مشروع “بيت الطالبة الجامعية”: جنبلاط يبادر ويدعم والمجلس المذهبي يشارك والجمعية تدير

مبادرة إستثنائية من نوعها جمعت حولها مجموعة من الإتجاهات، والهدف واحد: إيجاد مسكن لائق للطالبات الجامعيات من الجبل اللواتي يقصدن بيروت كي لا يكون السكن عائقاً أمام جهودهن في التحصيل العلمي.

الخطوة الأولى أتت من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الذي إشترى مبنى سكنياً في منطقةكركول الدروز في بيروت وقدمه إلى جمعية بيت الطالبة الجامعية للجبل، وقد شارك في تأمين كلفة الشراء كل من الجمعية ولجنة الأوقاف في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز وجمعية التضامن الخيري الدرزي في بيروت.

إذن، عهد المشروع لجمعية بيت الطالبة الجامعية لترميمه وتجهيزه وإدارته، لصالح إيجاد مسكن موحد للطالبات الجامعيات لحلّ تلك المشكلة التي تعاني منها الطالبات. والهدف الرئيسي من هذا المشروع هو إعلاء شأن الفتاة وإعطائها فرصة للتحصيل العلمي العالي. ومن أهدافها أيضاً تأهيل الفتاة مهنياً وإجتماعياً وثقافياً، وإيجاد روح الصداقة والتعاون بين الفتيات كذلك تأمين سكن للفتيات المغتربات أثناء فصل الصيف.

وللإضاءة على هذا المشروع، إلتقت “الأنباء” رئيسة الجمعية السيدة فريدة الريس التي قالت: “إن الجمعية تأسست في سنة 1992 وحصلت على العلم والخبر رقم 72/ أ.د. وسجلت رسمياً في دوائر الدولة وهدفها إعلاء شأن الفتاة ومساعدتها في تسهيل تحصيلها الجامعي، وإيماناً منا بأن المرأة نصف المجتمع. بهذا ننعش نصف المجتمع فيصبح بالتالي منتجاً”.

وأضافت الريس: “ويذكر أن الهيئة التأسيسية والإدارية الأولى للجمعية كانت مؤلفة من سيدات فاضلات نذرن أنفسهن لتأسيس هذه الجمعية وهن: ناديا الجردي نويهض، يسر صعب، ادال الخشن، سعاد أبو شقرا، وديعة النجار، عائدة الغصيني، فريدة الريس، وسلوى صافي. وحالياً لا بدّ من التنويه بالجهود التي بذلتها الهيئة الإدارية الحالية للجمعية لتمويل مشروع ترميم البناء الجديد، والتي تتألف من: رئيسة الجمعية فريدة الريس ونائبة الرئيس وأمينة الصندوق ليلى السوقي وأمينة السر نجوى البعيني والمحاسبة وفاء معضاد والأعضاء أمل مكارم وإلهام حسن وآمال رسامني وأمل سلوم وثريا أبو حسن وسناء أبو الحسن وأمل عبد الباقي”.

فريدة الريس

وتابعت الريس: “نحن دائماً نتطلع لايجاد جو من المحبة والألفة بين الفتيات فنؤمن لهن السكن ومستلزماته. كما نهتم أيضاً بالناحية الثقافية فنقيم لهن محاضرات في مواضيع مختلفة كما لدينا مشرفات مسؤولات في الجمعية يهتممن بشؤون الفتيات وأوضاعهن الصحية. معظم الفتيات اللواتي يتوجهن نحو المدينة يكنّ في وضع مادي محدود وبحاجة لمساعدة مادية وبيت الطالبة تأخذ هذا الموضوع بعين الإعتبار وتحاول مساعدة الطالبات الأكثر حاجة، كما نحاول وبفضل بعض الخيريين بأن نساعدهن بأقساطهن الجامعية”.

