17318
رامي الريس
14 يناير 2016
هذا الرقم هو عدد البراميل المتفجرة التي ألقيت على مناطق مختلفة من سوريا بينها 3500 برميل القاها النظام السوري بعد التدخل الروسي في أيلول من العام 2015. وأشارت إحدى الجمعيات إلى أن القسم اﻷكبر من تلك البراميل أسقط في محافظة ريف دمشق ودرعا وحلب وحماة.
إذا كان رقم البراميل المتفجرة باﻵﻻف، فما المتوقع أن يكون رقم الضحايا (إذا صح إعتبار اﻷشخاص على أنهم مجرد أرقام!) هذا هو النظام السوري الذي يجري إعادة تعويمه من خلال الحل السياسي الذي بدأت تباشيره بالظهور من خلال قرار مجلس اﻻمن الدولي رقم 2254 الذي صدر أواخر العام المنصرم.
هل يجوز أن ينزلق ما يسمى المجتمع الدولي الى لعبة النظام السوري التي حاول خلالها مراراً، طوال مرحلة الثورة، إقناع الغرب بأن اﻷولوية يفترض أن تكون لمحاربة اﻹرهاب؟ أوليس هذا هو اﻹرهاب المنظم بعينه بأن تلقي السلطة البراميل المتفجرة على شعبها مدمرة المراكز التربوية والدينية واﻻجتماعية والسكانية دون تمييز؟
ﻻ بد من التذكير أن مفهوم اﻹرهاب واحد ﻻ يتجزأ! فهل أن القتل من الجماعات اﻻرهابية مرفوض ومستنكر ومدان (وهو كذلك فعلا)، في حين أنه مسموح ومتاح للنظام؟ القتل والتدمير والتهجير ﻻ يميز بين الجهة المنفذة، فالنتيجة واحدة.
ثم، فيما يتعلق بالمفاوضات المنتظرة، كيف يمكن القبول بفكرة الجلوس مع النظام في الوقت الذي يحاصر فيه أبناء شعبه ويدفع بهم للموت جوعاً ويرفض الحد الأدنى من المطالب المنطقية أقله من الناحية الإنسانية كوقف قصف المراكز المدنية ورفع الحصار عن المناطق المتضررة؟ وكيف يمكن إجراء مفاوضات في الوقت الذي يحلق فيه الطيران الروسي في سماء سوريا ويستخدم النظام كل قوته العسكرية لتدمير ما تبقى من سوريا؟
إذا كان الحل السياسي سيؤدي ﻹعادة إنتاج النظام وفق دستور معلب جديد، فإنه كمن يعيد عقارب الساعة الى الوراء وهذا منافي للمنطق ولحقيقة التاريخ!
———————————
(*) رئيس تحرير جريدة “الأنباء” الالكترونيّة
Facebook: Rami Rayess II
Twitter: @RamiRayess