففي الصورة الأكبر، لم يتغير شيء فيها منذ 40 عاماً أي النظرية التي نادى بها رفعت الأسد في سوريا وميشال سماحة وكريم بقرادوني في لبنان عن تحالف الأقليات”.

وقال: “آنذاك كان يستهدف العلوي والماروني وأصبح يستهدف العلوي والماروني والشيعي، وإن لم يكن جميعهم، وهو نجح بضم دروز سوريا إلى هذا التحالف، في حين يجب ألا ننسى التحالف اليهودي أيضا. كمال جنبلاط إغتيل لأنه رفض هذه النظرية وكان من ضمن التحالف القومي العربي الفلسطيني ولا تزال الثوابت هي نفسها”.

أضاف جنبلاط: “سوريا دمرت من النظام والتحالف والتنظيمات المختلفة في حين أن الخاسر الأكبر في سوريا والعراق هو العربي السني حيث ملايين المهجرين السنّة”.

وإعتبر جنبلاط أن “تدخل روسيا لم ينقذ النظام السوري فحسب، بل إن هذا الأخير أمّن نفسه منذ الاتفاق على نزع السلاح الكيميائي منه. وبما أنه غير مطلوب حتى التفكير في تغيير النظام سيأتي وقت يطلبون فيه من المعارضة اليتيمة في الرياض التي ستلصق بها المعارضة الموالية لدمشق وموسكو الإنضمام إلى حكومة وحدة وطنية وسيبقى لبشار الأسد 6 سنوات إضافية يترشح بعدها، أو ربما إبنه، للرئاسة مجددا”.

ورأى جنبلاط أن “التقدم على الأرض في مناطق عدة أخيرا زاد الطوق الأمني على لبنان، ما ترجم في الطوق السياسي الذي كان من تجلياته إطلاق سماحة وعدم الاستعجال في بت موضوع الرئاسة”.

أضاف: “على طاولة الحوار أو مصلحة تشخيص النظام كما سميتها شخصنا رئيسين من 8 آذار. التمييز نسبياً، برأيه، بين سليمان فرنجيه يعود “إلى تجربتي مع سليمان الجد وخبرتي وتجربتي مع سليمان الحفيد الشاب الصريح بحيث نعرف أين نذهب وقال بأن هذا لا قدرة عليه مثلا، في حين أن العماد ميشال عون يظن أنه قادر على حل بضعة أمور. تعاطيّ الشخصي مع عون مختلف عن تعاطيّ مع فرنجيه، فلا خبرة سياسية لدي مع الجنرال علما أننا إصطدمنا بالعسكر لكنها صفحة سوداء مرت”.

من جهة أخرى، إستبعد جنبلاط حصول إنتخابات قريبا على رغم أن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين عبد الأمير اللهيان كان ربط أمام وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس المسألة بحصول إتفاق لبناني، كما لا يعتقد بأن خيار الذهاب إلى مرشح وسطي ممكن على رغم تمسكه بمرشحه النائب هنري حلو.

ولفت جنبلاط إلى أن “لا تزال نقطة أساسية عالقة وهي قانون الانتخاب لأن الفريق السوري الإيراني لن يستطيع أن يقبل بعدم إمتلاكه الغالبية في المجلس النيابي وهو غير مستعجل لرهانه على تحسن في الظرف السياسي والعسكري”، مستبعداً “أن تكون رئاسة الحكومة هي الاشكالية إذ أن الحكومة أضحت تفصيلا باعتبار أن طريقة الحكم أصبحت جماعية وفق تجربة الحريري الأب ثم الإبن وفي ظل نظرية تفعيل الحكومة على قاعدة إذا رفض مكونان قراراً ما يوضع جانبا”.

ورأى جنبلاط أنه “كلما طال الانتظار زادت الخسارة. فالاهتراء هائل لمؤسسات الدولة كلها وصولا إلى مؤسسة الجيش ولا أحد يرى الأرقام المتصاعدة للدين العام”.

وردا على سؤال حول إذا يمكن أن يحصل وساطة ما للسيد حسن نصرالله مع الرئيس نبيه بري من أجل انتخاب العماد عون أن تؤثر على جنبلاط، وهل غيّر “إعلان معراب” المشهد السياسي؟ قال جنبلاط: “ليسمح لنا. لا تزال هناك حرية حركة محدودة وليس 11 صوتا ما يقدم أو يؤخر بل تلاقي أفرقاء عدة من كتلة “المستقبل” إلى كتلة “التنمية والتحرير” وسواهما. فليتوجه الجميع إلى مجلس النواب وتأخذ اللعبة السياسية مداها حيث نقرر في المجلس وليس خارجه”.

أما “اعلان معراب” فيعتقد جنبلاط أنها حسابات قريبة المدى وخسارة لـ 14 آذار، نافيا علمه إذا كان جعجع سينضم إلى تحالف الأقليات في المنطقة أم لا.