وأضافت الريس: “كل عمل إجتماعي مهم ونؤيده وندعمه ولكن ما يميز بيت الطالبة هو أننا نحاول خلق جو من المحبة والألفة والإستقرار داخل هذه الجمعية لكي يتفرغن لدروسهن الجامعية. المشروع الأهم الذي عملنا عليه هو تأمين مبنى موحد للجمعية لتكون طالباتنا متواجدات في وحدة سكنية متكاملة ولقد سعينا بهذا الموضوع مع الأستاذ وليد جنبلاط الذي كان الداعم الأول وصاحب المبادرة الأولى بهذا المشروع مادياً ومعنوياً. ونشكر كل الخيرين الذين يساهمون معنا ويقومون بكل واجباتهم تجاه هذا المشروع وفي طليعتهم سماحة شيخ عقل الطائفة الدرزية والمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز-لجنة الأوقاف الدرزية، وكل المغتربين وبالأخص المغتربات اللواتي يعشن خارج البلد ويحملن همه ويساهمن دائماً معاً فنحن نقدر كثيراً مساعدتهن”.

وتمنت الريس أن: “يكون هذا المشروع مركز لقاء لكل فتياتنا المقيمات والمغتربات في فترة الصيف بحيث يكون ملتقى تعارف وتآلف بينهن. إن جمعية بيت الطالبة الجامعية للجبل هي جمعية ناشطة بالنسبة لعلاقاتها بجمعيات الجبل وبالمجلس النسائي اللبناني الذي نحن عضو فيه ونعتبرها جمعية وطنية لأننا نهتم بالمجتمع والفتاة اللبنانية وإعلاء شأنها وإعطائها فرصة في المجتمع لتكون منتجة إذن هو موضوع وطني بالتالي فإننا بذلك ننعش الوطن”.

image-3

وختمت الريس: “سنحاول بالتواصل مع جمعيتنا في الخارج توجيه دعوة للصبايا اللواتي يرغبن بزيارة لبنان لتمضية فترة قصيرة خلال فصل الصيف بأن أبواب الجمعية في لبنان ستكون مفتوحة لهن للإقامة فيها وتمضية بعض الوقت والتعرف إلى الفتيات المقيمات، وهذه فكرة قد تشد المغتربات إلى وطنهن والعودة للإقامة في ربوعه”.

من جهتها، قالت نائبة الرئيسة وأمينة صندوق الجمعية ليلى طليع السوقي: “إن مصادر تمويل الجمعية تعتمد على اشتراكات الأعضاء والتبرعات كما نعتمد على دعم خاص من شخصيات درزية موجودة في الداخل والخارج ومساعداتهم قدر الإمكان. ولكن اليوم الوضع الإقتصادي متدهور ولدينا خوف من أن تتراجع مواردنا المالية أيضاً مستقبلاً. لذلك نحاول قدر المستطاع إيجاد طريقة أخرى لتمويل الجمعية لتكفي نفسها وطرحنا فكرة إنشاء قاعة إجتماعات ومعارض في هذا المبنى الجديد لكي تستطيع أن تمول نفسها الجمعية”.

وأضافت السوقي: “أتمنى أن يبقى الجميع مهتماً لهذا الموضوع، والأستاذ وليد جنبلاط يهتم جداً لأهمية التعليم وأهمية تعليم المرأة بشكل خاص، على أمل أن يصبح لدى أفراد المجتمع كافة هذا الحس الإجتماعي أيضاً”.

السوقي

وفي وصف تفصيلي هندسي لهذا البناء الذي وضعت خرائطه الكاملة وأشرفت على تنفيذه المهندسة المعمارية لينا الريس أبو علي دون اي مقابل متبرعةللجمعية، فهو يتكون من سبعة طوابق: الطابق الأرضي مؤلف من: غرفة استقبال، غرفة منامة للناطور، غرفة منامة للمشرفات، غرفة غسيل للطالبات، موقف سيارة، مساحة خلفية مخصصة لخزانات المياه، مولد الكهرباء وخلافه. أما الطابق الأول فيتضمن: مكتب إدارة، غرفة درس للطالبات وللإجتماعات، غرفة طعام، مطبخ ومنتفعاته. أما الطوابق المتبقية فتشمل غرفة منامة عدد 3 تتسع كل غرفة لأربع طالبات، مع غرفة جلوس صغيرة، ومطبخ صغير. كما يحتوي المبنى على مياه ساخنة على الطاقة الشمسية، وتدفئة وتبريد لكل الطوابق.

