“يسرائيل هَيوم”: لغة مشتركة في الخليج الفارسي

لم يفاجئني إعلان افتتاح ممثلية رسمية لإسرائيل ف،ي IRENA الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في أبو ظبي. فقد كنت محظوظة بوصفي رئيسة طاقم وزير الطاقة والمياه، لأن أكون عضواً في الوفد الذي ترأسه الوزير عوزي لانداو لحضور المؤتمر الذي انعقد في كانون الثاني/يناير 2013 من أجل إنشاء الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في العاصمة الإماراتية.

في أول زيارة لوزير إسرائيلي إلى دولة عربية ليست لديها علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل، لم يكن طبيعياً رؤية علم إسرائيل مرفوعاً بين أعلام الدول الـ132 الأعضاء في الوكالة، أو سماع الوزير في نقل مباشر من داخل القاعة العامة يقول “ضيوفي الكرام، بعملكم هذا تقومون بالخطوة الأولى نحو تحويل الحلم إلى واقع”، ويتابع “برغم المشكلات الخاصة بكل دولة وبرغم النقاشات والخلافات التي تبرز من حين إلى آخر بين الدول الممثلة اليوم، فقد توصلنا إلى الاتفاق على وجود مشكلة عالمية تؤثر في، كي لا نقول تهدد، مستقبلنا جميعاً.. في متناول أيدينا بلورة واقع أخضر لمستقبل أولادنا”.

لقد تم تأجيل افتتاح ممثلية إسرائيلية رسمية في أبو ظبي بسبب اغتيال محمد عبد الرؤوف المبحوح، من كبار المسؤولين في “حماس” وكبار النشطاء في كتائب عزالدين القسام (الذي جرى في دبي أثناء زيارتنا لأبو ظبي) والذي نسبه كثيرون إلى الموساد.

 إن الحدث الذي يجري الآن بعد أكثر من خمسة أعوام عاصفة في الشرق الأوسط، كان ينبغي أن يحتل مكاناً أكثر بروزاً في النقاش الإسرائيلي، خصوصاً بعد أشهر طويلة احتل فيها موضوع مقاطعة دولة إسرائيل ومنتجاتها العناوين الأولى، وتعزز الشعور بأن العالم كله ضدنا.

 إن العلاقات بين الدول تتأثر بصورة أساسية بالمصالح. وبالاستناد إلى الخبير في موضوع الدول العربية غي باخور (برنامج الصباح، القناة الثانية أمس)، فإن مصالح الدول العربية المعتدلة لا تتطابق مع المصلحة الفلسطينية، بل على العكس من ذلك. قبل بضعة أيام نشرت صحيفة كويتية واسعة الانتشار مقالاً جاء فيه أنه يتعين على الدبلوماسية الإسرائيلية ايجاد مختلف الوسائل من أجل إجراء حوار إسرائيلي في المنطقة. ويتطابق هذا الكلام مع حديث نتنياهو في الفترة الأخيرة عن المصالح المشتركة التي تبرز بين إسرائيل ودول عربية معتدلة.

 في كل ما يتعلق بتطوير واستيعاب واستخدام الطاقة المتجددة، فإن لدى إسرائيل الكثير كي تتعلمه من جيرانها الأغنياء بالنفط. ويبدو من الخطة الأساسية للسعودية في مجال الطاقة التي نُشرت سنة 2013، أن 54 ألف ميغاواط من أصل 80 ألفاً من الطاقة المتجددة يخطط لإنتاجها في محطات طاقة جديدة ستبنى بدءاً من نهاية العقد الحالي وحتى سنة 2032. لقد تحول اتحاد الإمارات العربية إلى لاعب مهم ومعروف عالمياً مهم في مجال الطاقة المتجددة، لأن المشاريع التي يطرحها دخلت حيز التنفيذ: ففي الأعوام الأخيرة افتتحت في أبو ظبي محطتين للطاقة: “شمس 1” للطاقة الشمسية، ومحطة “نور” الشمسية الحرارية، وقدرة كل واحدة منهما 100 ميغاواط، كما أقيمت في دبي حديقة للطاقة الشمسية تصل قدرتها إلى 1000 ميغاواط.

عندما يعتبر أوباما ظاهرة الاحتباس الحراري في الكرة الأرضية عدواً للإنسانية، ويحضر زعماء دول العالم بينهم نتنياهو مؤتمراً عالمياً عن المناخ في باريس، وافتتحت في أبو ظبي ممثلية للطاقة المتجددة، فماذا يمكن أن نسمي هذا غير مصالح مشتركة؟ هذا من دون أن نقول كلمة عن داعش.

————————————

(*) مؤسسة الدراسات الفلسطينية