ساعاتٌ بين دفتي كتاب “نار فوق روابي الجبل”
وهيب فياض
22 ديسمبر 2015
لقد جعلني هذا الكتاب أسهر بفرح مع أنور الفطايري بخفة دمه وتوقد ذكائه، وجحوظ عينيه المميز الموحي بالفرادة والقوة، ومع توفيق بركات وضحكته المجلجلة وسرعة خاطره وحسن معشره، ومع عادل سيّور الهادئ الرصين المتواضع المحصن بثبات الموقف والقناعة، ومع فؤاد سلمان فارس المنبر والكلمة والعاشق الدائم لترداد كلام المعلم كمال جنبلاط، ومع حسن سيف اللبق الدمث الباسم الوجه المخلص حافظ الأسرار والذاكرة لكل ما دار بين جدران قصر المختارة لنصف قرن.
كما أطال الكتاب سهرتي مع كل من أحببت من رجال جيش التحرير الشعبي الذي يفتخر المقدم فياض بأنه الأب الروحي لهم والذين صنعوا من البطولات بصمت ما يفوق خيال الروايات فمنهم من قضى ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
لقد أنصف المقدم شريف فياض في كتابه كل من ذكره، وكل من لم يذكره وإكتفى بالإشارة للتذكير به، ولكنه كالعادة نسي أن ينصف نفسه.
لقد أخرج نفسه من الصورة إلا في الحالات التي يستحيل أن تكتمل الصورة بدونه، فجاء تأريخه وسرده مشابهاً له، يجعل نفسه الشاهد على الحدث مع أنه من أكبر صانعيه.
وما لفتني كثيراً في كتابه هو أنه إستطاع، دون أن يقصد، ومن خلال سرده لواقعة إستقباله للأيتام المهجرين الستة، أن يظهر لنا بعضاً من وجهه الإنساني، وجعلني أتذكر دوره في حماية وصون كرامة الآلاف ممن أجبرتهم الحرب على تغيير أماكن إقامتهم عابرين مناطق تقع تحت سيطرة الحزب التقدمي الإشتراكي.
على عادتك، أنصفت الجميع وتركت للتاريخ أن ينصفك.
شهدت للجميع ونحن نشهد لك أنك جعلت من الميليشيا جيشاً يوم كانت الحرب تجعل الجيش ميليشيا. إن ثروتك المعنوية هي في مسيرتك النضالية وفي أفراد عائلتك المحبة وليس فيها للمال ولحب السلطة مكان.
قلت لنا دون أن تقول أن من يمثلوننا إستخقوا هذا التمثيل بشهادتك فيهم.
المقدم شريف فياض، كتابك ومسيرتك تأكيد لما قاله فيك وليد جنبلاط إنك إسم على مسمى.
وكتابك عندي لا يجد مكانه في المكتبة بل في العقل والقلب لأنه أنت!
اقرأ أيضاً بقلم وهيب فياض
جنبلاط يهادن مجدداً وينعي اتفاق الطائف 14 ديسمبر 2018
أيها المعلم المشرق علينا من عليائك 6 ديسمبر 2018
نزار هاني: أرزتك أطول من رقابهم! 13 سبتمبر 2018
ما وراء خطاب العرفان! 28 أغسطس 2018
عن الفتح المبكر للسباق الرئاسي: قتال بالسلاح الأبيض والأظافر والأسنان! 20 أغسطس 2018
عهد القوة ام العهد القوي؟ 16 أغسطس 2018
من موسكو: تيمور جنبلاط يجدل حبلاً جديداً من “شعرة معاوية”! 7 أغسطس 2018
لجيل ما بعد الحرب: هذه حقيقة وزارة المهجرين 11 يوليو 2018
حذار من تداعيات إزدواجية المعايير! 4 يوليو 2018
عن دستور ظاهره مواطنة وباطنه عفن سياسي! 14 يونيو 2018
لا تحطموا برعونتكم أعظم إختراع في تاريخ الديمقراطية! 5 يونيو 2018
رسالة من العالم الآخر: من أبو عمار إلى أبو تيمور! 29 مايو 2018
لتذكير من لا يذكرون: تجارب وزراء “التقدمي” مضيئة وهكذا ستبقى! 21 مايو 2018
يحق لوليد جنبلاط أن يفاخر! 16 مايو 2018
تبيعون ونشتري 4 مايو 2018
إنه جبل كمال جنبلاط! 21 أبريل 2018
إلا أنت يا مير! 6 أبريل 2018
ادفنوا حقدكم لتنهضوا! 31 مارس 2018
الإصلاحيون الحقيقيون: إعادة تعريف! 26 مارس 2018
مطابق للمواصفات! 22 مارس 2018