من جهته، قال المهندس بشير أبو عكر المنتدب من لجنة الأوقاف في المجلس المذهبي الدرزي على المشروع لـ”الأنباء” بأن “الهدف من هذا المشروع هو إيجاد مسكن للطالبات الدرزيات اللواتي يردن السكن والتعلم في بيروت وأن يكون لديهن مكان للسكان وبذلك يحافظن على التقاليد قدر الإمكان وتسهيل أمورهن المعيشية حيث أسعار الإيجار تشجيعية بالنسبة للفتاة كي تتعلم في بيروت”.

المهندس ابو عكر

وتابع أبو عكر: “من صلاحيات المجلس المذهبي أن يساعد الجمعيات فموازنته لا تسمح بدعمها بالشكل المناسب بسبب الظروف المالية ولكن هناك مساعدات إنسانية تقوم بها اللجنة الإجتماعية من خلال موازنتها السنوية بالإضافة إلى حفلات العشاء الريعية التي تستطيع من خلالها مساعدة طلاب المدارس تحديداً وتقديم بعض المساعدات الإجتماعية الأخرى، وهذه اللجنة تتعاطى بكل الشأن الإجتماعي للدروز، وهي حالياً تعمل على إنشاء مشروع صحي”.

وختم أبو عكر: “إن عمل المجلس المذهبي عمل طويل وشاق ويحتاج إلى موازنات عالية وهو ما يتم العمل بشكل حثيث لتحقيقه تدريجياً”.

كما أوضح مدير الأوقاف المهندس نزيه زيعور في حديث لـ”الأنباء” بأن “المجلس المذهبي ولجنة الأوقاف الدرزية قدما الدعم للجمعية بحيث أعطي حق الإستثمار لفترة طويلة من الزمن، وطبعاً كان الدعم الأساسي إنطلق بشراء العقار بدعم من النائب وليد جنبلاط والمجلس المذهبي، والمبلغ المالي كان موهوباً من النائب جنبلاط لدعم جمعية بيت الطالبة الجامعية للجبل بهدف دعم الفتيات اللواتي يتعلمن أو يشتغلن في العاصمة وهن بحاجة لمكان ومأوى للعيش بشكل مريح”.

زيعور

وتابع زيعور: “بعد ترميم هذا المبنى سيصبح جاهزاً لاستقبال الفتيات الراغبات في السكن بهذه المرحلة”.

ورداً على سؤال حول مشاريع دعم الجمعيات وخطط المجلس المذهبي في هذا الإتجاه، أجاب زيعور بأن: “الأوقاف الدرزية والمجلس المذهبي وحسب الإمكانيات المتوفرة والتي ستتوفر، ستكون في إتجاه دعم كل المؤسسات التي تهتم وتعنى بالإنسان إن كان في بيت الطالبة أو في مشاريع أخرى. فهناك مشاريع تتم من خلال ترميم الشقق القديمة الموجودة للأوقاف وتحسينها من أجل استثمارها بشكل أفضل. وإن الأوقاف الدرزية والمجلس المذهبي دائماً على إستعداد لدعم المؤسسات والأنشطة الثقافية والرياضية والصحية أينما وجدت”.

عباس الحلبي

وأخيراً نوه رئيس لجنة الأوقاف القاضي عباس الحلبي بأن هذا المشروع الذي سيفتتح قريباً هو أحد إنجازات المجلس المذهبي ولجنة الأوقاف وإن مهمته هي اجتماعية وثقافية يطال بخدماته الفتيات الراغبات في التحصيل العلمي وهن في أشد الحاجة إلى المساعدة، فيأتي هذا المشروع ليسد نقصاً كبيراً في بيروت لفتيات الجبل، وبهذه المناسبة لا بد لي من توجيه الشكر إلى كل من ساهم في تمويل المشروع ابتداءً من معالي الوزير وليد بك جنبلاط والمجلس المذهبي وجمعية التضامن الذين تعاونوا مشكورين لتوفير الأموال اللازمة لشراء العقار ثم إلى جمعية بيت الطالبة التي وفرت الأموال اللازمة لتمويل الترميم وإعادة التأهيل وأمامها مهمة جليلة ندعو الجميع إلى الإلتفاف حولها لدعم هذا المشروع تحقيقاً للغايات الشريفة من وراء إنشائه وضمان استمراره.

——————————————-

(*) علا كرامة، سحر صالحة