سلام خلال استقبال العسكريين في السراي: أمامنا تحدي تحرير من بقي في الاسر

أكد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ان “هناك جهودا بذلت داخليا لإنهاء ملف العسكريين المختطفين تمثلت بالمساعي التي باشر بها مجلس الوزراء وانتقلت عمليا الى خلية الأزمة”، وقال: “لكن هناك أيضا الأجهزة الأمنية بكافة مؤسساتها التي واكبتنا في الصغيرة والكبيرة ونجحنا وعبرنا الى الحرية والكرامة وعزة لبنان”.

كلام سلام جاء خلال إستقبال العسكريين المفرج عنهم في السراي الكبير، في حضور أعضاء خلية الأزمة الوزراء: سمير مقبل، علي حسن خليل، وائل ابو فاعور، نهاد المشنوق وأشرف ريفي وسفير قطر لدى لبنان محمد علي المري.

كما حضر قائد الجيش العماد جان قهوجي، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير.

سلام
وألقى سلام كلمة قال فيها: “من السراي الكبير من دار اللبنانيين، من هذه الدار حيث تعالج هموم ومشاكل اللبنانيين، من هذه الدار كانت الوقفة المعبرة الصارخة الوطنية لمجلس الوزراء يوم ووجهنا بهذا العمل الارهابي ضد الوطن، وكانت خلية الأزمة وبدأ العمل”.

أضاف: “أغلب الاهالي بيننا اليوم مروا معنا بالمعاناة، هذه المعاناة ببعدها الانساني، هذا البعد الانساني الذي تجلى بأشكال مختلفة وأتفهمه ونتفهم جميعا على مستوى الامهات والاباء والزوجات والعائلات، ولكن ايضا هناك بعد وطني تمثل بأبطالنا العسكريين الذين تحملوا وقاسوا وصمدوا وصمدنا معهم وكان الانفراج وكانت الافراح وكان الانجاز”.

وتابع: “لكن لا بد لي من ان أذكر بهذه المناسبة شهداءنا الذين نترحم عليهم وآخرهم كان جثمان محمد حمية رحمه الله، الذي تسلمنا جثته اليوم ايضا من ضمن هذا الانجاز، المسيرة ماضية ونحن وجنودنا الابطال والعسكريين الابطال وعائلاتهم ماضون في المسيرة لنحقق المزيد من الانجازات، ويعلم الجميع ان أمامنا انجازا كبيرا ما زال يشكل تحديا لنا جميعا وهو ما بقي لكم من اخوان عسكريين في الأسر علينا ان نسعى ايضا الى تحريرهم والى الفوز بالنتائج الطيبة من اجل لبنان واللبنانيين ومن اجل وحدة وطننا ووحدة موقفنا وقرارنا. ثقوا بدولتكم ثقوا بحكومتكم، ليس لنا ولكم الا هذا اللبنان فلنشتد جميعا من حوله ولتتضافر جهودنا جميعا لان لبنان بحاجة الى كل ابنائه من عسكريين ومن كافة الفئات”.

وأردف: “هناك جهود بذلت داخليا تمثلت بالمساعي التي باشر بها مجلس الوزراء وانتقلت عمليا الى خلية الازمة، ولكن هناك أيضا الاجهزة الامنية بكافة مؤسساتها من جيش وقوى أمن وأمن عام ومعلومات ومخابرات وكل الاجهزة التي تضافرت الجهود في عملها على مدى سنة واربعة اشهر ونجحنا والحمد لله، وثابرنا. وهناك ايضا الاجهزة القضائية التي واكبتنا في الصغيرة والكبيرة ونجحنا ايضا وعبرنا الى الحرية والكرامة والى عزة لبنان”.

وختم: “لا بد لي من التوجه بإسمكم جميعا بالشكر والتقدير الى كافة الدول والقيادات التي ساهمت معنا وسعت من اجل هذه الفرحة، وأخص بالذكر وبشكل مميز دولة قطر وأميرها سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، شكرا كبيرا لهم. ولا بد لي ايضا على صعيدنا المحلي من أن اخص بالشكر والتقدير والثناء اللواء عباس ابراهيم، والأمن العام، هذه المؤسسة التي تمكنت بصبر وبأناة وببراعة من ادارة هذا الملف لما وصلنا إليه من نتائج طيبة. ولن أنسى ايضا الصليب الاحمر اللبناني، هذا الجندي المجهول الذي يواكب كل مصاعبنا وكل الأهوال التي مررنا بها، وكان له اليوم الدور المميز في ما احتضناه جميعا من ابطالنا العسكريين، وان شاء الله نمضي بهذه المسيرة واثقين من خطانا لنحقق المزيد من الانجازات ليس فقط في مؤسساتنا الامنية والعسكرية وانما في كل مؤسساتنا الوطنية من اجل ان يعلو اسم لبنان واسم اللبنانيين محلقا دائما ومظفرا بالنتائج والانتصارات”.

