متى تحين لحظة التغيير الثوري: قراءات لمفكرين ومؤرخين وباحثين

في تطورات غير مسبوقة في التاريخ الحديث، إستيقظت الشعوب العربية على ما  تعيشه من حكم إستبدادي، قامع للحرية والديمقراطية، ومتسلط على الثروات، ومنزلاً بالعباد الفقر. يقظة تاريخية ترجمت بحراك شعبي، كانت بدايته بسيطة، إنطلقت في 17 كانون الأول/ديسمبر 2010 في تونس، لتمتد شرارته إلى مصر، ولتكر السبحة، وتكبر اليقظة، وتصل إلى معظم الدول العربية، تلك ألتي يعيش أهلها الظلم والإستبداد، ويغرق أكثر فأكثر بالفقر، عدا عن التضييق الكبير على الحريات.

يقظة، ترجمت بحراك شعبي واسع في تونس ومصر، مروراً بليبيا، فسوريا واليمن. وإذا عرف الحراك تسميات عديدة، منها الربيع العربي، وإعتباره من كثر أنه خريف عربي، فإن نتائجه تأرجت بين الإيجابي والسلبي. فالحراك الذي أزهر سلمياً بتونس ربيعاً جديداً، وأطاح برئيس البلاد وطاقمه السياسي، وأسس لمرحلة جديدة تقوم على الديمقراطية، وحقق بعضاً من التغيير الإيجابي بمصر، بعد خلع الرئيس حسني مبارك، وسجنه ومحاكمته، فإنه في بلدان أخرى تحولت المظاهرات السلمية إلى حروب فئوية ودموية بسبب رفض الأنظمة للتغيير، لا تزال نيرانها مستعرة حتى الآن، كما هي الحال في ليبيا وسوريا واليمن والعراق، التي شهدت إسقاط نظام صدام حسين في 2003، ومن حينه، تتقاطع الأحداث فيها على أكثر من محور.

الحراك العربي الذي بدأ من الشعب، وشهد تداخل لمصالح أطراف داخلية وأخرى خارجية، وبروز أطراف جديدة على الساحة، لا سيما ما يعرف بالمجموعات المتطرفة، وما تنفذه اليوم من أجندات، هو الحراك الذي فرض معادلة جديدة بالمنطقة، وإن لم تبرز معالمها بعد، وأصبحت معه المنطقة اليوم شيء آخر بعد 5 أعوام على إنطلاقه سلمياً.

هذا الحراك، بما له وعليه، شكل محور ملف أعدته جريدة “الأنباء” وحيث كان لعدد من المفكرين قراءته التقييمية للحراك.

والحلقة الأولى مع المفكر كريم مروة

————————————

(*) نضال داوود