ابراهيم
بدوره، قال ابراهيم: “من الجيش اللبناني الرقيب جورج الخوري، الجندي اول ناهي عاطف قلفوني والجندي ريان سلام. ومن قوى الأمن الداخلي: المعاون بيار جعجع، الرقيب أول إيهاب الأطرش، العريف سليمان الديراني، العريف ميمون جابر، العريف أحمد عباس، العريف وائل حمص، العريف زياد عمر، العريف محمد طالب، الدركي لامع مزاحم، الدركي عباس مشيك، الدركي ماهر فياض، الدركي جورج خزاقة، الدركي رواد بو درهمين.
لأن لبنان بلد الحرية عدتم أحرارا إلينا، ها هم العسكريون الابرار يعودون الى حضن وطنهم، الى حضن شرعيتهم ومؤسساتهم، الى ذويهم ورفاقهم كي يعاودوا من جديد ما بذلوه. كانت محنة الاشهر ال 16 خير شاهد على أنهم بروا بقسمهم، وصمدوا بين ايدي خاطفيهم، لم يفقدوا ايمانهم بالله ولا بذواتهم ولا بارادتهم ولا بدولتهم التي منذ احتجازهم لم توفر اي جهد في سبيل استعادتهم الى أن وصلنا الى هذا اليوم”.

أضاف: “لا بد من توجيه الشكر الى كل من انضم الى جهودنا في سبيل اطلاقهم. انها المرة الثالثة التي تمر الدولة اللبنانية بمثل امتحان كهذا مع هذه الجماعات، وهي تتمسك بكرامتها وصلابة موقفها التفاوضي وعدم التخلي عن مقومات السياسة، في الوقت الذي حرصت فيه على ارواح عسكرييها وحمايتهم بغية استعادتهم. كانت شروط التفاوض شاقة وطويلة، ولم نكن نريد لها ان تطول الى هذا الحد، ولكن سقف الكرامة الوطنية والتمسك بثوابت دولة القانون وعدم التخلي عن السيادة أفضت الى تكريس حقوقنا واستعادة عسكريينا، هذا المسار سلكناه منذ محنة مخطوفي اعزاز مرورا بملف راهبات دير سيدة معلولا وحتى الان، وفي المرات الثلاث خرج لبنان منتصرا بهيبة دولته وبصون مؤسساته وبثبات مؤسساته وعزة شعبه. انه يوم فرح لكننا نتوخى الوصول الى يوم الفرح الذي نستعيد معه العسكريين المختطفين لدى داعش”.

وتابع: “اشكركم دولة الرئيس، وأشكر أعضاء خلية الازمة على الثقة التي أوليتموه اللمفاوض اللبناني متسلحا بالثوابت التي ساعدت على منحنا الصلابة في مفاوضات شاقة ومتعبة، لكن المشقة والتعب يرخصان لدى رؤية وجوه العسكريين المحررين، ووجوه اهلهم المغرورقة بدموع الفرح. وأتوجه بالشكر ايضا ومن خارج السياق الى دولة الرئيس سعد الحريري الذي كان سندا لنا في كل مراحل التفاوض والذي أكد أينما حل على ان هذا الملف وطني وليس مذهبيا على الاطلاق، وأشكر السيد حسن نصرالله ولن أدخل في التفاصيل فدولة الرئيس ومعالي وزير الداخلية على علم بكل ما جرى في تفاصيل التفاوض”.

وختم: “اليوم من السراي الحكومي، اقول لكم ايها العسكريين: هنيئا لكم الحرية على أمل استكمال الفرحة الأولى بفرحة مماثلة في استعادة عسكريينا لدى داعش: المعاون ابراهيم مغيط، العريف علي المصري، العريف مصطفى وهبة، الجندي اول سيف ذبيان، الجندي علي الحاج حسن، الجندي عبد الرحيم دياب، الجندي محمد يوسف، الجندي خالد حسن وجثة الشهيد العريف عباس مدلج.